فن الشارع يظهر للعلن بعد الحراك الشعبي بجيجل
شرع العديد من شباب جيجل ، بعد بداية الحراك الشعبي في تمرير عدة رسائل تؤكد مدى وعيه ، ليس من خلال القيام بعمليات تنظيف واسعة فقط، لكن أيضا من خلال رسم جداريات للتعبير عن مدى تعلقه بحب الوطن، و تترك بصمته عبر كل زاوية من زاويا عاصمة ولايته.
النصر جابت شوارع و أزقة المدينة، التي تزينت مؤخرا بجداريات فنية، و  كل جدارية تحمل معها رسائل شباب أبدعوا في رسمها بإمكانياتهم البسيطة، توقفنا مطولا بحي لعقابي، أين وجدنا الشاب عبد الكريم، رفقة مساعده محمد، و أبناء الحي، مجتمعين لرسم جدارية
و أخبرنا الشباب بأن الحي يشهد رسم جداريات متنوعة، و الفضل للشاب عبد الكريم، ابن الحي، الذي قام برسم سبع جداريات، جعلت الحي، يشبه معرضا للوحات الفنية، و قال لنا الشاب “ لقد قمت برسم عدة جداريات و كل جدارية تحمل معنى أو رمزا، مثل البومة، رمز الحكمة و الوقار، و تمثل الشعب الجزائري الذي أبرز ذلك في الفترة الأخيرة، من خلال سلمية مسيراته الرافضة للنظام، كما قمت برسم الشخصية الوطنية، و ابن ولاية جيجل، الرمز محمد الصديق بن يحيى، ووضعت على خلفية الصورة الطائرة التي سقطت بين الحدود التركية و العراقية، و قمت بكتابة بالخط الكوفي رسالة موجهة للعراق، و عبر جدرايات أخرى جسدت مناظر طبيعية، أضفت حلة جديدة على الحي”.
و أضاف المتحدث بأنه حاول وضع لمسة إبداعية خاصة على المدينة ، خلال ثمانية أيام متواصلة، مشيرا إلى أن أبناء الحي، شاركوا بأموالهم و و وقتهم و قدموا الدعم الكافي له أثناء انجاز مشروعه.
و تابع الفنان بأن ربات البيوت شاركن بتقديم أشهى و ألذ الأطباق التقليدية للمجموعة الشبابية، في الغداء و العشاء، خلال تزيينها للمدينة ، ما جعله يعتزم على مواصلة عمله الفني، رفقة أبناء الحي، قائلا” الكلمة الطيبة و الدعم، جعلنا كشباب نواصل العملية، و لم نتصور بأننا أن نفوز بالتفاتة كبيرة من قبل العائلات، فجل ربات البيوت بالمنطقة، قمن بإطعامنا و إكرامنا بوجبات تقليدية، ما جعلنا نستمر إلى ساعات متأخرة من الليل”.
النصر لاحظت بجوار ورشة العمل، صندوقا صغيرا، لجمع النقود لانجاز المشروع ،  و الجميل إقبال الصغار و الكبار، للتبرع، و كذا توقف أصحاب السيارات لتقديم الدعم اللازم.
تنقلنا إلى حي باب السور، الذي تزين أيضا بلوحات فنية، جعلت العديد من المارة يلتقطون صورا تذكارية أمامها، و أخبرتنا سيدة، بأنها تعمدت أن تحضر مشيا على الأقدام، من أجل التقاط صور لأبنائها بجوار الجدارية، و إرسالها لأختها في كندا، التي أكدت لها، بأن لوحات عاصمة الكورنيش، لها صدى واسعا في الخارج، حيث تم الترويج لها عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
قال أحد المارة، بأن اللوحات الفنية المجسدة في كل زاوية من الشوارع، تعبر عن مدى وعي الشباب، و إمكانية تجسيده للمبادرات الجميلة التي تخدم المجتمع.
علما بأن الرسومات الفنية تزين عدة أحياء أخرى، على غرار الوزيز، حي بورمل، الحدادة، حي موسى، ليكتي، كما شهدت باقي البلديات تجسيد لوحات فنية، على غرار بلدية الطاهير، الميلية، العوانة، جيملة.
كـ .طويل

الرجوع إلى الأعلى