المسابقة الدولية في القفز على الحواجز تستقطب 150 فارسا و 5 آلاف زائر
تحولت المسابقة الدولية في القفز على الحواجز التي يحتضنها نادي الفروسية نجم الشرق بطريق برج مهيريس، ببلدية عين عبيد  في ولاية قسنطينة، إلى تظاهرة سياحية وطنية و دولية، بتسجيل أكثر من 5000 زائر من مختلف بلديات الولاية و مشاركة 150 فارسا بين جزائري و قادم من إفريقيا وآسيا وأوروبا بعد أن وفّر القائمون عليها كل شروط النجاح وهو ما أكده بعض المشاركين من العراق و فرنسا.
التظاهرة إلى جانب محتواها الرياضي الذي كللت   أشواطه  الأولى بالحصول على جائزتي المنافسة بنجمتيها، فكانت الأولى لصالح ولاية زرالدة والثانية من نصيب فرنسا، بعد 12 دورة تنافسية، و قد انطلقت مرحلة التصفيات النهائية أول أمس الخميس، بعد الفحص البيطري للأحصنة الذي أشرف عليه مختصون جزائريون و أجانب، تمهيدا لدخولها ميدان المنافسة   بعد فترة راحة وتحضير للأحصنة التي وجدنا بعضها في غاية الاسترخاء تجول في الحقول، بينما البعض الآخر في الميدان يقوم بقفزات تدريبية. المشرف على المسابقة أوضح للنصر، أن التظاهرة شملت الجانب التاريخي و تمثل في تهيئة الإسطبلات وتزيين مخادع الأحصنة بزخارف ورسوم، تعود إلى فترة حكم ماسينيسا وحملت أروقتها اسمه و اسم يوغرطة وشخصيات أخرى تاريخية، هذا بالإضافة إلى معرض للصناعات التقليدية القسنطينية بمختلف أنواعها وتخصصاتها، وأكد نفس المتحدث أن الفترة ما بين الدورتين تم استغلالها في تنظيم جولات سياحية إلى مختلف معالم المدينة السياحية والتاريخية، وأضاف أن تنظيم تظاهرة بهذا الحجم تطلب استثمارات كبيرة للوصول بها إلى معايير دولية، وشمل ذلك تهيئة الميدان وإنجاز 70 إسطبلا وإعادة تهيئة القديم منها، لتكون في خدمة 150 فارسا و فارسة، وكذا توفير شقق على مستوى النادي لنسبة من المشاركين ومرافق صحية للزائرين والسياح.
وفيما يخص أنواع السلالات المشاركة في المنافسة، أضاف أنها من النوع البربري العربي والألماني والفرنسي، وهذا ما حول المنطقة إلى وجهة سياحية وثقافية بامتياز، كما سمحت إلى جانب ذلك بخلق 50 منصب شغل مؤقت لشباب المنطقة، فيما ساهم مختصون في توفير خدمات الإطعام بفتح محلات كراسيها وطاولاتها بيئية من جذوع الأشجار وقد اتخذها الأجانب مكانا للتمتع بحمامات أشعة شمس خريف الجزائر الدافئة وقد خارت قواها معلنة عن قدوم موكب البرد في منطقة هي الأكثر برودة في الولاية، فكانت لنا دردشة مع بعضهم  حول أجواء المسابقة وكذا انطباعاتهم في أول زيارة لهم للجزائر وللمنطقة وقد غيروا الصورة القاتمة التي حملوها وهم يزورن الجزائر.
تحدثنا في البداية إلى مالكة و مربية الأحصنة السيدة «سونسياراي هيبرتخ أوسترمان  «   القادمة من الشمال الغربي لفرنسا و هي منطقة جد باردة، فأخبرتنا بأنها تزور الجزائر لأول مرة واكتشفت عالما لم يكن واضحا في مخيلتها وتحمل عنه صورة جد مشوشة، فقالت للنصر وهي تتمتع بحمام شمس خريف الجزائر الدافئة، مركزة  نظرها عبر أفق صاف زينته قزاعات غيوم بيضاء متناثرة  تعلو جبل قريون، أعلى نقطة في مرمى بصرها، بأنها اكتشفت عالما جميلا جديدا لم يكن واضحا في نظرها بدد الاعتقاد الخاطئ الذي ينتشر في الأوساط الفرنسية، وتأسفت لأنها لم تشارك في الطبعة الماضية، وتتمنى العودة السنة القادمة لتنشيط المنافسة الدولية في طبعتها الثالثة.وأضافت محدثتنا بأن الطقس المشمس ، الحقول الممتدة على  مرمى البصر، النسيم العليل، الهدوء، و كل شيء جميل هناك سحرها، و قد برمجت زيارة لقسنطينة للوقوف على معالمها واكتشاف كنوزها السياحية من خلال الرحلات التي ينظمها نادي نجم الشرق، الذي بهرها ميدانه بمواصفاته العالمية، إضافة إلى التنظيم الجيد، على الرغم من أن حصانها لم يكن محظوظا في المنافسة، لكن التجربة رائعة، تقول الشابة الفرنسية. 
وقال موطنها الفارس “ألان “ القادم من مدينة نانت وهو يمتع نظره بدوره بكوكبة من الأحصنة وهي في ميدان التدريب غير بعيد من ميدان منافسة القفز على الحواجز، بأن التظاهرة رائعة ويجب تطويرها والتنظيم جيد في منافسة بنجمتين ويتمنى بدوره العودة في الطبعة القادمة، وأضاف أنه لم يزر المدينة بعد، وشارك في الاستعراض الذي احتضنته قسنطينة يوم الافتتاح الرسمي، وأكد أن هذه زيارته الثانية للجزائر، وكانت الأولى في مستغانم، وقد استمتع كثيرا في الدورة.ومن جانبه قال المدرّب حميد الحسيني القادم من بغداد العاصمة العراقية، مرافقا ومدربا لفارسين بأن هذه زيارته الثانية للجزائر، بعد الأولى التي كانت سنة 2004 ، بأن الوضع في العراق لا يبشر بانجلاء غيمة تفتت بلاده قريبا ، وأكد أن القائمين على التظاهرة لم يهتموا بالنشاط الرياضي فحسب، بل تعداه إلى الجوانب الثقافية والسياحية و التراث التاريخي لقسنطينة التي احتضنت التظاهرة العالمية، و أضاف “كان لي الشرف أن زرت عدة مناطق سياحية تؤرخ لهذه المدينة العريقة التي أزورها لأول مرة من خلال الزيارات السياحية التي نظمها القائمون على المنافسة التي تشارك فيها كل من إيران والهند وفرنسا وألمانيا والسنيغال ودول عربية كثيرة”.
 ص. رضوان

الرجوع إلى الأعلى