أجــواء عـاشــوراء تغيــب عـن حــي الســـويقــــة بـقسنطينـــــة
عرفت محلات بيع مختلف أنواع المكسرات بحي « السويقة» في مدينة قسنطينة القديمة و كذا بسوق بومزو، إقبالا محتشما عشية الاحتفال بعاشوراء، حيث غابت هذه السنة أجواء التحضيرات و مظاهر تهافت المواطنين على اقتنائها، خاصة بالمدينة القديمة ، المعروفة ببيع كل أنواع المكسرات و الفواكه الجافة منذ عقود، و قد أرجع جل من تحدثنا إليهم ذلك ، إلى الارتفاع الكبير في الأسعار و قد  قدره أصحاب المحلات الذين تحدثنا إليهم بـ 30 بالمائة مقارنة بالسنة الماضية.
و خلال جولة النصر في حي السويقة العريق الذي يعد أحد أهم معالم المنطقة التاريخية و التراثية الأصيلة و قبلة للقسنطينيين ، خاصة في الأعياد و مختلف المناسبات الدينية و العائلية، لاقتناء ما يلزمهم ، لاحظنا أن أجواء الاحتفال بعاشوراء التي عهدناها في السنوات الماضية غائبة، حيث وجدناه شبه خال من الزبائن، فيما عرض أصحاب المحلات مختلف أنواع المكسرات و كذا الشوكولاطة و الحلويات الملبسة» دراجي» بأنواعها، بشكل جذاب يثير شهية كل من تقع عينه عليها، غير أن أسعارها الباهظة تجعل المتجول بحي السويقة، يكتفي بالنظر إليها أو الاكتفاء باقتناء أنواع المكسرات ذات الأسعار المعقولة التي لا يتجاوز سعرها 500 دينار، كالفول السوداني «الكاوكاو» و التين المجفف و التمر و القليل من الحلوى و الشوكولاطة.
و قد لاحظنا بأن أسعار المكسرات شهدت ارتفاعا كبيرا ، مقارنة بالسنة الماضية، و ذلك بمقدار 100 إلى 500 دينار، كما أن هناك فوارق في الأسعار بين المحلات  قدرت ب 30 و 50 دينارا بالنسبة للكيلوغرام الواحد من المكسرات، و أرجعها التجار لكون السلعة التي تم اقتناؤها في الأسبوع الماضي شهدت ارتفاعا محسوسا في الثمن، ما حتم عليهم إقرار هذه الزيادة، حيث تراوح سعر الكيلوغرام الواحد من التين المجفف بين 600 دينار و 700 دينار ، فيما قدر ثمنه في السنة الماضية بـ 400 دينار ، و بلغ سعر  كيلوغرام من اللوز المملح  بألف و 800 دينار ، و غير المملح بألفي دينار، بينما بلغ في السنة الماضية ألف و 500 دينار ، و بلغ سعر نفس الكمية من اللوز غير المقشر  400 دينار ، و الجوز المنزوع القشور بألفين و 500 دينار و بالقشور ألف و 100 دينار، و بلغ سعر كيلوغرام من الفول السوداني بالقشور 400 دينار و المملح بـ 350 دينارا ، و بلغ سعر الكاجو و الفستق و البندق ألفين و 400 دينار للكيلوغرام الواحد، فيما بلغ سعر كيلوغرام من الحلوى الملبسة 700 دينار .
تحدثنا لأحد أصحاب المحلات بحي السويقة الذي يستقطب القسنطينيين في هذه المناسبة، بالرغم من ازدهار تجارة المكسرات في الأسواق الأخرى بمدينة قسنطينة، فقال بأن الإقبال على اقتناء الفواكه الجافة للاحتفال بعاشوراء عادة ما يكون قبل 5 أيام  من حلولها، غير أن هذه السنة تفاجأ بنقص كبير في الإقبال ، موضحا بأن أسعار المكسرات عرفت ارتفاعا كبيرا ، مقارنة بالسنة الماضية، و ذلك بنسبة 30 في المائة، و قد يكون هذا السبب في عزوف المواطنين عن اقتنائها، حسبه، مضيفا بأن أغلب الزبائن اكتفوا بشراء الفول السوداني و التين المجفف و الحلوى.  
فيما قالت ربة بيت و أم لخمسة أبناء وجدناها تقتني المكسرات بسوق بومزو بوسط المدينة، بأنها قررت العزوف عن شراء « القشقشة» هذه السنة، نظرا للارتفاع الفاحش في الأسعار، إلا أن أبناءها أجبروها على التراجع عن قرارها، باعتبارها عادة راسخة متوارثة عبر الأجيال لا يمكن الاستغناء عنها ، خاصة و أن تناول المكسرات مرتبط ارتباطا وثيقا بإحياء مناسبة عاشوراء ، و يعتبر ضمن مظاهر الاحتفال و يستحيل التخلي عنه، حسبه، و أضافت المتحدثة بأنها اشترت «القشقشة» لكن بكميات أقل من الكمية التي كانت تشتريها في ذات المناسبة خلال المواسم الماضية،و قد كلفتها  5 آلاف دينار .                 أ بوقرن

الرجوع إلى الأعلى