فلاح  من عين الدفلى يحقق أول  غلة من  التمور بالشمال
   تمكن الفلاح عبد القادر قيراط من الحصول على أول غلة من التمر  بالمنطقة الشمالية للبلاد،  لا يختلف مذاقها  كثيرا عن التمور التي تنتج في الصحراء الجزائرية .   تفاجأ عبد القادر قيراط، و هو في الأربعينات من العمر، بالمردود الوفير للتمر لهذا الموسم على مستوى منطقة القوارطية الواقعة ببلدية عين بويحي بولاية عين الدفلى، حيث قدر الإنتاج بنحو 4 إلى 5 قناطير في النخلة الواحدة ضمن تجربة فريدة للاستزراع  بولايات الشمال ، مادامت كافة الظروف، كما قال، مهيأة لذلك.
  و أتيحت الفرصة للنصر لتذوق حبات من تمور منطقة الشمال، فوجدنا بأنها  لا تختلف اختلافا كبيرا عن تمور الصحراء، خاصة الجافة منها، و يميل التمر إلى اللون الأحمر المشبع بالسواد، و  يعود ذلك، حسب محدثنا، إلى طبيعة التربة التي تحتوي على مادة الحديد، مشيرا إلى أن التمر بصفة عامة، يمكن تحويله إلى صيدلية لمعالجة مختلف الأمراض، بالنظر إلى الخصائص التي تميز التربة التي يغرس فيها كأن تكون مشبعة على سبيل المثال بالحديد، المنغنزيوم وغيرها.
 و من المرتقب، حسب عبد القادر، نقل شتلات إلى مناطق مجاورة، بعد إجراء تحاليل مخبرية على التربة، لتأكيد ما توصل إليه من نتائج، ومنه يمكن تصنيف أنواع التمر، على أساس العناصر التي تحتويها ، ويسعى عبد القادر رفقة والدته إلى تطوير واستغلال نوعين من التمور «»دفلة نور « و»العجوة «التي تم جلب نواتها من المدينة المنورة وقد أعطت نتائج جد إيجابية .
   اكتسب محدثنا الخبرة اللازمة من خلال استفسار أهل الحرفة  من أبناء الصحراء ومتابعة البرامج الوثائقية  في عملية تلقيح النخيل، و قاده فضوله إلى نقل حبوب اللقاح من النخيل المذكر، إلى المؤنث، بغية بلوغ  درجة عالية من الإخصاب ولن يتحقق ذلك ، حسب محدثنا، إلا بتتبع الإجراءات و الخطوات العملية التالية، انطلاقا من التأكد من حيوية حبوب اللقاح وصلاحيتها ،حيث تم في البداية اقتناء اللقاح من نخيل الصحراء بمبلغ فاق مليون سنتيم للكلغ الواحد، وهذا المبلغ مكلف جدا لعملية الإنتاج ، لكن في المرحلة القادمة كما قال سيعتمد على استخراج اللقاح من بساتين المنطقة،و تتم هذه العملية في الربيع عند اكتمال نمو الطلع و انشقاق غلافه بيومين أو ثلاثة أيام ، إلى خمسة أو ستة أيام ،بالنسبة لبعض النخيل بوضع كمية كافية من شماريخ اللقاح تقدر بحوالي 5 – 10 شماريخ في كل قنو أنثوي، حيث توضع مقلوبة حتى تتساقط حبوب اللقاح منها على الأزهار المؤنثة و يربط حول القنو ربطة خفيفة لعدة أيام  ،و  يجب أن تتم عملية التلقيح بمجرد انشقاق القنو الأنثوي ، لأنه كلما تأخر التلقيح ، كلما قلت فرصة الإخصاب وبالتالي تقل نسبته ، لذلك يتابع النخيل ويتم التلقيح عبر مراحل .
طموح عبد القادر قيراط، وهو يتجول عبر الأسواق المحلية للتعريف بخيرات الأرض ، أن يتمكن من خلال برنامجه الفلاحي من استغلال الأراضي المهملة الواقعة بمرتفعات عين بويحي، مادامت غير قادرة على الإنتاج،  فضلا عن أن النخيل مقاوم للجفاف ويحافظ على التربة من الانجراف، مشيرا إلى أن تنفيذ مشروعه ليس مستحيلا، إذا توفرت الموارد المالية، «لذلك فإننا سنشهد منتوجا وفيرا في أقل من 7 سنوات القادمة ، يمكن توجيهه الى الاستهلاك الفردي أو تحويل التمر إلى منتجات مصنعة» يضيف صاحب التجربة .
هشام ج

الرجوع إلى الأعلى