نادي طلبة الطب و الطلبة الشباب يصنع التميّز بجامعة قسنطينة
 يعتبر نادي طلبة الطب و الطلبة الشباب، التابع لكلية الطب بجامعة عبد الحميد مهري بقسنطينة ، من النوادي الفعالة في قطاع الصحة بالجزائر، حيث تمكن في ظرف ست سنوات من تأسيسه من تطوير أنشطته ، في مختلف المجالات المتعلقة بالصحة و بالتكوين، كما تمكن من الوصول إلى شرائح مختلفة من المجتمع و تنظيم حملات توعوية في الفضاءات العمومية، و تقديم محاضرات، يؤطرها مختصون، في الحرم الجامعي، بهدف تحسين وضعية الصحة العمومية في الجزائر .
إعداد  قاموس مبسّط للمصطلحات الطبية
النادي   المنضوي تحت لواء كلية الطب بجامعة عبد الحميد مهري بقسنطينة، حسب العضوتين مايا علاص و ريان خليلي اللتين تدرسان في السنة الثالثة طب،  أسسه طلبة في ذات الاختصاص سنة 2012،  نظرا لتراجع الصحة في الجزائر و كذا من أجل تغيير الصورة السلبية للطبيب  التي راجت مؤخرا ، و أوضحتا للنصر ، بأن هدف النادي هو الوصول إلى المواطن البسيط الذي لا علاقة له بسلك الصحة.  
المتحدثتان أكدتا بأن النادي يضم خمسة فروع، تساهم بشكل كبير في تطوير معارف الطالب و تكوينه و توعية المواطن في آن واحد ، حيث أن كل فرع يُعنى بموضوع معين ، فأول فرع في النادي متخصص في تكوين طالب الطب، و اسمه المختصر بالإنجليزية “ سكومي”،  و هو يهتم بتطوير مهارات الطلبة التعليمية، لأنهم يؤكدون دائما بأنهم يواجهون صعوبات في الحفظ ، حيث يتم تقديم المنهجية الأسهل في تحصيل و حفظ  المعلومات.
 هذا الفرع الذي يهتم بانشغالات طلبة الطب في ما يخص التحصيل المعرفي، ينظم لهم ورشات لتبادل المهارات .
تكوين  الأعضاء قبل القيام بحملات تحسيسية
ثاني فرع ، متخصص في صحة الأم و الأمراض المتنقلة عن طريق العلاقات الجنسية، و اسمه المختصر “سكورا”  ، و من بين الأمراض التي يهتم بها مرض السيدا ، إلى جانب سرطان الثدي و الرحم، و تحت غطاء هذا الفرع يقدم النادي محاضرات بحضور أطباء مختصين ، كما يقوم بحملات تحسيسية و توعوية، حيث أوضحت العضوتان مايا و ريان بأن النادي في بداية نشاطه كان يضم فقط الطلبة الجامعيين، لكنه تمكن مؤخرا  من اقتحام الفضاءات العمومية و المراكز التجارية .
 ثالث الفروع هو فرع الصحة العمومية، و الذي يطلق عليها تسمية مختصرة بالإنجليزية و هي “ سكوفت”، حيث يهتم بمعالجة المواضيع المتعلقة بكل الأمراض التي تشكل خطورة في مجتمعنا، و تتطلب توعية دائمة، كالتهاب الكبد الفيروسي، و غيرها من الأمراض، حيث تنظم من خلاله حملات توعية و توزيع مطويات ، و من بين المواضيع التي تم تناولها مؤخرا ، الاستعمال العشوائي للأدوية و المضادات الحيوية، حيث نظم “سكوفت” حملة تحسيسية تحت شعار “ الدوا ماشي حلوى “ ، للتأكيد بأن الدواء سلاح ذو حدين.
شعارات بالعامية للتقرب من المواطن البسيط
  أما فرع حقوق الإنسان و يعنى بعلاقة الطبيب بالمريض، و كيفية التعامل معه، و يخص طلبة الطب فقط ، و يعتبر إضافة لتكوين الطلبة ، و يتعلق خصوصا ، بالجانب الإنساني في التعامل ، و يقدم توجيهات لطلبة الطب ، من خلال لقاءات تنظم لهم يحضرها أطباء .
آخر فرع خصصه النادي للثقافة و الرياضة، و من خلاله تنظم أنشطة رياضية و تثقيفية في مجال المطالعة ، كما تنظم منافسات في هذا الإطار ، و كذا رحلات ، و هدفه التنفيس عن الطالب و إخراجه من ضغط الدراسة .
و بخصوص شروط الانضمام إلى نادي طلبة الطب و الطلبة الشباب، أكدت العضوتان   بأن الشرط الأول هو أن يكون الطالب ينتمي لكلية الطب، ليخضع بعد ذلك لامتحان إثبات المستوى، و الذي يسمح للطالب بالانخراط في النادي و الانضمام لفرع من فروعه، و أشارتا في سياق آخر، إلى أن الفضاء  يضم طلبة من مختلف المستويات ، بالإضافة إلى أطباء مقيمين، كما أن  أعضاءه يخضعون لتكوين في الموضوع الذي ستنظم حملات تحسيسية أو محاضرات حوله ، ليكونوا ملمين بكل الجوانب، و يتمكنون من الإجابة على كل استفسارات المواطن و كذا طلبة في التخصصات الأخرى، و أكدت المتحدثتان بأن ذلك ساهم كثيرا في تطوير الجانب المعرفي لكل المخرطين، خاصة في ظل نقص التكوين في الجامعة .  
الترويج للحملات على الفايسبوك “ جمعية سوك قسنطينة”
المتحدثتان قالتا بأن إنشاء صفحة خاصة بالنادي التي يترأسه الطالب محمود عبد النبي ، تحت تسمية “ جمعية سوك قسنطينة” ، و هي اختصار لتسمية النادي بالإنجليزية، سمح للنادي بالوصول إلى شريحة واسعة من المواطنين من مختلف المستويات، و أوضحتا بأن الصفحة تحظى بنسبة متابعة عالية، كما أنها تتلقى يوميا استشارات طبية من قبل مواطنين، ما يجعل الأعضاء على اتصال دائم بهم و يقدمون  لهم إرشادات و توجيهات .
و حاليا يشرف أعضاء النادي على تحضير قاموس يضم مصطلحات طبية و مختلف أسماء الأمراض المعروفة بالفرنسية، مترجمة إلى اللغة العربية، و سيوزع على المواطنين للاستفادة منه، لأن المريض يجد صعوبة عادة في فهم الطبيب عندما يقدم له شروحات حول مرضه باستعمال اللغة الفرنسية، و أضافتا بأن أعضاء النادي يستعملون عند تنظيم حملات التحسيسية شعارات بالعامية، لاستقطاب المواطنين ، و من بين الشعارات التي سبق و أن استعملوها شعار “أنت تهمينا أفحصي و طمنينا “ المتعلق بسرطان الثدي، و كذا شعار “اليد في اليد “، المتعلق بحملة السيدا.
في الختام أوضحت المتحدثان بأن النادي يطمح للنهوض بواقع الصحة المزري في الجزائر ، من خلال تحسين مستوى الطلبة الأطباء و توعية المواطنين ، و أضافتا بأن النادي بحاجة إلى التمويل، و حاليا يتم تمويل نشاطاته  من الإمكانيات الخاصة للطلبة ، كما يلقى دعما من إدارة جامعة عبد الحميد مهري بقسنطينة.
أسماء بوقرن

الرجوع إلى الأعلى