« السلك «لعزل الشعب عن الثورة و نظام «جوكي سبيسيال» لاستنطاق الثوار
    يذكر بعض المجاهدين بألم ومرارة، معاناتهم داخل المعتقلات الفرنسية  الواقعة حاليا بإقليم ولاية المدية ، حيث وجد  فيها الجلادون متعة كبيرة من خلال استخدام مختلف أصناف وأنواع التعذيب، في مقدمتها نظام «جوكي سبيسيال» ، وتجريدهم من الثياب، و إجبارهم على الجلوس فوق مواقد مشتعلة.
   لا تزال بعض المعتقلات الفرنسية بولاية المدية، شاهدة على حقبة استعمارية مضرجة بالدماء و الحط من قيمة الإنسان، بأساليب وممارسات حيوانية، كما أكد  المجاهد والباحث بلقاسم متيجي، الذي تعرض لمختلف أنواع التعذيب عبر عدة معتقلات، من بينها معتقل «كامورا « بقصر البوخاري، الذي كان يضم أزيد من 900 سجين من الولاية التاريخية الرابعة ، و قد وجد  الجلادون في المعتقلات متعة كبيرة في التعذيب و الاضطهاد بعد يوم شاق من العمل بالمحاجر المجاورة .
تعذيب مهين فرمي في العراء في عز الشتاء
الغريب في الأمر،  كما قال المتحدث، أن وجع الضرب و الإهانة، لا يزال  يلازم رفقاء دربه ، حيث اتخذت الإدارة الاستعمارية أساليب للتعذيب و الاستنطاق من بينها نظام «جوكي سبيسيال « و يتمثل في الضرب المبرح بالعصي و الهراوات و إجبار المساجين على الجلوس فوق مواقد النار، وتجريدهم من الثياب، بغية إهانتهم، ثم الرمي بهم في العراء في عز الشتاء.
كما بلغت وحشية و غدر المستعمر ، حد قتلهم  في ورشات العمل بحجة أنهم حاولوا الفرار،  و قد استعملت هذه الطريقة في الهند الصينية، ثم طبقت بمركز «موران» الذي سجل عددا  من الضحايا ، من بينهم معمر سنوسي و مصطفى خالف وعبد الرحمان مدني و مصطفى كلا و غيرهم، ممن  تم اغتيالهم ببرودة دم من طرف الحراس  .
ذات المتحدث أشار إلى أن هذه الممارسات، تجسد في  باقي المعتقلات الأخرى على غرار، «بوسكين «، أولاد معرف، « الكروشة « معتقل حوش،  ليشار وغيرها من المعتقلات التي تضم بين 10 الى 900 معتقل .
12 معتقلا و 80ألف شخص في المحتشدات  بالولاية الرابعة
     و تشير دراسة علمية حديثة للأستاذة نادية نعلمان ، من جامعة الجيلالي بونعامة بخميس مليانة،  بأن نسبة المعتقلين قد تزايد بداية من سنة 1957 بعدما تزايد لهيب الثورة التحريرية المباركة ، اذ أحصت 12 معتقلا بذات الإقليم كانت تسير بأمر من السلطات الإدارية الاستعمارية (الوالي ) وتشمل السياسيين و المناضلين ، فيما وضعت بعض المعتقلات تحت سلطة الجيش الفرنسي مباشرة، مما أدى إلى ارتفاع عدد المعتقلين، مع ظهور أجهزة مختصة للاستنطاق تسمى «»دوب « ، ومركز للفرز و الانتقاء للناحية و مركز الاعتقال العسكري ، و بين هذه المواقع يشتد العنف بكافة أشكاله المادي ، اللفظي و الرمزي .
ومن بين الاجراءات الاستعجالية لعزل الثورة عن الشعب، تم استحداث ما يسمى بالمحتشدات، التي يطلق عليها محليا « السلك «،  نظرا لتواجد الأسلاك الشائكة ، و هي تحت هيمنة ضباط المصالح الإدارية «لاساس»، حيث بلغ عدد الأشخاص الذيم وضعوا في المحتشدات نحو 80 ألف شخص بالولاية الرابعة، أي نحو 16 بالمائة من تعداد سكان الجزائر آنذاك.
و لم تكن المحتشدات سوى شكلا من أشكال القمع و الحرمان وتشديد الخناق على جيش وجبهة التحرير الوطني ، و من بين المحتشدات الكبيرة ، محتشد الكاف لخضر ، عين بوسيف ، عين بورغو ، بوعيش ، العوينات وغيرها، ما يمثل ،حسب الباحثة ،  10 محتشدات كبرى .
هشام ج

الرجوع إلى الأعلى