أطلق مؤخرا عمال المركب المنجمي للفوسفات بمدينة بئر العاتر، في ولاية تبسة ، حملة تشجير واسعة ، لغرس أكثر من 400 شجرة  من مختلف الأصناف، و أكد أصحاب المبادرة للنصر ، أن العملية لم تكن سهلة ، فقد جاءت بعد كد وتعب كبيرين، بسبب الأتربة المكدسة على علو 3 أمتار، والتي تمت تسويتها ، بعد أن شوهت منظر المركب طويلا.
و قد استنجد العمال بالجارفة وآلة التسوية، ليتحول المكان إلى حديقة مزودة بحنفيات لسقي الأشجار، وما كان ليتحقق ذلك لولا حرص حماة البيئة، الساهرين على تغيير وجه المركب، بفضل نشاطهم وحيويتهم، من أجل بعث الاخضرار في ربوع المنطقة، وتوفير مكان عمل نظيف للعمال داخل المنجم، وأكد العمال أنهم مستمرون في مبادرتهم دون توقف، بمواصلة غرس أكبر عدد ممكن من الأشجار لحماية البيئة من مختلف الأخطار، وترسيخ ثقافة حماية البيئة وتجديد الغلاف النباتي.
عمال مركب الفوسفات أكدوا أن حماية البيئة باتت من أساسيات عملهم، خاصة و أن إدارة مركب الفوسفات تحرص على إشراك  عمالها، في حماية الغطاء النباتي، لتضمن محيط بيئي صحي وتفعيل النظام الايكولوجي.
للإشارة فإن بلدية بئر العاتر، التي تقع جنوب ولاية تبسة، تعاني من ظاهرة التصحر، و باتت تلتهم المساحات و النباتات و المناطق الرعوية، بفعل زحف الرمال اللامحدود، و كذا ظاهرة الجفاف، التي تمر بها المناطق الجنوبية من الولاية، و تأثرها بالمناخ شبه الصحراوي، و هناك مساع حثيثة تعكف المصالح المعنية على دراستها، من أجل حماية المناطق الرعوية و السهبية، لاستغلالها و سقيها لفائدة الموالين و مربي الماشية، حفاظا على الفضاءات النباتية بهذه المناطق، التي باتت مهددة بمارد التصحر والانجراف ، غير أن المشاريع المنجزة في إطار برامج التشجير الغابي ومحاربة زحف الرمال، تبقى غير كافية وتستدعي تضافر جهود عدة قطاعات من أجل تنمية الثروة الغابية.                 
أحد المهندسين المختصين في البيئة أوضح أن مكافحة التصحر وترقية التنمية، مرتبطين بالأهمية الاقتصادية والاجتماعية للمصادر الطبيعية، وإنجاز بحوث ودراسات شاملة و دقيقة لتنمية القطاع الفلاحي، وفقا لخصوصيات كل منطقة، وأكد المتحدث بهذا الخصوص، على ضرورة مساهمة كافة الأطراف وتفعيل دور النشاط الجمعوي، لإيجاد الحلول الناجعة للحد من ظاهرة التصحر وحماية الأنظمة البيئية. وتسعى محافظة الغابات من جهتها، جاهدة لحماية التجمعات السكانية للبلديات الجنوبية من زحف الرمال، جراء وجود منافذ و أروقة تحولت إلى مناطق مهددة بالتصحر، عبر مساحة إجمالية شاسعة غطتها الرمال بكثافة، بعد أن زحفت الكثبان نحو مراع عشبية أصبحت اليوم هشة، وغير منتجة، وتتوزع على عدة جهات من الولاية.
ومن أجل تطويق خطر التصحر، خصصت محافظة الغابات بالولاية، أغلفة مالية معتبرة لإنجاز مشاريع مكافحة التصحر، منها 50 ألف شجيرة، موجهة لحملات التشجير وحماية شبكة الطرقات الوطنية و الولائية، فضلا عن تخصيص مبلغ مالي مهم لاقتناء مصدات الرياح والأشجار المثمرة، الموجهة لحماية مناطق الاستصلاح الفلاحي.                        
ع.نصيب

الرجوع إلى الأعلى