السيارات القديمة تزاحم الماركات الفارهة في مواكب الأعراس
وضعت بعض محلات تزيين و تحضير حفلات الزفاف بالشلف، عددا من السيارات القديمة التي تعود إلى حوالي ستة عقود خلت للكراء،  بهدف استرجاع ذكريات الماضي و تخفيف الأعباء عن العائلات التي أنهكتها موضة كراء السيارات الحديثة الفارهة ، لاستعمالها في مواكب العرائس .
  صنعت  تشكيلة السيارات القديمة المعروضة بمحلات تزيين بحي عروج ،بالقرب من المتحف الوطني عبد المجيد مزيان بمدينة الشلف، الفرجة و المتعة لعشاق هذا النوع من السيارات العتيقة، على غرار سيارة من طراز «سيمكا أروند» و سيارة من طراز «بيجو 203» ، يعود تاريخ صنعهما إلى الخمسينات من القرن الماضي، وغيرهما من السيارات العتيقة التي أبهرت جيل اليوم لأناقتها ودقة تصميمها.
 هذه السيارات جعلت كبار السن يسترجعون ذكريات الماضي البعيد، حيث  يقول الحاج محمد مغراوي في الثمانينات من العمر، بأن عددا قليلا من الناس كانوا يملكون سيارات بسبب انتشار الفقر و العوز، خصوصا أثناء الفترة الاستعمارية ، و لم يكن أصحاب السيارات يبخلون على جيرانهم في نقل العروس إلى بيت الزوجية في موكب جميل ، رغم بساطته، تحت الزغاريد و الطبول وطلقات البارود.
 و أضاف المتحدث بأن عدد مالكي السيارات زاد في  السبيعنيات و الثمانينات بمختلف الماركات المتوفرة آنذاك مثل «سيتروان» ، «مارسيدس كلاسيك» ، «جيب ويلس» ، «رونو استافات» ، «لاند روفر «، وبعدها عرفنا سيارات «رونو 504 «، و كان كل من يملك سيارة آنذاك ، عليه أن ينضم إلى موكب الزفاف و يلبي دعوة صاحبه، على سبيل الأخوة و التضامن .
و قال  الحاج علي من جهته، بأن مواكب الزفاف كانت في السابق يقودها الفرسان، وبعد توفر مثل هذا النوع من السيارات التي أصبحت اليوم تعرض للكراء في الأعراس، كانت تستغل في مواكب الزفاف ، خاصة إذا كان بيت الزوجية بعيدا عن بيت أهل العروس .
   عرض تشكيلة السيارات القديمة أمام المحلات،  ليس بهدف إمتاع المارة فقط ، بل يمكن استئجارها بأسعار مدروسة في مواكب الأعراس، قال لنا محمد .ط ، الذي نشر أرقام هواتفه عبر صفحته على شبكة التواصل الاجتماعي، و ذلك حتى يتسنى إضفاء نكهة خاصة و طابع قديم و مميز على مواكب اليوم،  على حد تعبيره، مشيرا إلى أن السيارات العتيقة تحمل ذكريات جميلة،  كما تحظى بإعجاب أبناء هذا العصر، لحد الانبهار أحيانا.
علما بأن المتحدث من بين المولعين بامتلاك السيارات القديمة،  و المشاركة في معارض بإقليم الولاية في عديد المناسبات، للتعريف بمختلف المركبات القديمة التي توجد في مجموعته.
 و يتوقع مراد .ج ،55 عاما، أن تستعيد هذه السيارات مجدها القديم، و تستقطب المزيد من الاهتمام من قبل وكالات تزيين السيارات ، لأن ثمن كرائها لا يتجاوز 10 آلاف دج  في اليوم  الواحد، ما يشكل عائدا ماليا إضافيا لها ، إلى جانب كراء السيارات الفارهة التي دخلت مؤخرا الخدمة، على غرار «مرسيدس « و  «هامر « و « ليموزين «، بمبالغ متفاوتة تصل إلى غاية 5 ملايين سنتيم ،و يرتفع السعر، كلما زادت المسافة و الوقت الذي يستغرقه موكب الزفاف في الوصول، ما يجعل العائلات المتوسطة أو المحدودة الدخل تلجأ إلى كراء السيارات القديمة، في حين لا تزال بعض العائلات تتضامن مع بعضها في أفراحها و تقترح أفضل و أحدث السيارات للمشاركة في مواكب الأعراس، كهدية للعروسين .                                           هشام ج

الرجوع إلى الأعلى