قرية تراثية في قلب الآهقار
انطلق نهاية الاسبوع  منتدى أتاكور الدولي الأول للثقافة والسياحة الصحراوية  بقرية إزرنان السياحة الواقعة على طريق الإسكرام بتمنراست، الذي أراده المنظمون ليكون أكبر تظاهرة للترويج للثقافة والسياحة الصحراوية، توخيا لإعادة الوهج لوجهة أقصى الجنوب الجزائري التي تضررت في السنوات الأخيرة لأسباب أمنية.
مبعوث النصر/ عبد الحكيم أسابع
وفي كلمة ألقاها خلال مراسم حفل الافتتاح، أكد رئيس المنتدى محمد زونقة على أهمية هذه التظاهرة على المساهمة في ترقية الترويج للسياحة والتراث المادي واللامادي للمنطقة.
وأعرب زونقة في هذا السياق عن أمله وأمل المتعاملين المحليين في قطاع السياحة بأن يمكـّن الأثر الذي يخلفه منتدى أتاكور من استرجاع بريق السياحة الصحراوية، والمساهمة في تحول منطقة تمنراست إلى أحد أكبر الأقطاب السياحية الدولية، لما تزخر به المنطقة من مناظر طبيعية خلابة، خاصة وأن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) قد صنفت الأهقار ضمن التراث العالمي.
وقال المتحدث بالمناسبة أمام حضور كبير من الضيوف الجزائريين والأجانب بينهم ممثلين عن السلك الدبلوماسي بالجزائر، على غرار سفير جمهورية جنوب إفريقيا وممثل عن سفارة روسيا بالجزائر، "إن حرص المتعاملين في السياحة بولاية تمنراست على بعث السياحة في المنطقة لا يتعارض مع حرص الدولة على حفظ وتأمين الحدود، بل أن ذلك - يضيف، سيساهم وبإشراك كل سكان الأرياف والقرى في ضمان الأمن والاستقرار في كافة أنحاء جنوبنا الكبير".
ووجه رئيس منتدى أتاكور و جمعية أتاكور للترويج للثقافة والسياحة الصحراوية الدعوة لكل الإعلاميين للمساهمة في الترويج للسياحة الصحراوية، باعتبار أن ترقية الوجهة السياحية للمنطقة سيكون له مردود اقتصادي وأثر كبير على التنمية،  سيما وأن قطاع السياحة يعتبر -  كما قال زونقة، مصدر رزق لقطاع واسع من سكان الجنوب الجزائري.
من جهته أعرب والي ولاية تمنراست الجيلالي دومي عن أمله في أن يساهم بعث النشاط السياحي بالمنطقة في إنعاش النشاط الاقتصادي وأن يكون له أثره الاجتماعي سيما في مجال خلق مناصب الشغل والتقليص من حجم البطالة.
وقال الوالي " إن المنتدى يأتي في وقت نحن بحاجة فيه لدمج المكنون السياحي بالموروث المادي واللامادي الذي تتميز به منطقة الأهقار"، مضيفا، " إن الترويج للسياحة واجب على كل واحد منا وخاصة الأسرة الإعلامية باعتبار أنه يمثل البديل الاقتصادي لولاية تمنراست وعنصر من عناصر حماية التراث الوطني".
وبعد أن نوّه إلى عودة الأمن إلى المنطقة بفضل المصالحة الوطنية، أكد الوالي بدوره أهمية مشاركة "الجميع" وفي مقدمتهم الأسرة الإعلامية في الترويج للسياحة الصحراوية.
من جهتها أكدت مسعودة بن مسعود مسؤولة التنظيم بالمنتدى الأول للترويج للثقافة والسياحة الصحراوية أن الهدف من تنظيم هذه التظاهرة هو السعي " الحثيث" للحفاظ على الموروث الثقافي والتراثي وتقاليد المنطقة.
وفيما تنظم الطبعة الأولى من منتدى أتاكور الأول تحت شعار " أهقار امتداد حضاري و تنوع ثقافي و سياحي"، يشهد المنتدى اعتبارا من يوم الأربعاء إقامة أكبر قرية تراثية في حضن الطبيعة الخلابة لآهقار، يتم خلالها عرض نمط الحياة التقليدية، بمشاركة كل قبائل التوارق للمنطقة الذين شاركو في إبراز التنوع الكبير الذي يتميز به تراثهم وتقاليدهم المتوارثة عبر الأجيال، فضلا عن الاستعراضات والنشاطات الفلكلورية ومعارض الصناعة  التقليدية.
من جهة أخرى شهدت مراسم حفل الافتتاح التي تمت في حضن حظيرة الأهقار، تقديم العديد من العروض الفنية والفلكلورية والتي استمرت إلى أخر ساعة من ليلة الأربعاء إلى الخميس.
كما تتميز هذه التظاهرة بتنظيم أيام دراسية وجولات سياحية في المنطقة التي تفتخر بعراقة تاريخها وتشهد على ذلك الرسومات والنقوش الحجرية التي تحتفظ بتاريخ المنطقة والتي اكتشفت بطاسيلي الهقار وتيديكلت وهي تمثل اليوم أغنى متحف في الهواء الطلق لفنون ما قبل التاريخ، ما جعل منظمة اليونيسكو تصنف الحظيرة الوطنية للهقار ضمن التراث العالمي.
من جهة أخرى يشارك في إحياء فعاليات هذه التظاهرة " الكبرى"  جمعيات قرى بلدية تمنراست و تازروك وأدلس وأبلسة وعين قزام ومعلوم أن ولاية تمنراست تنتشر بها حرف وصناعة تقليدية صحراوية ذات شهرة كبيرة لذلك يأمل المبادرون بتنظيم منتدى أتاكور أن تساهم هذه التظاهرة، في ترقية نشاط الحرفيين المحليين والبحث عن فتح فرص التسويق واستقطاب مزيد من السياح الوطنيين والأجانب .
ووكالات سياحية محلية.
وعن مدى جاهزية المنطقة لاستقبال وفود السياح الأجانب سيما من حيث مدى توفر الهياكل السياحية، يقول منظمو منتدى أتاكور ومتعاملي السياحة أن السياحة الصحراوية لا تحتاج إلى الفنادق الفخمة و الكبيرة،  لأن السياح الأجانب يفضلون الجولات السياحية و المبيت في فضاء طبيعي سياحي و التعرف على المعالم الأثرية.
وموازاة مع مراسم افتتاح منتدى أتاكور فقد قدم إلى المنطقة وفد من السياح الإيطاليين الذي فضل من أول يوم وأول زيارة له للمنطقة التوجه إلى الـ «أسكرام» وهي قمة جبلية تعد مقصد لمشاهدة أجمل شروق وغروب للشمس في العالم.
وقد أعرب كارلو أروزيو، رئيس الوفد المكون من 11 عنصرا، القادم من مدينة ميلانو، عن إعجابه الكبير لما تزخر به من الكثير من الشواهد الطبيعية الحية التي ما زالت تعبر على مدى آلاف السنين عن أسرار الوجود الإنساني والحيواني والنباتي بهذه المنطقة.
 ع. أ

الرجوع إلى الأعلى