أكاديميون وفاعلون يدعون إلى فتح المسالك  المغلقة بتمنراست
دعا أمس الأول المشاركون في اليوم الدراسي حول ‘’ السياحة التبادلية الذكية ودورها في تنمية الاقتصاد الوطني’’ المنعقد بالمركز الجامعي أمين العقال الحاج موسى أق أخاموك لتمنغست، إلى ضرورة فتح المسالك السياحية القديمة وإضافة مسالك جديدة خاصة مسلك الأسكرام الذي يمكن عبوره باستخدام السيارات رباعية الدفع والدراجات النارية وكذا الدراجات الهوائية والجمال أو مشيا على الأقدام.
مبعوث النصر/ عبد الحكيم أسابع
وشدد أكاديميون ومسؤولون محليون ومتعاملون خواص  ، في التوصيات التي توجت بها الندوة الموضوعاتية، على أهمية الإسراع في فتح مسلك الأسكرام الذي يعد من أهم الوجهات السياحية التي يقصدها   الأجانب،   أين يمكن مشاهدة أجمل غروب وشروق شمس في العالم من على قمة هذا الجبل الصخري التي يبلغ ارتفاعها حوالي 2900 متر.
كما أكد المشاركون في هذه الندوة التي جاء تنظيمها في اليوم الأخير من مهرجان ‘’ أتاكور ‘’ للترويج للثقافة والسياحة الصحراوية، على أهمية إعادة بعث المناسبات والمواعيد الثقافية على غرار أسيهار ‘’تافسيت’’ و ‘’ آمني’’ وغيرها والعمل على ترقية الموارد البشرية المستخدمة في القطاع السياحي وفقا لما جاء به مخطط الجودة السياحية، وتثمين المعارف والمهارات الموجودة والمتوارثة.
وفي ذات السياق تمت الدعوة إلى ‘’التأسيس لتنظيم صالون دولي حول السياحة الصحراوية تزامنا مع اليوم العالمي للسياحة وانطلاق موسم السياحة الصحراوية، فضلا عن الدعوة إلى الأخذ بعين الاعتبار خصوصيات المنطقة في وضع القوانين والتشريعات المنظمة للنشاط السياحي فضلا عن العمل على رقمنة الترويج السياحي وإنشاء ودعم المؤسسات الفاعلة في الميدان، وإنشاء ديوان وطني للسياحة الصحراوية.
وفي كلمته الافتتاحية لأشغال الندوة أكد رئيس منتدى أتاكور محمد زونقا بأن تنظيم هذه التظاهرة على مدى أربعة أيام ‘’ يأتي تتويجا لكل المساعي التي بدأها أسلافنا ونواصلها نحن والجانب الأكاديمي من أهمية كبيرة في خلق الحلول وتسطير البرامج وإيجاد الحلول الكفيلة بضمان تطلعات الجميع في إنعاش السياحة بالمنطقة التي تعد مصدرا أساسيا لرزق قطاع واسع من سكان المنطقة’’.
وأكد  زونقا عزم المنتدى وجمعيته التي أشرفت على التنظيم، رفع التوصيات إلى السلطات العليا في البلاد.
يجب رقمنة الترويج السياحي وإعادة بعث المهرجانات المحلية
من جهته أبرز الأمين العام لوزارة الثقافة إسماعيل أولبصير خلال إشرافه على إعطاء إشارة انطلاق أشغال الندوة ، أهمية الندوة في التفكير حول كيفية دمج عمل قطاعي الثقافة والسياحة في إعادة دمج السياحة الجزائرية بمختلف مضامينها وأشكالها، مبرزا أهمية السياحة الصحراوية في عروض السياحة في الجزائر.
وأشار أولبصير بالمناسبة إلى أن وزارة الثقافة قد شرعت منذ سنوات في دعم عمل وزارة السياحة وذلك بتوفير برامج ومضامين تدعم العرض السياحي في الجزائر.
أما مدير السياحة والصناعة التقليدية لولاية تمنراست، محمد مولاي فأكد في مداخلته بأن الترويج السياحي الذي شكل موضوع منتدى أتاكور الدولي الأول للترويج للثقافة والسياحة الصحراوية، يعتبر من أهم عوامل تطوير الحركية السياحية في بلادنا، مما يدفع – كما قال، للحاق بمصاف الدول التي أدركت مبكرا قيمة المداخيل التي يدرها النشاط السياحي  وتأثيره على الميزان التجاري واقتصاديات الدول في العالم.
وأفاد المتحدث بالمناسبة إلى أن آخر التقارير الصادرة عن المنظمة العالمية للسياحة لسنة 2015، تشير إلى أنه من بين 11 منصب عمل متاح فإن النشاط السياحي يوفر منصبا واحدا، بما يقارب 284 مليون منصب عمل على المستوى العالمي، فضلا عن كون أن هذا النشاط قد وفر في سنة 2015 وللسنة السادسة على التوالي أرقاما معتبرة في قيمة المداخيل العالمية بما يقارب 1260 مليار دولار عام 2015 مما جعلها تساهم بـ 10 بالمائة في الناتج العالمي الخام.
وبعد أن دعا إلى فتح أبواب الاستثمار السياحي وطنيا وحتى دوليا  باعتبار أنه لا مجال – كما أضاف، للحديث عن الترقية والترويج للنشاط في ظل ضعف الهياكل السياحية ونقص التكوين، اللذان لا يتماشيان – حسبه مع متطلبات السوق السياحي العالمي، أشار ذات المسؤول إلى أن الاستثمار السياحي في منطقة تمنراست يوفر كل الظروف المناسبة للقيام بمشاريع هامة خصوصا مع توفر العقار وإمكانية الحصول على القروض البنكية وكل الامتيازات والتسهيلات الممنوحة في ظل القوانين الحالية.
وأثناء تطرقه لموضوع الترويج للثقافة والسياحة الصحراوية  فشدد على ضرورة تثمين دور التكنولوجيا والفرص التي تقدمها الانترنيت ومواقع التواصل الاجتماعي من خلال استعمالها في بعث السياحة محليا ووطنيا والتعريف أكثر بالمنتوج السياحي الصحراوي الذي لديه زبائنه وبإعداد هائلة على المستوى العالمي، فالسياحة الصحراوية التي أصبحت من أهم عوامل استقطاب السياح من الباحثين وهواة الرياضة والمغامرة.
كما أكد مدير السياحة على أهمية انخراط وسائل الإعلام والاتصال في الترويج للسياحة الصحراوية فضلا عن تأكيده على أهمية فتح تخصصات جامعية تتكفل بتكوين إطارات وباحثين يقدمون بحوثا تساهم في تطوير القطاع وإطارات كفأة تتولى تسيير النشاط السياحي، فضلا عن دعوته لتوسيع آفاق التكوين على مستوى المعاهد الوطنية المتخصصة وفق استراتيجية وطنية واضحة المعالم، والعمل من جهة على تطوير الخدمات من أجل استقطاب أكبر عدد منهم ودعوتهم لاستكشاف المنتوج السياحي الصحراوي.
كما قدم عدد من المحاضرين  مداخلات حول جوانب مختلفة عن جيولوجية وتاريخ منطقة الأهقار، من بينهم مدير غرفة الصناعة التقليدية والحرف لولاية تمنراست بعنوان ‘’استغلال الموارد المحلية أساس التنمية المستدامة’’.   
  ع.أ

الرجوع إلى الأعلى