تعود جمهور القنوات التلفزيونية العربية على تنوع البرامج الرمضانية كل عام،  وتركيزها على تسويق أحسن صورة عن بلدانها،  سواء بالترويج المباشر أو غير المباشر للعادات والتقاليد والطقوس الاحتفالية في الشهر الفضيل ، أو الترويج للسياحة ، حيث تلبس القنوات المختلفة حلة خاصة، تعكس التنوع الديني والثقافي لبلدانها، من خلال تقديم حصص وبرامج تصب في هذا الإطار، من أجل إستغلال المناسبة الدينية الروحية لاستقطاب السياح، وهذا ما يعرف بالسياحة الدينية الروحية.
في حين تفاجأ المتتبعون للقنوات التلفزيونية الجزائرية الخاصة منذ إطلاق الشبكة البرامجية الرمضانية، ببث حصص دينية ينشطها مبعوثو هذه القنوات  لدول إسلامية، منها تركيا وشمال غرب آسيا، وهو ما طرح العديد من التساؤلات و من بينها لماذا  لا يكون المبعوث من إحدى ولايات الوطن؟ ولماذا لا تندمج هذه القنوات في الإستراتيجية الوطنية لترقية و الترويج السياحي لتسويق الوجهة الجزائرية؟ و لماذا تغيب معالم الثقافة و التراث ببلادنا؟
 الملاحظ أن بعض البرامج الرمضانية التي تبثها القنوات على غرار حصص الطبخ مثلا، ديكوراتها مستنسخة من الأفكار الأجنبية والأطباق المقدمة تكاد تفقد نكهتها الجزائرية، رغم أنها رمضانية ، وحتى ولو شملها الإبداع العصري، من المفروض أن تحافظ على عراقتها و تجسد المطبخ الجزائري، بينما الترويج السياحي للمناطق الجزائرية يكاد يكون منعدما ، بالنظر للجوء تلك القنوات لدول عربية وآسيوية لإبراز مناظرها و معالمها و الترويج لوجهاتها، كما تطغى الإعلانات و الومضات الاشهارية للسياحة الصحية الأجنبية على هذه القنوات على مدار السنة، و هاهو رمضان يعرج بها نحو تركيا وشمال غرب آسيا، عوض التجوال في زوايا ومداشر و قرى الجزائر العميقة الأكثر ثراء بمكونات التركيبة السياحية مقارنة بالمناطق المروج لها.
نذكر على سبيل المثال إحدى الحصص التي تبثها إحدى القنوات و تحمل عنوانا مشوقا «دور لوهران دور»، و يكتفي مقدمها بلقاء فناني ولاية وهران على متن سيارة فاخرة ، ولا تتحرك الكاميرا خارجها،  إلا في الجينيريك، بينما كان الأجدر بطاقم الحصة اختيار ديكور خارجي طبيعي للترويج لوهران التي تستعد لإحتضان الألعاب المتوسطية و بحاجة لتسويق سياحي.
 وهذا ما لمسناه من خلال العديد من التعليقات عبر شبكات التواصل الاجتماعي، حيث انتقد فايسبوكيون غياب اللمسة الجزائرية عن القنوات التلفزيونية الموجهة للمشاهد الجزائري.
و راح البعض منهم ينشرون صورا لأجواء رمضان في أحيائهم ومدنهم، خاصة عبر الصفحات الولائية التي يحاولون من خلالها تحسين صور مناطقهم وجعلها مقاصد سياحية، رغم أنها مبادرات فردية أو جماعية محدودة.
في الوقت الذي تروج فيه حصص تنتجها القنوات الخاصة، للسياحة ببلدان أخرى عبر اللقطات و الصور و تموقع منشطي الحصص وحركة الكاميرا، عوض المساهمة في الترويج للسياحة الجزائرية.  
خيرة بن ودان

الرجوع إلى الأعلى