عادت الممثلة الكوميدية بيونة إلى الشاشة الرمضانية بعد أن غابت عنها لسنوات، و ذلك من خلال بوابة التلفزيون الجزائري،  بعمل كوميدي عنوانه « باب الدشرة» للمخرج وليد بوشباح، حيث اعتبر الكثير من المشاهدين  أن عودتها بكوميديا مبالغ فيها و غير معهودة ،  فيما قال آخرون بأنها أعادت روح الفكاهة إلى العمل الذي وصفوه بالممتع، في ظل انتشار الرداءة التي طبعت أغلب الأعمال الفكاهية التي تبثها مختلف القنوات الخاصة.
بيونة التي أدت دور «فطومة « المرأة الريفية التي ولدت و نشأت في المدينة ،  لتأتي لقضاء عطلتها في « الدشرة» ، لكنها تعجب بطبيعة الحياة فيها و بجوها المنعش، ما جعلها تقرر الاستقرار فيها ، حيث تظهر بيونة في السلسلة التي لا تتجاوز مدة كل حلقة من حلقاتها 16 دقيقة، في صورة امرأة قروية ترتدي ملابس قديمة و رثة في بعض الأحيان، و في أحيان أخرى تلبس قطعا من الثياب غير متناسقة تمزج بين العصري و القديم، و هو ما لم يستوعبه الجمهور الذي رأى بأنها لم تقدم صورة المرأة القروية.
و من جهة أخرى أعاب البعض الكوميديا المبالغ فيها و غير المألوفة من الفنانة المحترفة بيونة ، إذ طغت شخصيتها الفكاهية على طبيعة الدور الذي تؤديه ما جعلها تبدو في بعض المشاهد بعيدة عن محتوى العمل ، كما انتقدوا الصورة التي قدمتها عن الحياة الريفية الجزائرية ، معتبرين بأن حبكة العمل غير متماشية مع الواقع، خاصة عند تصوير المرأة الريفية تذهب بمفردها لجني الغلة و عرضها للبيع في السوق، كما أظهر العمل و كأن سكان الريف لا يفقهون شيئا و بعيدون كل البعد عن الواقع المعيش، و لا يزالوا يتغذون على حليب البقر و الكسرة» و هو ما لم يعد موجود حاليا ، نظرا للتطور الراهن، مؤكدين بأن هذه المعطيات  لا تتلاءم و البيئة الجزائرية .
و بالرغم من هذه الانتقادات  التي وجهها الجمهور لسلسلة « باب الدشرة» ،  إلا أنه نال إعجاب شريحة واسعة من المشاهدين، الذين استحسنوا عودة بيونة و اعتبروها من شخصيات الزمن الجميل، فقد أمتعت المشاهد بروح الفكاهة التي تميزها ، و قالوا بأن ظهورها عوض لحد ما غياب نجم الكوميديا  صالح أوقروت، ما جعلها تخطف الأضواء ، في ظل تفشي الرداءة،   و أكدوا بأنها من أعمدة الفن الجزائري الذين يجب المحافظة عليهم و توفير البيئة المناسبة لهم لتقديم الأفضل للساحة الفنية الجزائرية .
«باب الدشرة» الذي شارك في بطولته إلى جانب بيونة  الممثل محمد بوشايب و  نوميديا لزول ، أثار عديد التساؤلات حول مكان القرية التي صور فيها، حيث تداول الكثيرون بأنها في تونس ، مبدين استياءهم من غياب بيئة مناسبة في الجزائر لتصوير مثل هذه الأعمال، غير أن بعض المصادر الإعلامية فندت ذلك و قالت بأن هذه القرية من عمق الجزائر و تعرف باسم دشرة لقصور وتقع بولاية برج بوعريريج، و هو ما يؤكد بأن الجزائر غنية جدا بقرى جميلة و غير معروفة، تحتاج لإرادة سياسية لتحويلها إلى أستوديوهات تصوير و محج لعديد المنتجين من مختلف الدول،  كما فعلت جارتنا تونس لإنعاش السياحة و الاقتصاد.
تمكن الممثلة صبرينة قريشي في دور «خوخة» و أحسن بشار بشخصية  «الخلوي» ، في سلسلة «باب الدشرة» من نيل لقب أفضل ثنائي كوميدي من قبل رواد تويتر و فايسبوك ، الذين أثنوا كثيرا على أدائهما، كما تناقلوا على نطاق واسع مشاهد لهما، حيث خطفا الأنظار بعفويتهما في التمثيل وبرزا كثنائي فكاهي بامتياز ،  وشبههما الكثيرون بالثنائي «الفاهم» و « بيبيشة» في سلسلة «نسيبتي لعزيزة» التونسية، التي حققت نسبة مشاهدة عالية في السنوات الماضية.
أسماء بوقرن

الرجوع إلى الأعلى