مسلسلات ضخمة تقع في فخ الأخطاء الإخراجية و أخرى معرضة للتوقيف
جاءت الدراما الرمضانية العربية عكس كل التوقعات، و وُصف هذا الموسم بأسوأ المواسم الدرامية العربية، نظرا للأخطاء الإخراجية المرتكبة و كذا التاريخية، مع تراجع مستوى بعض الممثلين الذين لم تتمكن نجوميتهم من إنجاح أعمالهم، بالإضافة إلى حساسية مضامين بعض الأعمال التي تسببت في حدوث مشاكل قد تتسبب في توقيف عرضها.
الترويج الذي سبق أضخم المسلسلات الدرامية لهذا الشهر الفضيل، جعل الكثيرين ينتظرون على أحر من الجمر هذه الأعمال ، نظرا للأسلوب التشويقي الذي عمدته و كذا تخصيصها صفحات رسمية على مواقع التواصل، تنشر كواليس العمل و بعض اللقطات، التي تشير إلى ضخامة الأعمال، غير أن محتوى الكثير من الأعمال صدم المشاهدين الذين عبروا عن عدم رضاهم بما تعرضه الشاشة العربية، و انتقدوا مضامينها و الأخطاء الإخراجية المرتكبة ، مؤكدين بأن ازدحام الشاشات بأعداد ضخمة من المسلسلات أصاب المشاهد بتخمة تلفزيونية و أثر على الأعمال التي تراجع مستواها بشكل ملحوظ، حيث يجد نفسه غير قادر على اختيار عمل معين لمتابعة مجرياته.
 الأخطاء الإخراجية برزت في المسلسلات الرمضانية التي تعرضها بعض الشاشات العربية و المحلية، إذ لم يخل مسلسل من الأخطاء و الهفوات التي تعد في بعض الأحيان فادحة، و التي يسارع الناشطون على مختلف مواقع التواصل في كشفها و التهكم عليها ، و هو ما حدث في الجزء الثاني من سلسلة « الهيبة – العودة « اللبناني ، الذي حقق جزؤه الأول في العام الماضي نسبة مشاهدة  قياسية، غير أن جزءه الثاني جاء عكس التوقعات، و أحدث جدلا واسعا في لبنان وصل لحد الدعوة لتوقيفه.
لقد تم تسجيل في الجزء الثاني من المسلسل اللبناني «الهيبة – العودة « الذي يبث على قناة « أم تي في « اللبنانية وعدد من القنوات العربية ،  خطأ إخراجي ، إذ ظهرت في الحلقة السادسة ابنة تاجر السلاح «أبو سلمى» و هي جالسة في غرفتها وتشاهد التلفاز، فيظهر إعلان ترويجي تقدمه الفنانة نانسي عجرم لأحد مساحيق الغسيل، وهذا الأمر يتعارض مع الفترة الزمنية التي ينقلها المسلسل، خاصة أن إعلان عجرم بدأ يعرض على الشاشات منذ أسابيع.
أما مسلسل «أبو عمر المصري» للفنان أحمد عز ، فلم يسلم أيضا من هذه الناحية، فهو أحدث عمل انضمّ إلى هذه اللائحة بعد خطأ تم رصده في لقطة من الحلقة الخامسة، و ذلك بظهور جهاز كاسيت حديث، رغم أنه من المفروض أن يعود إلى الثمانينيات من القرن الماضي، المرحلة التي تدور فيها أحداث المسلسل، ولوحظ وجود لاصقة على الجهاز كُتب عليها «USB» ، للإشارة إلى أنه مزود بهذه الخاصية، بالإضافة إلى احتوائه على مخرج للتوصيل بالـ «USB»، و من البديهي استخلاص  أن هذا الاختراع، لم يكن متوفرًا حينها.
أما الطامة الكبرى فكانت في مسلسل يحيى الفخراني «بالحجم العائلي» الذي بدأت حلقاته بتحقيق نسب مشاهدة عالية. والكارثة أن شكل الفخراني في المشهد نفسه كان مختلفا، حيث أطل أول مرة دون لحية  أما في اللقطة الثانية و بعد مرور حوالي دقيقة، بدت لحيته بوضوح .
من جهته تضمن مسلسل «طريق» للمخرجة رشا هشام شربتجي ، هو الآخر أكثر من خطأ،  ففي الحلقة الرابعة منه، تقول نادين لوالدتها أنها ذاهبة إلى الحلاق من أجل قص شعرها، لكن الغريب أنها ظهرت في الحلقة الخامسة بشعرها طويل،  و لوحظ في إحدى اللقطات وجود لافتة معلقة في أحد الشوارع في لبنان، تنص على منع تجول العمال الأجانب و اعتبرها البعض عنصرية.
الانتقادات لم تطل الإخراج و إنما تعدتها للمحتوى و المطالبة بوقف بعض الأعمال، كمسلسل «الهيبة» الذي يؤدي بطولته كل من الممثل السوري تيم حسن واللبنانية نيكول سابا، من إخراج سامر البرقاوي و إنتاج شركة «الصباح للإعلام»، و تدور أحداثه حول خلاف بين عائلتين «شيخ الجبل» و»السعيد» لأسباب لها علاقة بالتجارة والتهريب، تصل إلى حدود القتال و تغليب لعنة الثأر، إذ يقدم للمشاهدين صورة سيئة عن بعلبك وثقافتها ومعتقداتها، و  تظهر سكانها  خارج القانون و النظام، و هو ما أثار غضب بعض أهالي بعلبك و دفع محاميي المنطقة إلى رفع قضية ضد منتج العمل و أعربوا عن اعتراضهم على إعطاء هذه الصورة المبالغ فيها عنهم، لاسيما تشكيل شبكة دعارة تضم شابات سوريات ولبنانيات، و إجبار بعضهن على هذا العمل، مطالبين بتوقيف العرض، و هو ما حدث في المسلسل المصري « أبو عمر المصري» الذي  تسبب في حدوث أزمة بين مصر و السودان ، و استدعى تدخل وزارة الخارجية السودانية التي قالت بأن المسلسل يسيء للمواطنين المصريين القادمين والمقيمين بالسودان، و يروج لصورة نمطية سلبية تلصق بهم تهمة الإرهاب .
أسماء بوقرن

الرجوع إلى الأعلى