الومضات الإشهارية تفسد متعة متابعة الأعمال الرمضانية
تغزو الومضات الإشهارية مختلف القنوات التلفزيونية منذ حلول شهر رمضان، ما أحدث تضخما في الترويج الإعلاني الذي تطبعه الفوضى، و أضر بالعمل التلفزيوني، مخلفا ضجرا و استياء عند معظم المشاهدين.
تسجل الومضات الإشهارية منذ حلول شهر رمضان، إنزالا قياسيا، و تتجاوز مدة عرضها في كثير من الأحيان مدة عرض بعض البرامج الرمضانية، ما جعل المشاهد في مأزق و لا يجد حتى مجالا للهروب منها، في ظل اتساع الظاهرة و انتشارها عبر مختلف القنوات التلفزيونية العامة منها و الخاصة.
و قد تدفع كثرة الومضات  التي تنسيك أحيانا ما كنت تتابعه أو تنتظر مشاهدته، البعض للإنسحاب كليا من أمام الشاشة بسبب الضجر، أو تغيير القناة، ما يؤثر سلبا على العمل التلفزيوني، و يقلص من نسبة المتابعة، الأمر الذي يجعل الكثيرين يقفزون على هذه الإعلانات كليا من خلال إلقاء نظرة على مختلف القنوات إلى حين انتهاء عرضها.
إشهارات بالجملة، تنهال على المشاهد في مختلف المواقيت، و حتى فجرا عبر الشاشة، أين يتم الترويج الاستهلاكي لمختلف المنتجات بطريقة فوضوية تصل أحيانا إلى عرض 3 أو 4 ومضات حول منتج واحد ، لكن بماركات مختلفة، خاصة القهوة ، ما يضع المشاهد في متاهة لاختيار ما قد يفيده.
و يشكل شهر رمضان، فرصة مربحة بالنسبة للشركات المنتجة و مسيري المصالح الاشهارية عبر مختلف القنوات، حيث يحرص هؤلاء على اعتماد نظام توزيع موحد، يركزون فيه على ومضات إشهارية كثيرة، تنهال على المشاهد خاصة في أوقات الذروة لضمان متابعة كبيرة، قبل الإفطار و بعده ، فضلا عن انتقاء البرامج الأكثر متابعة، و استغلالها لتكون الإعلانات مقدمة و نهاية لها.
المتابع لمختلف القنوات الجزائرية خلال رمضان الجاري، لا بد و أن تستوقفه الأعداد الهائلة للإعلانات الجديدة التي تم تصويرها و تحضيرها خصيصا لعرضها في رمضان، و ارتكزت كلها حول المنتجات الغذائية، خاصة الأجبان، المشروبات، الطماطم المركزة و الكسكس و مختلف أنواع المعجنات، فضلا عن مادة القهوة الحاضر الدائم طول السنة.
و بعيدا عن طريقة توزيع هذه المواد الإعلانية، تلقى الكثير منها إنتقادات لاذعة من طرف المتابعين، الذين قاموا بتصنيفها من الأسوأ إلى الأكثر سوءا، و حرصوا على أدق التفاصيل و الأخطاء التي يتم تمريرها للمشاهد الجزائري، فضلا عن مواضيعها التي غالبا ما تكون بعيدة كل البعد عن المنتج، بالإضافة إلى ما تروجه من سلوكيات سلبية و إيحاءات، يتناسى فيها منتجوها ما للإعلانات من تأثير اجتماعي و تربوي على مختلف شرائح المجتمع.             إ.زياري

الرجوع إلى الأعلى