“السي مبروك” على خطى “الحاج متولي”
برزت ظاهرة تعدد الزوجات عبر أعمال رمضانية جزائرية، تقدم في قالب فكاهي، و بذلك فتح لأول مرة ملف يعد حديثا بالنسبة للفن الجزائري، بالرغم من قدمه ، و ذلك  تحت تأثير، و إن كان متأخرا، الدراما العربية و المصرية بشكل خاص.
من بين مختلف القضايا التي تطرقت إليها الأعمال الفكاهية و الدرامية التي تعرضها مختلف القنوات الجزائرية في رمضان الجاري، طفت إلى السطح لأول مرة و بشكل ملفت، قضية تعدد الزوجات، في طابع كوميدي، فتمكنت من استقطاب متابعين بالجملة، خاصة من الجنس اللطيف، على الرغم من رفض الفكرة لدى غالبية الجزائريات.
يخرج لخضر بوخرص، و بعد سنوات كثيرة، من عباءته البيضاء و مطارداته البولسية لأفراد عائلته و سكان العمارة، ليلبس حلة جديدة عصرية ، من خلال شخصية رجل الأعمال الثري في مسلسل "السي مبروك و 4 نساء" للمخرج عمار تريباش، فهو أبو البنات الذي يبحث عن وريث ذكر، و قدمت أدوار زوجاته كل من الممثلة ليندة ياسمين، نسرين زروقي، مفيدة عداس، و يسرى بوداح ،و لكل منهن خاصية معينة.
أما حميد عاشوري فهو البطل الغائب إلى غاية الحلقات التي تعرض اليوم ضمن  سيت كوم “بنات السي"، حيث أنه يؤدي  دور البطولة “عن بعد” في العمل الذي يعرضه التلفزيون الجزائري بعد الإفطار، حيث يسلط  الضوء على قضية تعدد الزوجات من زاوية مغايرة، و تتمثل في الزواج من امرأتين من جنسيتين مختلفتين، ليبرز الإختلافات في ذهنية الزوجة الجزائرية و التونسية عندما يتعلق الأمر بالضرة و الميراث، كما يحاول إظهار دور الجدة الذي تلعبه الفنانة جميلة عراس، في تسيير الأمور و محاولة تجنب صراعات كبيرة، خاصة و أن التعدد حدث سرا ، عكس ما يعالجه مسلسل “السي مبروك و 4 نساء”.
العملان، و إن كانا يختلفان في زوايا معالجة قضية الزواج المتعدد، إلا أنهما اجتمعا في كونهما ركزا على الجانب الفكاهي المشوق بالنسبة للمتابعين، دون التركيز على المشاكل التي قد تظهر بين أفراد العائلة، و لم يشكل سيت كوم “بنات السي” محور انتقادات المشاهدين و المختصين، عكس “السي مبروك و 4 نساء” الذي لقي الكثير من الانتقادات التي وجهت للبطل الرئيسي، و  مفادها أنه يقلد “الحاج متولي” من بطولة الفقيد نور الشريف في المسلسل المصري الشهير، من خلال معالجة نفس القضية، و بنفس التفاصيل، في ما يتعلق بعدم سرية الزواج، و جمع الزيجات في بيت واحد، و حتى مهنة لخضر بوخرص هي نفسها مهنة نور الشريف، و هي تاجر  قماش غني، فتأثير الدراما المصرية و إن جاء متأخرا، فهو مباشر في السيت الكوم الجزائري، و ذلك  بعد التغيير الكبير في الأعمال الفنية الجزائرية في السنوات الأخيرة،  بسبب تأثير الدراما التركية و الذي يبرز في عديد الأعمال هذا الموسم كمسلسل "النار الباردة" و "الخاوة2".
و يعد تعدد الزوجات بالنسبة للمشاهد الجزائري  حديث الطرح  في الدراما المحلية ، على الرغم من تعوده متابعة أعمال مشابهة من خلال الدراما العربية و المصرية بشكل خاص، و لا يزال يشكل أحد المواضيع التي تسبب حساسية في العلاقات الأسرية .
إ.زياري

الرجوع إلى الأعلى