ممثلات من الجنوب يكسرن الاحتكار ويبرزن في أعمال رمضانية
تمكنت ممثلات من الجنوب الجزائري من تغيير الصورة النمطية، التي عهدناها في الإنتاج التلفزيوني الرمضاني، و ذلك باحتكار فناني الشمال لأغلب الأعمال، غير أن هذا الموسم ارتبط ببروز عديد الفنانات الشابات بلهجاتهن و حضورهن المميز في مسلسلات فكاهية كوميدية ، على غرار « بنات الثلاثين « و « ميسي» و « الطريق» .
لقد تمكنت ابنة الأغواط حنان بكار من الظفر بدور البطولة في سلسلة « ميسي»، و أدت أغنية جنيريك العمل بالطابع النايلي، كما أبرزت خلال  حلقات العمل الديكور الصحراوي و الأكلات التي تشتهر بها مناطق الجنوب للتعريف بالموروث الثقافي للمنطقة.
في مقدمة الأعمال التلفزيونية التي  برزت فيها حنان بكار،  السلسلة الفكاهية  «ميسي» ، حيث أدت فيها دور « مسعودة ميسي» ، الفتاة البدوية ذات الشخصية العنيدة و الفوضوية ، كثيرة الحركة و ثقيلة الفهم، التي قدمت من دائرة حد الصحاري بولاية الجلفة، إلى العاصمة لتعلم فن الطبخ و العمل في مطبخ فخم، و أحضرت معها «مهراس زفيطي» لإعداد الأكلات التقليدية ، غير أنها تقابل بالسخرية و التهكم من قبل الطاهيات اللائي تلتقي بهن في مخبر مختص في إعداد طلبيات الأفراح من حلويات و مأكولات، وفق الشروط المعمول بها في المطابخ العالمية ، حيث تتوفر كل شروط النظافة و كذا النوعية الجيدة و التقديم الجذاب.
تشترط صاحبة المخبر على المتخصصات تعليم مسعودة الطبخ، غير أنها تحرص على التعريف بأكلات منطقتها كالزفيطي و سفيرية و المختومة ، و تؤثر على الزبائن الذين يحضرون لتقديم طلبيات لإحياء أفراحهم ، حيث تنصحهم بإعداد أطباق تقليدية، و تعرفهم بعادات منطقة الجنوب في الأفراح، ومن بينها إحياء العرس على إيقاع الغيطة .
أداء «مسعودة ميسي» العفوي و إبرازها للمقومات الثقافية لمنطقة الجنوب عموما و ولاية الجلفة على وجه الخصوص، رافقه أداءها لأغان ذات الطابع النايلي و الصحراوي كأغنية «حيزية» و « رحالة»، في إحدى حلقات السلسلة بصوت جميل، لكونها درست الموسيقى و تدربت على يد كبار الفنانين، ما جعلها تخطف الأضواء، بالرغم من أنها لأول مرة تشارك في عمل تلفزيوني و بدور رئيسي .
«مسعودة» تمكنت من إبراز شخصية ابنة الجنوب في سلسلة «ميسي» للمخرج نزيم قايدي التي تبث على القناة الثالثة للتلفزيون الجزائري ،  كما صنعت الفرجة بخفة دمها و لهجتها الجلفاوية الممزوجة بلكنة الأغواط  المميزة، و تفاعل معها الجمهور كثيرا عبر صفحتها الرسمية على فايسبوك التي أطلقت عليها» يوميات ميسي» ، حيث أثنوا على دورها و أجمعوا بأنها نجحت في تقمص الشخصية ، غير أن بعض أبناء مدينة الجلفة عبروا عن استيائهم من الصورة التي روجت لها عن بنات المنطقة و إظهارهن  بأنهن متخلفات و محل سخرية ،حيث علق أحدهم « هذا تشويه لمنطقة أولاد نايل و المرأة النايلية الأصيلة، و جعلها محل سخرية وأضحوكة في التلفزة في السهرة الرمضانية «.
و يحاول من جهته سيت كوم «بنات الثلاثين» الذي يبثه التلفزيون الجزائري ، إبراز عادات و تقاليد الجهات الأربع من الوطن و كذا خصائص كل منطقة، و ذلك من خلال انتقال أربع شابات للإقامة في العاصمة ببيت واحد ، حيث تتقمص ممثلة الجنوب الجزائري خيلولي تنو دور تينهينان، الفتاة التي تعشق الكتابة و التي تفر إلى العاصمة بعد أن أرغمها والدها على الزواج من شخص لا تحبه ، و   تسعى هناك لتحقيق طموحها في مجال الكتابة، محافظة على مبادئها و لباسها و عاداتها .
أما في السلسلة الفكاهية «الطريق»، فقد أدت ابنة الجنوب الممثلة ريمة دخيل دور  زينب،  المرأة التي تتزوج و تأخذ إخوتها الثلاثة للعيش معها في بيت زوجها لأن والدها منح سيارة لزوجها ذي الشخصية الضعيفة الذي  ينساق لأوامرها .                   
أسماء بوقرن

الرجوع إلى الأعلى