تحذر أخصائية التغذية البشرية جميلة تواتي الأمهات من تعويض الوجبات الغذائية الكاملة بالأكلات السريعة لأبنائهم في رمضان، و تنصحهم بالاهتمام بهم و الحفاظ على مواعيد وجباتهم، مشيرة إلى أن هناك ظاهرة أخرى منتشرة في مجتمعنا هذه الأيام خطيرة جدا، و تتمثل في ترك الأبناء  الذين  لا يتجاوز عمرهم ست أو سبع سنوات يسهرون إلى ساعات متأخرة من الليل في خارج البيت أو مشاهدة التلفزيون و هو ما يؤثر بشكل كبير على صحتهم . المختصة أكدت للنصر بأن تغير نمط المعيشة  في أغلب الأسر الجزائرية خلال الشهر الفضيل، يؤثر بشكل سلبي على الأطفال، حيث تصبح عديد الأمهات لا يكترثن بنظامهم الغذائي و لا بمواعيد فطور الصباح و وجبة الغذاء، إذ تقدمن لهم وجبات خفيفة في الغداء كالجبن أو البيض، دون أن تبذلن جهدا في طهي وجبة كاملة ، فيما تتخلين في كثير من الأحيان عن تقديم الحليب للصغار.
المتحدثة شددت بأن كل ذلك يؤثر بشكل كبير على صحة البراعم ،  لذا تنصح الأمهات بإعداد وجبات غنية بالخضر لصغارهن، مع الحرص على إعطائهم الفواكه الموسمية لما لها من فوائد كثيرة، كما حثتهم على اختيار الوجبات التي تساعدهم على النمو ، مع الالتزام بأوقات شرب الحليب، مع إمكانية تعويضه باليايورت.
و بخصوص العادات السيئة التي يتعود عليها الطفل في رمضان، أعربت  الأخصائية عن أسفها الشديد، لأن الكثير من الأطفال، خاصة الذين تتراوح أعمارهم بين السنتين و الخمس سنوات، لا ينامون ليلا ، و يظلون مستيقظين إلى غاية موعد السحور، معتبرة ذلك أمرا خطيرا جدا يحدث خللا في نظامهم الغذائي،  و يفقدهم الرغبة في الأكل ، كما  يؤثر على حالتهم النفسية ، مؤكدة أن عدم اكتراث عديد الأمهات لمثل هذه الأمور، يعرض أبناءهم للخطر .
كما أشارت إلى أن بعضهن يقدمن  النقود للأطفال لاقتناء ما يريدون، فالمهم، بالنسبة إليهن أن يتركنهن يحضرن وجبة الإفطار في هدوء، فيجد بذلك الصغار ضالتهم ، فيقبلون على شراء الحلويات و المملحات، خاصة رقائق البطاطا  «شيبس»،  الذي نلاحظ أن الكثير منهم يتناولونه و بكميات كبيرة و تحديدا عند خروجهم إلى الشارع بعد الإفطار و هو ما يتسبب لهم في أمراض خطيرة كانسداد الشرايين و الكوليسترول .
المختصة أكدت من جهة أخرى، على ضرورة أن تحرص الأمهات على أن ينام صغارها في رمضان و بقية شهور السنة لمدة تتجاوز سبع ساعات ليلا ،  بالإضافة إلى القيلولة التي اعتبرتها ضرورية جدا لهم و تساعدهم على النمو السليم .
أسماء بوقرن