دعاة يتحولون إلى نجوم في رمضان  
يتحول دعاة و مفكرون إسلاميون عرب إلى نجوم في الشهر الفضيل، و تصبح وجوههم لا تفارق الشاشة العربية ، و هي ظاهرة باتت السمة البارزة في عديد القنوات التي تتسابق للظفر بالداعية الأكثر تأثيرا في الوطن العربي، حيث يحتدم سباق البرامج الدينية بين كبار علماء الدين لاستقطاب أكبر عدد من المشاهدين، و تحقيق أرباح كبيرة.
الدعاة كأحمد الشقيري و مصطفى حسني وعمرو خالد،  افتكوا صفة النجومية، بعد أن أصبحوا في السنوات الأخيرة و تحديدا في شهر رمضان واجهة القنوات الفضائية، حيث أخذت البرامج الدينية شكل السباق الدرامي و باتت تغزو الفضائيات طوال أيام  هذا الشهر الفضيل، حيث يتنافس الدعاة في استمالة شريحة واسعة من المشاهدين، بإبراز الجانب الجمالي لديكور الحصة، بعد أن تخلى معدو هذه البرامج عن الديكور التقليدي الذي كان رائجا، و استبدلوه بديكور عصري ، لتكسو البرامج بحلة جديدة تكلف الملايين، فيما اضطر أغلب الدعاة للانتقال إلى دول عديدة لتصوير حلقات برامجهم، ما يشير إلى أن مظهر الداعية أمام الكاميرا صار مكلفا، نظرا لما تفرضه  ضرورات الإخراج و التصوير لإنجاح العمل .
و من بين الدعاة الذين نسبت لهم صفة النجومية ، المفكر الإسلامي السعودي أحمد الشقيري الذي اشتهر في سنوات ماضية ببرنامج «خواطر « ذي الطابع  التعليمي و الديني ، ليأتي هذا الموسم ببرنامج «قمرة» الذي يعرض على قناة «أم بي سي» ، بعد النجاح الذي حققه في الموسمين السابقين،  و فكرته جديدة و مختلفة عن باقي البرامج، إذ تتضمن مسابقة و مواعظ، فهو منصة لكل المبدعين شارك فيه أكثر من 8 آلاف شخص من 70 دولة  ، بأفكار مختلفة و متنوعة  ، فجل الحلقات فضل أن تكون من إبداعات الناس ، و يختار في كل عدد أفضل المشاركات من جميع أنحاء العالم .
من جهته يعتبر برنامج « السيرة حياة» للداعية و المفكر الإسلامي  المصري عمرو خالد من بين أكثر البرامج الدينية متابعة، فبالرغم من بعض الانتقادات التي طالته في المدة الأخيرة بسبب ومضة إشهارية  إلا أنه لا يزال يحظى بقاعدة جماهيرية، و قد أطل على متابعيه عبر قناة المحور المصرية، وسط ديكور جذاب و مميز لتسويق حصته، التي تدور فكرتها حول  فترة ما بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة، و يركز فيها بشكل أساسي على «بناء الإنسان»  .
  حيث قدم على مدار حلقات البرنامج ، مختلف الجوانب في شخصية الرسول الكريم ومنها أنه كان قاضيا، داعية، مصليا، قائدا، زوجا، أبا، حما، عاش حياة الغني والفقير، عاش حاكما ومحكوما، عاش أعزبا، ومتزوجا من امرأة واحدة ومتزوجا من عدة نساء، زوج بناته ودفن أولاده، و عمل راعي غنم و تاجرا، بنى مؤسسات و أقام حضارة.
فيما يقدم الداعية الإسلامي مصطفى حسني برنامجه «حائر»، الذي يتناول أكثر الأسئلة التي تشغل بال المسلمين ، الدينية منها و الاجتماعية، وقد حقق  حسني العام الماضي ببرنامج «رسالة من الله» نجاحا كبيرا ، كما قدم العديد من البرامج مثل «سحر الدنيا»، «مدرسة الحب»، «على باب الجنة»، «قصة حب» وغيرها.
أجور الدعاة النجوم الذي برزوا على الساحة الدينية، صنعت الحدث على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تفاجأ نشطاء  بالأجور المرتفعة  جدا التي يتقاضونها، و هذا لما تدره هذه البرامج من أموال و أرباح، فحسب تقرير نشر لمجلة فوربس التي تحصي ثروات النجوم ، فإن دخل الدعاة يأتي بالدرجة الأولى من الإنتاج التلفزيوني و البرامج التي تعدها عديد المحطات في العالم العربي و يتابعها ملايين المشاهدين من مختلف الدول، حيث قدرت المجلة دخل الداعية عمرو خالد بمليونين و نصف مليون دولار،  فيما حددت دخل الداعية طارق سويدان بمليون دولار و عائض القرني 533 ألف دولار.في حين تبين أن الداعية أحمد شقيري لا يتقاضى أجرا عن برامجه، لأنه ينتجها بنفسه و بالتالي يحصل على نسبة كبيرة من الحصيلة المالية الضخمة التي يجنيها البرنامج نتيجة بيعه لفضائيات ، و أعلن عائض القرني في وقت سابق، أن أجور الدعاة في الفضائيات السعودية تصل إلى ما يعادل 177 ألف دولار عن كل 30 حلقة .
 أسماء بوقرن

الرجوع إلى الأعلى