اجتمع أول أمس الجمعة، ما يقارب من مائتي أجنبي على مائدة إفطار واحدة في قسنطينة، نظمها مجلس سبل الخيرات التابع لمديرية الشؤون الدينية، الذي وزع منذ بداية شهر رمضان حوالي 65 ألف وجبة.
وحضر العشرات من الطلبة من بلدان مختلفة، من بينها مالي وبوركينافاسو وموريتانيا إلى مطعم بيت الشرق بحي 5 جويلية بقسنطينة، بالإضافة إلى إيطاليين ولبنانيين، حيث تشاركوا إفطارا واحدا، قال عنه أمين مجلس سبل الخيرات عبد القادر نوار، إن المديرية تعكف على تنظيمه في اليوم 23 من رمضان كل سنة، مشيرا إلى «أن الدعوات شملت الجالية الأجنبية المسلمة من جنسيات مختلفة من بينهم تونسيون وفرنسيون وسوريون». كما حضَر الإفطارَ مدعوون آخرون من المحسنين الذين اعتادوا على تقديم المساعدة للمجلس وأعضاء مجالس تعليم القرآن ومفتشين وضيوف.
ونبّه أمين المجلس بأن سُبل الخيرات تمكن في الأسابيع الثلاثة الأولى من شهر الصيام من توزيع 65 ألف وجبة عبر 16 نقطة إفطار، من بينها 36 ألفا على الطاولة و28 ألفا محمولة، كما قدم أكثر من 14 ألف قفة رمضان وزعت على 120 مسجدا. وأشار محدثنا إلى أن العملية متواصلة إلى غاية العيد، من خلال منح قفة العيد. من جهة أخرى، جمع المجلس بالتنسيق مع مركز التبرع بالدم أكثر من ألفي كيس دم عبر 73 مسجدا من الولاية، فيما برمج 52 طفلا من أجل عملية الختان في ليلة القدر وتكفل بكسوتهم، لكن أمينهُ أكد بأنه يمكن ألا يُستوفى العدد الإجمالي من المعنيين بسبب إضراب الأطباء المقيمين.

وقال مدير الشؤون الدينية لولاية قسنطينة، لخضر فنيط، إن الإفطار الجماعي المذكور، يأتي تمديدا لعملية التكافل الاجتماعي خلال شهر رمضان، في حين أكد لنا بأن صلاة التراويح قد مرت في ظروف حسنة خلال هذه السنة، كما لم تسجل المديرية مشكلة نقص في أماكن الصلاة مثل السنوات الماضية، حيث تم فتح ثلاث مساجد عبر الولاية ومنحت تراخيص من طرف المديرية من أجل الصلاة بالتنسيق مع مندوب الأمن، كما قدمت تراخيص لحفظة قرآن من أجل أن يؤموا المصلين بعد مرورهم عبر المجلس العلمي للمديرية لتقييمهم. وأضاف المسؤول بأن نشاطات المديرية ستكتمل يوم الاثنين في حفل يقام بمسجد أحمد حماني بعلي منجلي بمناسبة ليلة القدر.
وتحدثنا إلى بعض الأجانب المشاركين في الإفطار، حيث أخبرنا طالب الهندسة أنس من اليمن بأنه أعجب بالأجواء، مشيرا إلى أن لرمضان في قسنطينة طابعا خاصا، لولا أن الاختبارات لم تترك له ما يكفي من الوقت من أجل اغتنام هذا الشهر، في حين قال حكيم تراهوري من بوركينافاسو إنه شهر رمضان الثالث الذي يقضيه في الجزائر، مشيرا إلى أن الحفاوة التي يجدها في قسنطينة تعوّضه عن ابتعاده عن أهله، كما قال أنه اكتشاف لثقافة جديدة بالنسبة إليه. أما طالب الهندسة المدنية عبد الفتاح نمر من فلسطين، فقد أبدى إعجابه الشديد برمضان في الجزائر، موضحا بأنه تعود على أطباقها وأجوائها الخاصة.     
سامي .ح

الرجوع إلى الأعلى