يجب الإعتماد على وجبات خفيفة و العودة تدريجيا إلى الغذاء العادي
ينصح الدكتور سعيد خالد رئيس اتحاد الأطباء الجزائريين لجهة الشرق بالعودة إلى النظام الغذائي العادي في يوم عيد الفطر، بطريقة صحية متوازنة ، لا تجعلنا نخسر مكتسبات الشهر الفضيل و في مقدمتها تخلص الجسم من السموم المتراكمة فيه، و ذلك بدء بتزيين سينية العيد بمختلف أنواع الفواكه و العصائر الطبيعية خاصة عصير الليمون المنعش، و تقديمها للضيوف، بدل دعوتهم بإلحاح لتناول الحلويات التي تؤذيهم أكثر مما تنفعهم، كما يدعو ربات البيوت إلى تحضير وجبات خفيفة يوم العيد، تتكون أساسا من حساء كحساء الشعرية «الدويدة» و  الخضر، مع تجنب اللحوم و العجائن.
 الطبيب يشدد على ضرورة محاربة الكثير من الطابوهات و العادات السيئة المرتبطة بالاحتفاء بالعيد، انطلاقا من تجنب العجائن التقليدية الثقيلة و الدسمة التي تشكل «صدمة» للجسم بعد شهر من الصيام ، و كذلك الإفراط في تناول الحلويات و المشروبات الغازية، و الإلحاح على الضيوف لتناولها، لأنهم يعتقدون بأن ذلك دليل كرم و محبة، فيجد المرء نفسه أثناء معايدة أقاربه و جيرانه يتناول الغذاء الدسم أربع أو خمس مرات و عشرات قطع الحلويات و فناجين القهوة و كؤوس المشروبات، و هنا يكمن سر امتلاء المستشفيات في أيام العيد بحالات عسر الهضم و التخمة و الغثيان و الدوار و التسممات الغذائية بالنسبة للمواطنين الذين لا يعانون من أي مرض مزمن، في حين تسجل ذات المؤسسات الكثير في اليومين الأولين من العيد ، حالات عديدة للإصابة بغيبوبة السكري، لأن مرضى السكري لا يصمدون أمام دعوات الأقارب و إغراء السكريات، إلى جانب حالات غيبوبة ارتفاع الضغط الدموي.
المتحدث أوضح للنصر ، بأن الصيام ينقي الجسم من السموم المتراكمة طيلة شهور، و تتكون من تراكمات الأطعمة الزائدة التي يتم تناولها دون الشعور بالجوع، ، مشيرا إلى أن القليل من الطعام يستخدمه الجسم في صنع الطاقة و الباقي يتم تخزينه، سواء تعلق الأمر بالسكريات أو الدهون الفائضة ، على مستوى الكبد و العضلات على شكل شحوم تعتبر سموما . و يساعد رمضان  في التخلص منها ، لأن الإنسان عندما لا يأكل في النهار و يحتاج إلى طاقة يجلبها من تلك المواد المخزنة، و في نهاية الشهر يتخلص منها ، و هذا ضمن مكتسبات الصائم الصحية و هنا يجد نفسه في أيام العيد أمام خيارين، إما أن يعتمد على نظام غذائي صحي يساعده على الحفاظ على مكتسبات رمضان. أو يختار طريقة فوضوية في التغذية ، تقوده إلى التخمة و تجعل الدهون تتراكم مجددا في العضلات و الكبد، مما يعرضه للسمنة و ارتفاع الكولسترول و الضغط الدموي  السكري، و كذا التهاب الكبد المزمن و تليف أو تشحم الكبد.. الأمراض التي يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بالسرطان.
و شدد رئيس اتحاد الأطباء الجزائريين على ضرورة إتباع الخيار الأول و أساسه عدم تناول كميات كبيرة من الطعام، و الحرص على أن يكون الأكل قليل السكر و قليل الدسم و غني بالخضر و الفواكه الطازجة، مع تجنب اللحوم الحمراء قدر الإمكان، وتعويضها بالسمك و اللحوم البيضاء و البيض ، لكن ليس بوتيرة يومية، و تكون العودة إلى هذا النظام بشكل تدريجي و عقلاني بعد عيد الفطر، مع الحرص على الحركة و المشي و ممارسة نشاطات رياضية، مضيفا بأن الحكمة تكمن في الوقاية و الحفاظ على الصحة و تجنب المرض.
إلهام.ط

الرجوع إلى الأعلى