يتحرى المسلم في حياته كلها؛ سواء في رمضان أو غيره من الشهور أكل الطيبات من الرزق، واجتناب الخبائث والمحرمات في مطعمه ومشربه وملبسه ومسكنه ومركبه وصدقته وتطوعه؛ في حله وترحاله؛ لأن تحري الطيبات بركة وعفة وطهارة، يبارك بها الأرزاق ويستجاب بها الدعاء ويدفع بها البلاء وتورث الفضيلة.
فقد أمر الله تعالى عباده المؤمنين بذلك في أكثر من موضع من كتابه الكريم؛ كقوله تعالى:   يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ  وقوله:    يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ ؛ بل أمر به الرسل وهم قدوة الخلق وقدوة أممهم فقال الله تعالى:   يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ
في صحيح مسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يا أيها الناس، إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، وإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال: يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ، وقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ، ثم ذكر الرجل يُطيل السفر أشعث أغبر، يَمد يديه إلى السماء: يا ربِّ، يا ربِّ، ومَطعمه حرام ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغُذي بالحرام، فأنَّى يُستجاب لذلك
وفي الصحيحين يقول عليه الصلاة والسلام: (لا يتصدق أحد بتمرة من كسبٍ طيب، إلا أخذها الله بيمينه فيُربيها كما يُربي أحدُكم فَلُوَّه، حتى تكون مثل الجبل أو أعظم)
فالمسلم يحرص دوما على الحلال الطيب فلا يدخل في فمه طعاما أو في جيبه مالا جلبه من طريق محرم؛ سواء بالسحت أو الرشوة أو الغش والتدليس أو تطفيف الكيل أو الربا أو القمار أو السرقة والاختلاس والسلب والنهب والغصب وبيع المحرمات، أو أكل أموال اليتامى أو أكل الأموال بالباطل، بل يأكل من ماله الحلال الذي اكتسبه بجهده وعمله أو انتقل إليه بطريق مشروع من تجارة أو إجارة أو ميراث أو هبة أو وصية أو مكافأة، أو غير ذلك مما لم يقم الدليل على حظره، بل كثيرا ما كان بعض المؤمنين يحتاطون لدينهم وأنفسهم فيجتنبون المال الذي فيه شبهة مخافة الوقوع في الحرام، حتى سئل أحدهم: بِمَ تلين القلوب؟ فقال: بأكل الحلال.
كما ينبغي على المسلم أن يتطوع من المال الطيب الحلال حتى يلقى من الله تعالى القبول؛ فالله تعالى طيب لا يقبل إلا طيبا، وقد قال الله تعالى:  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُم مِّنَ الْأَرْضِ ۖ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُم بِآخِذِيهِ إِلَّا أَن تُغْمِضُوا فِيهِ  وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ  
ع/خ

الصيام بين الأمم السابقة وأمة النبي محمد
أحب أنواع القربات إلى الله ما فرضه سبحانه على عباده، وعبادة الصيّام تواترت الأدلة الشرعية أنها فرضت على الأنبياء و أقوامهم و إن اختلفت طريقة ومدّة الصيّام عن صيام أمة النبي صلى الله عليه وسلم
فكيف كان صيّام من قبلنا من الأمم؟ ذُ كر الصيّام في العديد من الآيات القرآنية التي بينت أنه مفروضا  على الأمم التي سبقتنا قال تعالى  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ، وممّا جاء في تفسير هذه الآية الكريمة ما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما أنّه قال: هم أهل الكتاب، وقد روي أنّ الأمم التي  قبلنا  كانوا يصومون من كلّ شهر ثلاثة أيام ولم يزل هذا مشروعا من زمان نوح إلى أن نسخ الله ذلك بصيام شهر رمضان .
وبالرغم من أنّ الصيام كان مفروضاً على الأمم السابقة إلاّ أنّه لم يذكر كيف كانت طبيعة الصوم سابقاً، فذكر بعض العلماء أنّ التشبيه الوارد في الآية الكريمة هو تشبيه الوجوب، لا تشبيه الكيفيّة، ولا الفترة الزمنية،  فأبونا آدم -عليه السلام- صام الأيام البيض كما صام موسى -عليه السلام- عاشوراء هو وقومه و هو  اليوم الذي أهلك الله فيه فرعون وقومه، ونجا موسى ومن تبعه من الغرق، و عندما قدم النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ووجد اليهود يصومون هذا اليوم فسأل أهلها فقالوا له إنّ هذا اليوم الذي نجا الله فيه موسى، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم أنا أحق بموسى منهم فصامه ، كما صام نوحٌ -عليه السلام- اليوم الذي يوافق يوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر، وظلّ الصيام على هذه الشاكلة بحسب أقوال الصحابة كعبد الله بن عباس ومعاذ بن جبل -رضي الله عنهما.
واختلفت كيفية الصيام  من نبي لآخر، فبعضهم كان يصوم عن أنواع معينة من الأطعمة، وبعضهم عن الأطعمة كلّها، وبعضهم كان يصوم عن الكلام، كما ورد في قصة سيدنا زكريا عليه السلام قال تعالى قَالَ رَبِّ اجْعَل لِّي آيَةً  قَالَ آيَتُكَ أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلَاثَ لَيَالٍ سَوِيًّاكما ورد في قصة مريم عليها السلام إِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا فصيام السكوت عن الكلام كان أحد أنواع الصيام عند الأمم السابقة.
وصوم شهر رمضان مما خص الله به أمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم.فُرض الصوم على الأمم السابقة وإنَّما الوارد هو انَّه لم يُفرض صوم شهر رمضان على غير الأمة الإسلامية، فهي من خصائص هذه الأمة دون غيرها قال تعالى فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ.
وقد فرض صيّام شهر رمضان في شهر شعبان في السنة الثانية من الهجرة في المدينة المنورة ، وصام الرسول  تسع رمضانات، ومن  أحواله أنّ رسول الله   قدم المدينة فجعل يصوم من كلّ شهر ثلاثة أيام، وصام عاشوراء ثم إنّ الله فرض عليه الصيام وأنزل:   يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ   البقرة /183 إلى قوله  وعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِين  البقرة /184فكان من شاء صام ومن شاء أطعم مسكينا فأجزأ ذلك عنه، ثمّ أٌنزلت الآية الأخرى:  شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ  إلى قوله:   فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ   البقرة/185  فأثبت صيامه على المقيم الصحيح ورخص فيه للمريض والمسافر وأثبت الإطعام للكبير الذى لا يستطيع الصيام.
وأخيرا ، فبهذه الهبة الربانيّة والخصيّة المحمديّة ما علينا إلاّ أن نكون من أهل هذا الشهر الفضيل قياما وصياما احتسابا وإيمانا .
         فيا أمة خُصت بشهر كريم  دون غيرها من الأمم...
فهلا خصصت بخصال صيامه
         فكلّ الأمم قد امتنعت عن أكل وشربا وقرب نساء...
 فخص نفسك بخصال نبي الأمم
صيام عن المكاره  والمفسدات وسيء الصفات ...
إلى صيام محاسن الأخلاق واتبع أفضل السنن.
صوم بطن يتبعه أكل حلال...
وصوم فم عن البدء من الكلم يتبعه ذكر وتلاوة قرآن
صوم عين عن كل حرام ...
وغض بصر إلاّ على الحلال
يا أمة مجدها في صومها فصومي ...  
 صوم الأنبياء وأهل الهمم .

فتاوى
rماحكم من تناول طعاما بعد وقت الإمساك وتوقف عن الأكل عند سماع الأذان؟
الأصل أن يحتاط المكلف لدينه، ولذا تم ضبط الإمساك قبل وقت الفجر بنحو عشر دقائق، وما فعلته من الإمساك عن الطعام عند سماعك لأذان الفجر لا يفسد صومك إن شاء الله.
rهل تدفع الفدية مرة واحدة في آخر الشهر لفقير واحد؟
- يجوز دفع الفدية مرة واحدة لشخص واحد. أو تقسيمها على عدة أشخاص، كما يجوز دفعها متفرقة على الأيام أو تقديمها في أول الشهر.أو تأخيرها إلى أخر الشهر والأمر في ذلك واسع .
rقمت بعملية تنظيف الأسنان وأنا صائمة، هل بلع الدم الناتج عن التنظيف مفطر أم لا ؟
أولا: لا حرج في تنظيف الأسنان مع الصيام في نهار رمضان ما لم يخف الصائم من دخول الماء أو المواد التي تستعمل في التنظيف إلى حلقه، أما الدم الذي يخرج من الأسنان فلا يفطر. والأولى أن يترك هذا الأمر إلى ما بعد الإفطار ليكون أسلم للصيام.
موقع وزارة الشؤون الدينية

فتح خطوط تواصل مباشر مع المواطنين للفتوى
أعلنت وزارة الشؤون الدينية و الأوقاف، عن استقبال أسئلة المواطنين و المواطنات عبر: الرقم المباشر لمكتب الفتوى: 60-44-48-023 وعبر موقعها الإلكتروني خدمة )الفتوى) وعبر تطبيق «فتاوى علماء الجزائر»  . وعبر الرقم الأخضر: 1088

زعماء العالم الغربي يهنئون المسلمين بحلول شهر رمضان
وجه الكثير من زعماء العالم الغربي تهانيهم للمسلمين بمناسبة حلول شهر رمضان المعظم؛ وفي هذا الصدد أعرب الرئيس الأمريكي جو بايدن عن تهنئته للجاليات المسلمة في الولايات المتحدة والمسلمين حول العالم بحلول شهر رمضان. ونقلا عن وسائط إعلامية فقد قال بايدن في بيان له: «نوجه أنا وجيل (السيدة الأمريكية الأولى) أحر تحياتنا وأطيب تمنياتنا إلى الجاليات المسلمة في الولايات المتحدة وحول العالم. رمضان كريم». وتابع «في أول يوم من رئاستي، كنت فخورا بإنهاء حظر سفر المسلمين المعيب، وسأواصل الدفاع عن حقوق الإنسان في كل مكان، من بينهم المجتمعات المسلمة في كافة أنحاء العالم». واختتم بايدن بيانه قائلا: «نتذكر أولئك الذين فقدناهم منذ رمضان الماضي، نشعر بالتفاؤل لأيام أفضل قدما، وكما يذكّرنا القرآن الكريم ‘اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ’، وهو الذي سيقودنا من الظلمة إلى النور».  وأشار إلى أن الاحتفال في البيت الأبيض بشهر رمضان سيكون افتراضيا، إلا أنه قرر، برفقة زوجته السيدة الأولى جيل بايدن، إحياء مراسم الاحتفال بالعيد في البيت الأبيض شخصيا العام القادم «إن شاء الله».
كما بعث رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بأطيب تمنياته لكافة المسلمين في المملكة المتحدة وفي أنحاء العالم بمناسبة بداية شهر رمضان المبارك.وفي مايلي نص رسالته: يطيب لي أن أبعث بأطيب تمنياتي إلى المسلمين كافة أينما كانوا في بريطانيا وفي أنحاء المعمورة بمناسبة بداية شهر رمضان الفضيل المبارك.أعرف أن هذا الشهر المهم في التقويم الهجري ينطوي على تأكيد لأهمية الإحسان والتصدق على من هم أقل منّا حظا في هذه الحياة.والواقع أن الحرص على الإحسان لا يقتصر على المسلمين وحدهم، بل هو من الميزات البريطانية الرائعة أيضا.إنه شيء محبب على قلوبنا نحن البريطانيين وعلى قلوب كل أتباع الأديان والديانات.إنني فخور جدا بأن بريطانيا في مقدمة الاستجابة الدولية لإغاثة منكوبي الفيضانات العارمة في باكستان.وتظل أفكارنا مع كل الذين عانوا جراء هذه الكارثة وعائلاتهم وأصدقائهم، وخصوصاً المقيمين منهم هنا في بريطانيا.وفي شهر العبادات والتفكر هذا، آمل في أن يُستجاب لدعائكم وأن تشتد عزيمة عائلاتكم وأهلكم وأن يجلب رمضان معه الطمأنينة والسعادة والبركات) وعلى دربهما سار رئيس الوزراء الكندي.

الرجوع إلى الأعلى