رمضان مدرسة روحية أخلاقية، يتخرّج منها النّجباء والناجحون بخصالٍ وكمالاتٍ جليلة، ويتحقّقون بمقاصد و مآلات جميلة، من أجلِّها وأعظمِها صفةٌ رابحة مربحة، ألا وهي قوة الإرادة، ومضاء العزيمة.
لو أنّ الصّيام لم يأت بفرضه دينٌ من السماء، وحدّثت الإنسان عنه لعدّه ضربا من المحال، وشيئا من المخال، ولكنّ ها هو الصائم تحرّكت فيه إرادةٌ صلبة، وعزيمةٌ صلدا، فترك أخصّ ما به قوامُه وضرورتُه، وأهمّ ما جرى به طبعه وعادتُه، ألا وهو طعامه وشرابه وشهوته، فتخيل أخي الصائم كم أنت قادر على ما هو أخف من ذلك وأهون، وما هو أيسر منه وأدون، وهل تبلغ الإرادة أعلى من منزلتها حين تجعل شهوات المرء مذعنة لفكره، منقادة لوازع النفس فيه، إذا قدرت على ترك ما هو من ضرورات وجودك؛ فأنت على ترك ما ليس من ضرورات وجودك أقدر، إذا صبرت على ترك المباح؛ فأنت على ترك الحرام أصبر.
فما أحوجنا إلى هذه الإرادة القوية، والعزيمة الماضية فيما سوى الصيام، مما له تعلق بشأن الدين، أو بشأن الدنيا، على مستوى الأفراد وعلى مستوى الأمم والشعوب والدول والحضارات.
على مستوى الأفراد:- الطالب في دراسته لا ينجح إلاّ بسلاح الإرادة، العالم لا يصبح عالما إلاّ بقوة الإرادة، التاجر لا يربح إلاّ إذا احتقب الإرادة، وهكذا المزارع والمدير وصاحب المؤسسة ونحوهم، فأمّا إذا لم تكن الإرادة؛ فالنتيجة الحتمية هي الفشل والضعف والخور والانهزام.
أولئك الذين يشتكون من عادات سيئة زعموا أنهم لم  يقدروا على تركها مشكلتُهم الإرادة، أولئك الذين يتبرمون من عدم إنجاز مشاريعهم، أو من تأخرها، أو من ضعف نتائجها غالبا ما خانتهم الإرادة، من نوى مرارا ممارسة الرياضة وتخفيف الوزن وما زال يسوِّف ويؤجّل عثرت به الإرادة، عدم انضباطنا في السلوك والأخلاق مسألة إرادة، ضعف التزامنا بالدين، اقترافنا للذنوب والمعاصي سببه ضعف الإرادة.
إنّ الهموم تحتاج إلى همم، والأحلام تحتاج إلى أحمال، والآمال لا بدّ لها من آلام، والطموح وقوده الجموح، والغنيمة سرُّها العزيمة،
إن كنت ذا رأي فكن ذا عزيمة ... فإنّ فساد الرأي أن تترددا
ومشتَّت العزمات ينفق عمره ... حيرانَ لا ظَفَرٌ ولا إخفاقُ
أمّا على مستوى الأمة وبناء الحضارة؛ فأول اختبار تعرّضت له الأمة في صدرها الأول هو اختبار صدق العزيمة ونفاذ الإرادة؛ من ذلك ما كان يومَ بدر من خروج المسلمين لاسترداد أموالهمُ المنهوبةِ بالتعرض لقافلة أبي سفيان، فعلم أبو سفيان بخروجهم فأفلت بالقافلة، ولكن قريشا عزمت على القتال لما رأت فيه من فرصة لاستئصال شأفة المسلمين، خرج المسلمون للمغنم فإذا بهم يواجهون المغرم، (وتودّون أنّ غير ذات الشوكة تكون لكم)، يا له من اختبار لصدق العزيمة الإيمانية، فماذا كان منهم؟ أما المهاجرون فقالوا على لسان المقداد بن الأسود:
والله يا رسولَ الله لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لموسى (اذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون)، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون، فو الذي بعثك بالحقّ لو سرتَ بنا إلى بَرْك الغِماد لجالدنا معك من دونه حتى تبلغه)، وأمّا الأنصار فقالوا على لسان سعد بن معاذ: والذي بعثك بالحق، لو استعرضت بنا البحر فخضته لخضناه معك، ما تخلّف منّا رجلٌ واحد. ووالله إنا لا نكره أن تلقى بنا عدوّنا غدًا، إنا لصُبُر في الحرب، صُدُقٌ عند اللقاء، ولعلك ترى منا ما تقرّ به عينُك، فسِرْ على بركة الله. بينما يروي لنا القرآن ما كان من شتات عزيمة بني إسرائيل مع نبيهم، أراد لهم موسى عليه السلام دخول الأرض المقدسة التي وعدهم الله بها قبل أن يبدلوا ويغيروا، أراد أن يخلصهم من حياة الذل والعبودية والهوان التي عاشوها قرونا طويلة تحت سطوة فرعون، أراد لهم حياة العزة والكرامة والحرية، (يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم، ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين)، فماذا كان ردهم؟ (قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ههنا قاعدون)، إنها فلسفة النفوس الخوارة التي ترفض دفع ثمن العزة والحرية، فتدفعها أضعافاً مضاعفة مع الذل والعبودية والهوان (ضُربت عليهم الذلّة أينما ثُقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس، وباؤوا بغضب من الله، وضربت عليهم المسكنة).
هذه سنة الله في خلقه، وهذا ناموسه في أرضه وسمائه، متى وجدت الإرادة في النفوس على تغيير حالها غيّر الله ما بها، ومتى خنعت وركنت ذلّت وهانت، وسقطت من عين الله، ومن قاموس الأمم الحرة والشعوب المتحضرة.
ما أكثر الأفكار والمشاريع والنظريات والحلول الناجعة التي لا تجد طريقها إلى التجسيد بسبب غياب الإرادة، ما أكثر المشكلات والمعضلات التي تتخبّط فيها أمّتنا لا لشيء إلاّ لغياب الإرادة؛ إرادةِ الحلّ، إرادةِ النهوض، إرادةِ التحرّر، إنّ مجتمعًا يرزح في خضخاض التخلّف، وإنّ أمّة تقبع في مراغة الانحطاط؛ لن تقوم لها قائمة إلاّ بعقد العزم على النهوض، إلاّ بقوة الإرادة على الانتصار، إنّها نفس الإرادة التي نصوم بها عن الطعام والشراب رغم الجوع والعطش والحر والتعب والإنهاك.

حين يتسبب تجمع ديني في تفشي الوباء !
كشفت تقارير صحفية أن من بين أهم عوامل التفشي المتسارع للوباء في الهند هذه الأيام السماح بتجمع ديني احتفالي للهندوس يتكرر كل 12 سنة، يحضره يوميا قربة 3 ملايين هندوسي يستحمون في نهر غانج المقدس، بشكل مختلط، في مشهد يشي بالاستهتار بالإجراءات الصحية الوقائية من قبل بعض المتدينين، ربما تعصبا أو استخفافا أو نكرانا، أو ادعاء بحصانة وهمية قد يوفرها النهر المقدس !
مقابل هذا المشهد الهندوسي أعطى المسلمون هذه المرة للعالم أجمع صورة مشرقة وأنموذجا حسنا عن دينهم وعباداتهم؛ حين بادروا منذ بداية الوباء بتوجيه من فقهائهم إلى التحكم في دور العبادة وتنظيمها؛ حيث قيدوا عدد الحجيج، وأغلقوا المساجد ثم فتحوها تدريجيا مع إخضاع أداء صلاة الجماعة والجمعة لإجراءات صحية صارمة ميزها التباعد بين المصلين وغلق دورات المياه، وتحديد الفئات التي يسمح لها بالحضور، ما جعل المساجد تقدم أنموذجا رائعا في الانضباط والالتزام والوعي.
ونأمل أن يظل الأمر على حاله وأن تكون تجربة الهندوس اليوم درسا واقعيا يجابه به كل من يريد تكسير البروتوكول الصحي للمساجد أو إيهام المسلمين ببعض المغالطات، فالوقاية والحذر منهج إسلامي كرسته النصوص الشرعية وتاريخ الحضارة الإسلامية، وحفظ النفس مقصد ضروري من مقاصد الشريعة.
ع/خ

فتاوى

r زوجتي تأخذ مبلغا من المال بدعوى أنني لا أعطيها في بعض الأحيان مصروفها مع أن شهريتي كاملة أصرفها على المنزل مستندة في ذلك أنها سمعت فتوى تقول يجوز للزوجة أخذ المال من جيبه إذا كان بخيلا؟
-المطلوب في العلاقات الزوجية أن تكون مبنية على التفاهم والتوافق والصراحة في جميع الأمور التي تهم الزوجين. ومن ثم فإن مثل هذه المعاملات لا ينبغي أن تؤثر على علاقات المودة والمحبة في البيت سواء من طرف الزوج أو الزوجة؛ أما أخذ الزوجة من مال زوجها دون علمه فهي مقيدة بظروف معينة كأن يكون الزوج شحيحا بخيلا لا ينفق على أهله؛ فإذا كان الزوج – كما تقول – ينفق كل مال أجرته على أسرته فإنه يتعين على الزوجة أن تتفهم ظروف زوجها وتكون معينا له على تحمل الأعباء والمشاق وتتفاهم هموم الحياة .
rوجدت مبلغا ماليا أمام مسكني فسألت بعض جيراني إن فقد أحدهم مبلغا ماليا فلم يدع أحد ذلك؛ فماذا أفعل بهذا المبلغ؟
إن هذا المبلغ يعتبر لقطة ولكن العلماء فرقوا : إذا كانت اللقطة ذات قيمة « مال معتبر « يجب التعريف بها أما وإذا كانت غير ذات بال أي مال غير معتبر فهي تحت تصرفك ، فلك التصدق بها لمن هو أحوج إليها ولك الانتفاع بها بوجه من  وجوه الانتفاع.
 موقع وزارة الشؤون الدينية

أوان أثرية تكشف استمرار ممارسات الطعام الإسلامية في غرناطة
اكتشف علماء الآثار بئرًا ملحقة بمنزل وقطعة أرض زراعية. تم استخدام البئر كمكب نفايات للتخلص من مواد البناء غير المرغوب فيها، لكن تم العثور أيضًا على نفايات أخرى، بما في ذلك مجموعة فريدة من عظام الحيوانات التي يعود تاريخها إلى الربع الثاني من القرن السادس عشر.
واستنادا لمواقع الكترونية فإن غالبية العظام في بئر كارتوجا للأغنام، وعدد قليل من الماشية. ويشير العمر الأكبر للحيوانات، ومعظمها من الذكور المخصية، ووجود أجزاء غنية باللحوم إلى أنها قطعت من قبل جزارين محترفين وتم شراؤها من السوق، بدلاً من تربيتها محليا لدى الأسر. وتعكس آنية الفخار والسيراميك الموجود بجانب العظام ممارسات تناول الطعام الأندلسية، والتي تضمنت مجموعة من الأشخاص يتشاركون الطعام من أوعية كبيرة تسمى «طيفور»، وانخفض وجود هذه الأوعية بسرعة في غرناطة في أوائل القرن السادس عشر. ويقول الباحثون إنهم استنتجوا من الجمع بين الأطباق الكبيرة وعظام الأغنام وغياب الخنازير (كان من الممكن تجنب لحم الخنزير من قبل المسلمين) إلى أن الآنية تعود لأسرة موريسكية عاشت في هذا المكان وتناولت الطعام الأندلسي سرا.

احترم الإسلام واعترف أن القرآن وحي وأن محمدا نبيّ
رحيل عالم الأديان السويسري الشهير  الدكتور “هانز كونج”  
رحل منذ أيام عالم الأديان السويسري الشهير الدكتور “هانز كونج” عن 93 عاما، وهو من أشهر اللاهوتيين الذين وجهوا انتقادات حادة للكنيسة الكاثوليكية، مطالبا إياها بإدخال إصلاحات جوهرية، فيما يتعلق بعصمة “بابا الفاتيكان” والرهبانية، كما نادى بالسلام بين الأديان باعتباره مدخلا للسلام العالمي.
واستنادا لمواقع الكترونية فإن الراحل يعد من المستشرقين الكبار الذين أظهروا احتراما عظيما للإسلام، وتجاه النبي-صلى الله عليه وسلم-، مبديا تعجبه من المؤسسات الدينية المسيحية التي تظهر الاحترام لشخص المسلم العادي، في حين أنها تنكر الاعتراف بالقرآن الكريم، أو برسول الإسلام، فيقول: “إن إحدى مفارقات الفاتيكان أن يقرر النظر للمسلم العادي بكل احترام، وفي الوقت نفسه يتجنب الإشارة للقرآن أو محمد”.
انفتح “كونج” على الأديان، وكان يردد: “لا سلام في العالم من دون السلام بين الأديان”، لذا اقترح تشكيل “برلمان أديان العالم” كخطوة لتحقيق الحوار الفعال بين الأديان، وهو ما منحه شهرة عالمية واسعة، وتحدث عن فكرة الأخلاق العالمية، إذ أن هناك قواسم أخلاقية مشتركة بين البشر لابد أن يجتمعوا عليها، يقول: (لا استمرارية إنسانية بدون أخلاق كونية،  ولا سلام عالمي من دون سلامٍ ديني، ولا سلام ديني من دون الحوار بين الأديان).
كان “كونج” قريبا من الإسلام، لفترات طويلة، وكان يؤكد أن القرآن موحي من السماء، وأبدى تعاطفا كبيرا مع الإسلام، لكنه لم يسلم،  وكان يقول: (لم يراودني التحول إلى الإسلام؛ يمكنني الحديث عمّا يروق لي في كل دين بأريحية تامة؛ أجد تعاطفاً مع المسلمين كأناس؛ إذ ينبغي أن يدرك أتباع الأديان المختلفة أني على دراية بعقائدهم، وأني أكنّ لهم احتراماً)، وكان يصرح علنا بأن نبيّ الإسلام نبيّ حقّ، وأصدر كتابا مهما عن الإسلام بعنوان *الإسلام، الماضي والحاضر والمستقبل* عام 2004 بالألمانية، وترجم للانجليزية.

الرجوع إلى الأعلى