على الرغم من تجاهل كثير من كتب التراجم والطبقات لمعظمهن على مستوى التدوين، وشيوع فكرة حصر الفتوى وتصدر مجالس التعليم تاريخيا للرجال؛ إلا أن النساء شكلن حضورا غزيرا في تاريخ التشريع الإسلامي؛ لاسيما على مستوى الفتوى والرواية؛ تعليما ووعظا ومناظرة وإجابة عن النوازل وتساؤلات الخاصة والعامة، حيث حضرن في شتى أقطار العالم الإسلامي مشرقا ومغربا.
فاستنادا لبعض الدراسات الحديثة؛ ومنها دراسة إبراهيم الدويري والكثير من المصادر التاريخية المعتمدة فيها، فقد سجلت أرقاما مرتفعة للحضور النسوي في تاريخ العلم الشرعي في الحضارة الإسلامية؛
حيث قد ذكر ابن القيم أن «الذين حُفظت عنهم الفتوى من أصحاب رسول ‏الله مئة ونيف وثلاثون نفسا، ما بين رجل وامرأة»، وذكر منهم نحو اثنتين وعشرين مفتية، وهن حسب ترتيب فتاواهن قِلةً وكثرةً: أم المؤمنين عائشة، وأم المؤمنين أم ‏سلمة، وأم عطية، وأم المؤمنين صفية، وأم المؤمنين حفصة، وأم المؤمنين أم حبيبة، وليلى بنت قانف الثقفية، وأسماء بنت ‏أبي بكر، وأم شَريك، والحولاء بنت تُوَيْتْ الأسدية، وأم الدرداء الكبرى، وعاتكة بنت زيد بن عمرو، ‏وسهلة بنت سهيل، وجويرية أم المؤمنين، وميمونة أم المؤمنين، وفاطمة ‏بنت رسول الله، وفاطمة بنت قيس، وزينب بنت أم ‏سلمة، وأم أيمن الحبشية حاضنة رسول الله، وأم يوسف وهي حبشية كانت تخدم رسول الله، والغامدية.
ثم توالى حضور المرآة في مجالس التعليم حتى ذكرت الكثير من المصادر أن أشهر العلماء والفقهاء والمحدثين تعلمن على أيدي النساء ومنهم ابن حجر وابن حزم، والخطيب البغدادي، وابن عساكر والذهبي.
واستنادا للمصدر ذاته فقد صرّح ابن فهد المكي (ت 885هـ) بالأخذ عن 130 شيخة، وترجم الحافظ ابن حجر العسقلاني (ت 852هـ) لـ170 ‏محدثة في كتابه ‘الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة‘ منهن 54 شيخة له، وفي كتابه ‘التقريب‘ ‏ترجم لـ824 امرأة ممن اشتهرن بالرواية. ولتلميذه السخاوي (ت 902هـ) حوالي 85 شيخة ذكرهن في ‏‘الضوء اللامع‘، وشيخات معاصره الحافظ السيوطي (ت 911ه) يصلن 44 شيخة. وبلغ عدد المحدثات في القرنين السابع والثامن ‏في مصر والشام حوالي 334 محدِّثة، أخذ عنهن مشاهير المحدّثين في ذلك العصر.
وقد كشفت الدراسة استنادا لبعض الباحثين ‏أن عدد الفقيهات اللائي لهن علاقة بمكة المكرمة ‏إقامة أو جوارا أو زيارة -خلال القرن التاسع- فبلغن زهاء 270 فقيهة، كما ذكرت إحدى الكاتبات‏ أن عدد ‏النساء اللاتي ترجم لهن السخاوي في كتابه ‘الضوء اللامع لأهل القرن التاسع‘ ‏يصلن لـ1080سيدة، معظمهن من الفقيهات المحدثات. وهذا يدل على أن الجهد ‏النسائي في جانب الفقه والفتوى يحتاج لإعادة تدوين وتقييم. وعدد المحدثات في القرنين السابع والثامن وصل ‏في مصر والشام حوالي 334 محدِّثة، أخذ عنهن مشاهير المحدّثين في ذلك العصر ممن ضربنا لهم الأمثال بابن عساكر وابن ‏حجر وغيرهما؛ وعموما لا يوجد مشتغل بالحديث في تلك العصور إلا وأخذ -على الأقل- عن امرأة محدّثة.
وكل هذه الأرقام وغيرها تعطينا إضاءة واسعة عن مدى حضور النساء في مجال التعليم، ولئن لم يتركن أثرا مكتوبا يخلدهن في الحياة العلمية ولم يجدن من تلاميذهن من يدون فقههن وروايتهن وفتاواهن في النوازل إلا أن كل هذا لم يستطع حجب حقيقة حضورهن، وهن في حاجة إلى دراسات تراجمية وفقيه تستقرئ إنتاجهن العلمي الشفوي والمنثور بين سطور أمهات الكتب وإبرازه للقراء والباحثين؛ ليبين من خلال ذلك أن الإسلام لم يقف مانعا دون تعلم النساء وتصدرهن مجالس التعليم بل الأعراف والتقاليد الاجتماعية التاريخية التي عاشها المسلمون هي التي سبب غيابهن؛ حتى بلغ الأمر بابن رشد إلى إطلاق صيحة مدوية في قرطبة عندما تساءل عن سر غياب المساء عن مجالس التعليم رغم أن عددهن كما يقول ضعف عدد الرجال ولكنهن معطلات في البيوت، ولو أتيح لهن –يقول- ما أتيح لنا لأصبحن حكيمات مثلنا.
ع/خ

أطول خطبة ليس فيها حرف الراء !
يروى أن واصل بن عطاء كانت له عاهة في نطق الراء؛ على الرغم من سعة علمه ومؤلفاته وهو مؤسس فرقة المعتزلة؛ فعمل على تحاشي النطق بالراء في كلامه وخطبه، ومنها هذه الخطبة الطويلة التي لقاها دون ذكر حر فالراء؛ فقال: (الحمد لله القديم بلا غاية، والباقي بلا نهاية، الذي علا في دنوه، ودنا في علوه، فلا يحويه زمان، ولا يحيط به مكان، ولا يؤوده حفظ ما خلق، ولم يخلقه على مثال سبق، بل أنشأه ابتداعاً، وعد له اصطناعاً، فأحسن كل شيء خلقه وتمم مشيئته، وأوضح حكمته، فدل على ألوهيته، فسبحانه لا معقب لحكمه، ولا دافع لقضائه، تواضع كل شيء لعظمته، وذل كل شيء لسلطانه، ووسع كل شيء فضله، لا يعزب عنه مثقال حبة وهو السميع العليم، وأشهد أن لا إله إلا وحده لا مثيل له، إلهاً تقدست أسماؤه وعظمت آلاؤه، علا عن صفات كل مخلوق، وتنزه عن شبه كل مصنوع، فلا تبلغه الأوهام، ولا تحيط به العقول ولا الأفهام، يُعصى فيحلم، ويدعى فيسمع، ويقبل التوبة عن عباده، ويعفو عن السيئات ويعلم ما يفعلون. وأشهد شهادة حق، وقول صدق، بإخلاص نية، وصدق طوية، أن محمد بن عبد الله عبده ونبيه، وخاصته وصفيه، ابتعثه إلى خلقه بالبينات والهدى ودين الحق، فبلغ مألكته، ونصح لأمته، وجاهد في سبيله، لا تأخذه في الله لومة لائم، ولا يصده عنه زعم زاعم، ماضياً على سنته، موفياً على قصده، حتى أتاه اليقين. فصلى الله على محمد وعلى آل محمد أفضل وأزكى، وأتم وأنمى، وأجل وأعلى صلاة صلاها على صفوة أنبيائه، وخالصة ملائكته، وأضعاف ذلك، إنه حميد مجيد.
أوصيكم عباد الله مع نفسي بتقوى الله والعمل بطاعته، والمجانبة لمعصيته، فأحضكم على ما يدنيكم منه، ويزلفكم لديه، فإن تقوى الله أفضل زاد، وأحسن عاقبة في معاد. ولا تلهينكم الحياة الدنيا بزينتها وخدعها، وفوائن لذاتها، وشهوات آمالها، فإنها متاع قليل، ومدة إلى حين، وكل شيء منها يزول، فكم عاينتم من أعاجيبها، وكم نصبت لكم من حبائلها، وأهلكت ممن جنح إليها واعتمد عليها، أذاقتهم حلواً، ومزجت لهم سماً. أين الملوك الذين بنوا المدائن، وشيدوا المصانع، وأوثقوا الأبواب، وكاثفوا الحجاب، وأعدوا الجياد، وملكوا البلاد، واستخدموا التلاد، قبضتهم بمخلبها، وطحنتهم بكلكلها، وعضتهم بأنيابها، وعاضتهم من السعة ضيقا، ومن العز ذلاً، ومن الحيلة فناء، فسكنوا اللحود، وأكلهم الدود، وأصبحوا لاتعاينُ إلا مساكنهم، ولا تجد إلا معالمهم، ولا تحسس منهم أحد ولا تسمع لهم نَبساً.
فتزودوا عافاكم الله فإن أفضل الزاد التقوى، واتقوا الله يا أولى الألباب لعلكم تفلحون. جعلنا الله وإياكم ممن ينتفع بمواعظه، ويعمل لحظه وسعادته، وممن يستمع القول فيتبع أحسنه، أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب. إن أحسن قصص المؤمنين، وأبلغ مواعظ المتقين كتاب الله، الزكية آياته، الواضحة بيناته، فإذا تلي عليكم فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم تهتدون.
أعوذ بالله القوي، من الشيطان الغوي، إن الله هو السميع العليم. بسم الله الفتاح المنان. قل هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفواً أحد.
نفعنا الله وإياكم بالكتاب الحكيم، وبالآيات والوحي المبين، وأعاذنا وإياكم من العذاب الأليم. وأدخلنا جنات النعيم. وأقول ما به أعظكم، وأستعتبُ الله لي ولكم).

ابن حزم التلميذ النجيب للنساء !
العلامة الفقيه ابن حزم الأندلسي صاحب التصانيف الكثيرة؛ ومنها: المحلى، والإحكام في أصول الأحكام، والملل والنحل، وغيرها ... فيقول: (ولقد شاهدتُ النساء وعلمت من أسرارهن ما لا يكاد يعلمه ‏غيري، لأني ربيت في حجورهن، ونشأت بين أيديهن، ولم أعرف غيرهن…؛ وهن علمنني القرآن، وروينني كثيراً من ‏الأشعار، ودربنني في الخط)

الإيمان ومبادرات الأعمال الصالحة
يعلم الكثير منا أن الإيمان هو أن تؤمن بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتؤمن بالقدر خيره وشره،كما نعلم أن الدين درجات، أعلاها الإحسان، وأوسطها الإيمان ويليه الإسلام.
   ويبدو أن الكثير من أبناء مجتمعاتنا المسلمة قد أصبح أسير الفهم الظاهر السطحي للشعائر والعبادات، ولم نرتق لروح كل ممارسة دينية أو فعل تعبدي، فنجد أحيانا الأقوال التي تتصرف بحب النبي صلى الله عليه وسلم من جهة والقيام بكل فعل ينافي هذه المحبة.
    كما نجد انتشار النفايات والأوساخ في كل مكان، وبخاصة في الأسواق والشوارع، عند بيع الخضر والفواكه، وحتى قرب المساجد للأسف، ومع هذا نظل نتغنى بالإسلام والإيمان، رغم أننا نقرأ ونسمع من الوعاظ والأئمة شروحات عن شعب الإيمان وأن أفضلها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق.
     وقد نبهت الأحاديث النبوية لأهمية الأعمال الصالحة في تثبيت الإيمان، فقال عليه الصلاة والسلام:» لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه»، وقال :»والله لا يؤمن»، وكررها ثلاثا، وقيل من يا رسول الله، وقال:» الذي لا يأمن جاره بوائقه».وكلنا يردد الحديث الذي يتحدث عن تغيير المنكر باليد أو اللسان أو القلب «وذلك أضعف الإيمان»، لكن أين نحن من التطبيق الميداني أو المواطنة بلغة هذا العصر؟!وهل من الدين التسابق للمساجد للصلاة ثم رفع الأسعار واحتكار البضائع وظلم العباد؟! بالمختصر..علينا أن نفهم جيدا الخطاب القرآني حول الإيمان والعمل الصالح،ولنقرأ مثلا قوله تعالى:»إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات أولئك هم خير البرية». ولتتحرك المبادرات الفردية والجماعية لخدمة الأمة وتجاوز الظرف الاجتماعي المعيشي الصعب، صحيا واقتصاديا، ونعي أن الدين متعلق بالأخلاق وليس بالمعتقدات فقط، وأنه عقيدة تتجلى في الممارسات والعلاقات، ولا نكتفي بالقشور والظواهر من الأوامر والنواهي،فيجب فهم المقاصد من التشريعات.
    وإني أحيل هنا مثلا لسلوك غريب ينتشر في المساجد قبل صلاة العشاء أو التراويح أو الجمعة، وهو اختراق الصفوف وصولا للصف الأول، وإزعاج وإحراج المصلين ولفت انتباههم، بحثا عن أجر الصفوف الأولى، رغم أننا نحتاج لمعرفة روح وحكمة الصف الأول، وهي الحضور المبكر للمسجد قصد الذكر والاستغفار والصلاة والدعاء، وليس حجز المكان والحضور عند الآذان ثم المرور بين المصلين وإزعاجهم!

حضـور جماهيري مهيب لمسابقة إفريقيا الكبرى للقرآن الكـريم
في مشهد نادر، شهد ملعب بنجامين الوطني بمدينة دار السلام بتنزانيا، حشودا كثيفة غطت مدرجات الملعب لحضور مسابقة إفريقيا الكبرى للقرآن الكريم للعام 2021. واستنادا لوسائط إعلامية فإن المسابقة التي تنظمها مؤسسة الحكمة التعليمية 21 تضم متسابقا من مختلف الدول الأفريقية وتنظم المسابقة هذا العام في نسختها الـ 21
وفازت كل من النيجر والسودان ونيجيريا بالإضافة إلى تنزانيا وساحل العاج بالمراكز الخمسة الأولى في المسابقة حيث حلت دولة النيجر في المركز الأول وحل السودان في المركز الثاني.

أول ممثل مسلم يترشح لجائزة «أوسكار» عن «أفضل ممثل
ترشح الممثل البريطاني المسلم من أصول باكستانية، ريز أحمد، إلى جائزة «أوسكار» عن فئة «أفضل ممثل»، لمشاركته بفيلم «صوت الميتال»، ليكون بذلك أول مسلم يترشح لهذه الجائزة عن هذه الفئة. واستنادا لبعض الوسائط الإعلامية فقد كشف المعني إن «ترشيح مسلم لهذه الجائزة أمر إيجابي وسيساعد على توسيع نطاق فكرتنا عن هويتنا»، مشيرا إلى أن «الأهم هو أن يفيد الترشيح آخرين عن طريق إشعارهم بالاحتفال والاندماج».

الرجوع إلى الأعلى