يُعد الاستهلاك الهدف أو الغاية الأساسية لكل النشاطات الاقتصادية، وأحد أهم مؤشرات الرفاهية، حيث تتجه الدراسات اليوم لمعرفة كل ما له علاقة بالاستهلاك، لكونه محركا أساسيا للتنمية الاقتصادية في المجتمع، لذا يعتبر الاقتصاديون: «أن نظرية الاستهلاك هي الأساس العلمي لعلم الاقتصاد».
      ثم إن الناظر إلى عملية الاستهلاك في المذهب الاقتصادي التقليدي يراه غير منضبط بضوابط أخلاقية ولا اجتماعية، وإنما يفترضون مبدأ الرشد والعقلانية، فيستهلك الفرد ما يريد من السلع والخدمات النافعة أو الضارة، فيبيح الخمر والخنزير والزنا وغيرها من الأمور لأنها تمثل منفعة لهذا المستهلك، واعتمادا على عقلانيته.
    في حين لو نظرنا إلى المذهب الاقتصادي الإسلامي لوجدناه يبيح للفرد أن يستهلك ما يريد، ولكن في دائرة من الضوابط التي تحقق له ولمجتمعه أعظم النفع والفائدة، ومن هذه الضوابط مايأتي:
(أولا)في دائرة الاستهلاك الحلال؛الإسلام يصنف السلع إلى مجموعتين متمايزتين وهما:مجموعة السلع الحلال يمكن تسميتها بالطيبات، ومجموعة السلع المحرمة ويمكن تسميتها بالخبائث.
   وهنا نجد تحريم الإسلام لبعض الأشياء كالميتة، والدم ولحم الخنزير، لأنها رجس تسيء إلى طاقات الإنسان الجسدية، وكذلك الخمر، وعموم المسكرات والمخدرات تسيء إلى طاقاته العقلية، والفسق يخل بطاقاته الروحية، لـذلك فـهي تتناقض مع غاية الاستهلاك، ووظيفته الكبرى، لأن الأصل في هذا الدين هو حل الطيبات، وحرمة الخبائث، وكل ما أضر بالإنسان منع وإن لم يرد نص بكتاب أو سنة.
(ثانيا) النهي عن الإسراف والتبذير؛ فالتبذير و الإسراف أمران بغيضان لدى المشرع الإسلامي، ولهما آثار سلبية على الاقتصاد؛ حيث يقطعان ديمومة مصادر الأموال، ويحولان دون توفر الأموال اللازمة لتحقيق أغراض الإنفاق، وعمليات الاستثمار، فهما يؤديان إلى الحرمان والفاقة والتعطل والتخلف، وهذا ما تنأى عنه سياسات التمويل في الشريعة الإسـلامية، لذا فإنه من مـبادئ الاقتصـاد الإسلامي في هـذا الإطار الاعـتدال والتوازن واستخدام المقدار الأدنى من السلع والخدمات دون إسراف أو تقتير.
(ثالثا) ترتيب أولويات الاستهلاك؛ حيث يجدر بالمستهلك المسلم أن يحدد أولويات إنفاقه حسب أولويات: الضروري والحاجي والتحسيني، وعدم تقديم أو تأخير إحداها على الآخر   حين لا تقتضي المصلحة ذلك، خاصة وأن هناك اعتبارات وترجيحات شـرعية تؤكد مبدأ وحدة سلم الاستهلاك للمجتمع المسلم، أو ما يعرف بوحدة دالة الرفاهية الاجتماعية ، ولذلك يجب تخصيص الموارد بحسب سلم أولويات الحاجات الحقيقية لعموم أفراد المجتمع، وليس بحسب أسعار الطلب التي يستطيع دفعها الأغنياء من أبنائه فقط، وتتأكد هذه النظرة موضوعيا من خلال نظام التوزيع الإسلامي الذي يدعم اقتراحا ديمقراطيا على استخدامات الموارد، ومن خلال قوامة السياسة الشرعية، التي تستهدف تحقيق مصلحة الرعية من تخصيصها.
(رابعا) دخول البعد الإيثاري والجزاء الأخوي؛وذلك في رسم دالة المنفعة الفردية،وتأثير اتجاهات سلوك المستهلك المسلم فيجعل متابعته لتحقيق منفعته الخاصة لا يتم إلا بإشباع حاجات الآخرين، فترى الأجر العظيم للصدقة والإحسان، والقرض الحسن، والنفقة على الأقارب، والهدايا والصلة وغيرها من ألوان البر والإيثار.
(خامسا) النهي عن الترف والبذخ؛حيث اعتبر الإسلام الترف والبذخ والتنعم الزائد عن الحاجة من أسباب زوال النعم وتحولها؛ لأنه طريق إلى المعاصي، ونسيان الله تعالى، إضافة إلى أنه وسيلة من وسائل تدمير موارد الأمة الاقتصادية، وضياعها بغير منفعة أو فائدة، وغياب ما يسمى بالادخار الذي هو طريق الاستثمار، والنمو والتقدم.
       وبهذا وفي ضوء ما سبق يتضح لنا أن الاستهلاك في الاسلام رشيد منضبط يساهم في بناء الاقتصاد، ودفـع عجلة التنمية في المجتمـع، فالله سبحانه وتعالى اختار للإنسان ما ينفعه ويعينه على أداء رسالته في الحياة، وما على المسلم سوى اتباع نهج الله تعالى، والابتعاد عما نهي عنه، ليكون حينها مستهلكا رشيدا، واعيا يساهم في صنع اقتصاد أمته، وبناء طاقاتها، لا وسيلة هدم وتدمير وتخريب لها.

من أفضل القربات في شهر رمضان الصدقة على ذوي الأرحام وصلتهم
شهر رمضان بالنسبة للمسلم هو شهر المسابقة في الخيرات والمسارعة إليها، ولا ينبغي لكل عاقل أن يفوت هذه الفرصة التي تفتح له أبواب الجنة ويفرط بها بتضييع أوقاته فيما لا ينفع في الدنيا والآخرة فسارع أخي المسلم وسارعي أختي المسلمة إلى اغتنام أوقاته والظفر بوافر أجره وثوابه.
ومن أفضل الصدقات في هذا الشهر صدقة على ذي الرَّحِم صدقة وصلة: فصِلة الرَّحِم صفةٌ من صفات عباد الله المؤمنين بالله واليوم الآخر فصلة الأرحام والإحسان إلى الأقارب ومساعدتهم وإعطائهم ما يحتاجون إليه ثواب عظيم في رمضان فهو شهر الرحمة والخير ففي حديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من أحب أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره، فليصل رحمه «.
فالصدقة على الأرحام من الأمور التي خصّها النبيّ -عليه الصلاة والسلام-بالذكر، فقال: «إنَّ الصَّدقةَ على المسْكينِ صدقةٌ وعلى ذي الرَّحمِ اثنتانِ صدَقةٌ وصِلةٌ».

الرفق بالحيوان
كاتب بريطاني يتأسف أن المعري لم يحظ بالتقدير الكافي بالغرب
تأسف كاتب بريطاني في تقرير له صدر منذ أيام نشرته مجلة «بروسبكت» البريطانية، أن أبا العلاء المعري لم يحظ في الغرب بالتقدير الكافي باعتباره رائدا من رواد الفكر البشري الداعي للرفق بالحيوان.
واستنادا لوسائط إعلامية فقد أكد الكاتب كيفن بلانكينشيب الكاتب أن التاريخ البشري عرف عديد الشخصيات المؤثرة التي دعت إلى الرفق بالحيوانات، مثل القديس فرنسيس الأسيزي وبوذا وليوناردو دافنشي الذي رفض أكل اللحوم لأسباب أخلاقية، لكن أحد أعلى الأصوات دفاعا عن الحيوانات لم يحظ بالتقدير الكافي في الغرب.
ويرى الكاتب حسب المصدر ذاته أن أبا العلاء المعري -المفكر العربي الضرير والزاهد الذي اشتهر برسالة الغفران-ترك إرثا كبيرا في مجال الدفاع عن حقوق الحيوان، يستحق العودة إليه بكثير من التقدير في العالم الغربي.
وفقا للمعايير الحديثة، كان المعري شخصا نباتيا شديد الالتزام، وهو أمر نادر في العالم الإسلامي خلال العصور الوسطى، وكان يعتقد أن إلحاق الأذى بأي من الكائنات الأخرى شيء مرفوض.
في إحدى قصائده، حث الشاعر الذي يلقب برهين المحبسين (محبس العمى ومحبس البيت؛ إذ اعتزل الناس في إدلب لفترة طويلة) على تجنب أكل اللحوم وجميع المنتجات الحيوانية، وكتب قائلا:
«فلا تأكلن ما أخرج الماء ظالما     
ولا تبغ قوتا من غريض الذبائح
وأبيض أمّات أرادت صريحه          لأطفالها دون الغواني الصرائح
ودع ضرب النحل الذي بكرت له      كواسب من أزهار نبت فوائح
فما أحرزته كي يكون لغيرها    
   ولا جمعته للندى والمنائح».
ويضيف الكاتب أن المعري لم يكتف بمجرد تقديم النصيحة والحث على عدم أكل اللحوم، بل ذهب إلى أبعد من ذلك في «رسالة الصاهل والشاحج»، وهي عمل نثري ظهر قبل ألف عام، وتضمن شخصيات حيوانية تتحدث عن الدين والشعر والمجتمع عشية الحملات الصليبية. وفي الرسالة، يدافع الحصان عن بقية الحيوانات منددا بما تلاقيه من معاملة قاسية من البشر.
ويعارض المعري في رسالة «الصاهل والشاحج» تربية الماشية بهدف أكل لحومها وصيد الغزلان البرية وذبح الجمال خلال الرحلات الطويلة لشرب السوائل التي تختزنها في جوفها.
وتعكس مواقف الأديب العباسي شيخ معرة النعمان أبو العلاء المعري (363هـ-449هـ) (973م-1057م) وكتاباته قبل حوالي ألف عام جوهر الأفكار التي ينادي بها النباتيون والمدافعون عن حقوق الحيوان اليوم، حيث كان يشدد على عدم إيذاء الحيوانات من أجل رفاهية الإنسان.

إن لكل واحد بدرا ينبغي أن يراعى عند الزلات
القصة أدناه من صحابي بدري، تعتبر في العرف خرقا أمنيا خطيرا عقوبته الإعدام بإجماع الأعراف القبلية والدولية، فقد كان من خبره ما جاء في الصحيحين
فعن عبد الرحمن بن حاطب : أن أباه كتب إلى كفار قريش كتابا، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا والزبير، فقال: انطلقا حتى تدركا امرأة معها كتاب فائتياني به، فلقياها، وطلبا الكتاب، وأخبراها أنهما غير منصرفين حتى ينزعا كل ثوب عليها . قالت: ألستما مسلمين؟ قالا: بلى، ولكن رسول الله حدثنا أن معك  كتابا، فحلته من رأسها . قال : فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم حاطبا حتى قرئ عليه الكتاب، فاعترف ، فقال: ما حملك؟ قال : كان بمكة قرابتي وولدي، وكنت غريبا فيكم معشر قريش ، فقال عمر : ائذن لي - يا رسول الله - في قتله . قال: لا، إنه قد شهد بدرا، وإنك لا تدري، لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم، فإني غافر لكم .
تبرير حاطب قبله النبي دون عمر الذي طلب ضرب عنقه، لا أقول تصرف عمر لم يرق إلى مصاف العفو بلى، تصرفه صحيح حميته للدين والوطن، لكن النبي صلى الله عليه وسلم، يعلمنا كيف نمكن ونوطن أنفسنا على العفو، ذلك بتذكر ماضي الناس المشرق.
ففي حياة كل فرد «بدرا قد شهدها «، فلا تلغي بدرا بالخطأ بل نلغي الخطأ ببدر؛
فتذكر ماضي الناس المشرق حال صدور أي خطأ منهم،ولا ننسى المعروف واللحظات الطيبة معهم، ولا تطلب منهم أن يكونوا ملائكة على الدوام؛فلكل جواد كبوة ويبقى جوادا، وصاحب الأخلاق قد تخونه طبائعه يوما.
فربة البيت تخوض كل يوم بدرا، ينسى رب البيت بدرها عند تعثرها، حيث كان بإمكانه تجاوزه، وإن كان خلوقا حليما وأخطأ في لحظة ضعف تنسى هي معروف وحنان سنوات كان بالإمكان التغاضي عنه.
كما كان بإمكان المسيرين أن يذكروا بدر من تحت أيديهم عند زلاتهم، ولمن كان تحت اليد أن ينظر إلى بدر من يوظفه زمن العسرة، أليس من الرشد أن نذكر بدر الجيران، بدر الأرحام، بدر الوالدين، بدر الأبناء ألا فاحفظوا لكل أحد بدره.

توقعات فلكية بأن يتمم رمضان 30 يوما
توقع عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك، إبراهيم الجروان، أن يتمم شهر رمضان 30 يوما، ليحل عيد الفطر المبارك يوم الخميس الموافق 13 مايو الجاري.
واستنادا لوسائط إعلامية، وبحسب إبراهيم الجروان، فإنه من المتوقع أن يولد هلال شهر شوال الثلاثاء 11 مايو الساعة 23:00 مساء بتوقيت الإمارات، ليشاهد مساء الأربعاء ويكون الخميس 13 مايو الجاري غرة شهر شوال وعيد الفطر المبارك، موضحا أنه من المتوقع أن يولد هلال شهر ذي الحجة، السبت 10 يوليو 2021، الساعة 05:17  فجرا بتوقيت الإمارات، و يظل بعد غروب الشمس قرابة 34 دقيقة فوق الأفق، مما تكون فرصة رصده واردة ليكون الأحد 11 يوليو 2021 غرة شهر ذي الحجة، ويوم الاثنين 19 يوليو المقبل يوم عرفة، و الثلاثاء 20 يوليو المقبل عيد الأضحى المبارك.
وفي السياق ذاته أكد عضو هيئة كبار العلماء في السعودية والمستشار بالديوان الملكي، الشيخ عبد الله بن المنيع، أن شهر رمضان هذا العام سيكون كاملا وسيستمر 30 يوما.
وقال المنيع، حسبما نقلته صحيفة «سبق»، إنه «من المعلوم أن رمضان هذا العام 1442 هجريا ثبت دخوله شرعا يوم الثلاثاء الموافق 13 أبريل 2021 ميلاديا وعدد أيامه 30 يوما، ذلك لأن ولادة شهر شوال تكون في مساء يوم الثلاثاء الموافق 29 رمضان 1442 هجريا في الساعة 21:59، كما أن شمس يوم الثلاثاء تغرب بعد غروب القمر الساعة 18:51 ويغرب القمر قبلها وبالتحديد الساعة 18:38 وبين غروب القمر قبل الشمس 13 دقيقة»

 

الرجوع إلى الأعلى