يعد الإنفاق في سبيل الله، وفي مختلف أبواب الخير من أكثر الفضائل التي حث عليها القرآن الكريم والسنة النبوية؛ سواء على سبيل الوجوب أو الترغيب والندب و على سبيل الترهيب؛ وما ذاك إلا لما تكتسيه هذه الفضيلة من مكانة عظيمة في منظومة القيم الإسلامية وما يترتب عليها من آثار نفسية واجتماعية واقتصادية وسياسية وحضارية في حياة المسلمين؛ ناهيك عما يترتب عليها من ثواب عظيم لصاحبها في الآخرة.
فقد تردد لفظ الإنفاق ومختلف مشتقاته في القرآن الكريم عشرات المرات في سور مكية ومدنية؛ من ذلك قوله تعالى:   لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ ؛ ونظرا لعظم مكانتها فقد تركت أبوابها مشرعة مطلقة؛ إذ على الرغم من أن القرآن الكريم حث على الإنفاق في بعض أبواب الخير على غرار النفقة الأسرية والنفقة على المحتاجين والنفقة في القتال والجهاد على غرار قوله تعالى: ((يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللّهَ بِهِ عَلِيمٌ))، وقوله تعالى:  وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
إلا أن أبوابها تبقى تظل مشرعة؛ فكل دينار ينفقه المسلم على غيره من الأفراد والمجتمعات؛ يعد بابا من أبواب النفقة المشروعة التي ثاب أصحابها؛ فهي ليست محصورة في الصدقة على الفقراء على أهميتها أو الإنفاق على الأسرة على ضرورته ووجوبه أو في بناء المساجد على عظم أجر صاحبها؛ إلا أنها تتسع لأكثر من ذلك.
ومن صور ذلك؛ الإنفاق على العلم وطلبة العلم، سواء في شكل منح عينية أو بناء مدارس أو مؤسسات تربوية أو ترميمها أو توسيعها، أو تجيزها أو تجهيز مكاتبها.
والإنفاق على البحث العلمي وتطويره في شتى المجالات الشرعية والإنسانية والأدبية والطبيعية والطبية والتجريبية والعسكرية وكل ما له علاقة بتطور الأمة ورقيها وتخلصها من التخلف والتبعية.
 والإنفاق على الجمعيات الخيرية التي تعنى ببعض الفئات الهشة، ومنها؛ الجمعيات التي تعنى باليتامى أو التي تعنى بالمرضى، أو بالمسنين أو بذوي الاحتياجات الخاصة، أو الطفولة أو الأرامل والمطلقات، ومن ليس لهن كافل. والإنفاق على الجمعيات الثقافية والفكرية والدينية التي تسهم في خدمة المجتمع وتحفظ هويته وتسهم في رقيه وتطوره. والإنفاق على مجال الصحة سواء ببناء عيادات ومؤسسات استشفائية أو تجهيزها بمستلزماتها؛ أو الإنفاق على المرافق العامة من بناء دور وترميم مؤسسات أو شق طريق أو أو جلب ماء أو كهرباء أو غاز أو غير ذلك من أبواب الخير، أو وقفها للمسلمين.
فكل ما سبق وغيره يعد أنفاق في سبيل الله تعالى، والله يضاعف لمن يشاء، وهناك أماكن وأزمنة وحالات يصبح الإنفاق فيها واجبا وضروريا والأجر فيها أعظم. فكل ما يسعى لحفظ دين الناس ونفسهم وأعراضهم فالإنفاق في سبيله مشروع.
وقد نص القرآن الكريم على بعض الضوابط في الإنفاق حتى لا تغدو ضربا من ضروب الشح أو صورة من صور الإسراف والتبذير؛ منها أن لا يبالغ المسلم في الأفاق حتى يفلس؛ لقوله تعالى: ((وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ))؛ فالقاعدة في الإنفاق هي التوسط لقوله تعالى: ((وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذ لِكَ قَوَامًا))؛ فالبخل حرام لقوله تعالى: هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ كما أن الإسراف حرام؛ ومنها أيضا أن يعلم المنفق أن ما ينفقه من مال انما هو مستخلف فيه لأن المال مال الله تعالى لقوله تعالى: آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ وهذا الشعور سيخلصه من المن والأذى والرياء.
فمن الضوابط أن لا يتبع المنفق نفقته بالمن والأذى والرياء؛ لأن هذه المشاعر والسلوكيات تبطل الصدقات لقوله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالْأَذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاءَ النَّاسِ وَلَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا ۖ لَّا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِّمَّا كَسَبُوا))                                         ع/خ

إنها صفات المؤمن
فتحت مكة بعد أن صارت قبلة التوحيد، التي فطرها الله عليها تخلصت من رجس الشرك والأوثان، لتنطلق بعد ذلك عملية تطهير الجزيرة العربية من الشرك، يطلب هذا النبي صلى الله عليه وسلم من علي رضي الله عنه، يرسله على رأس سرية  لهدم «الفلس» صنم تعبده طيء، أتم المهمة بنجاح حطم الصنم وعاد بالأسرى إلى المدينة، لينظر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في أمرهم، وقفت امرأة  من الأسرى، قالت: يا محمد إن رأيت أن تخلي عني فلا تشمت بي أحياء العرب فقد هلك الوالد، وغاب الوافد، فامنن علي منّ الله عليك، فإن أبي كان سيد قومه، يفك العاني ويعفو عن الجاني، ويحفظ الجار، ويحمي الدمار، ويفرج عن المكروب، ويطعم الطعام، ويفشي السلام، ويحمل الكل، ويعين على نوائب الدهر، وما أتاه أحد بحاجة فرده خائبا، أنا سفَانة بنت حاتم الطائي، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم :هذه صفات المؤمنين حقا، ولو كان أبوك مسلما لترحمنا عليه، ثم قال للصحابة : خلوا عنها فإن أباها كان يدعو إلى مكارم الأخلاق، هي صفات المؤمنين حقا.
دينك الحقيقي ليس في مسجدك، دينك الحقيقي الأمانة في الوظيفة والتجارة ،الدين الحقيقي خفض جناح الرحمة للوالدين، والإحسان إلى القرابة، والصبر على الزوجة والأبناء، وصلة الأرحام، الدين الحقيقي علاقتك مع جيرانك،الدين الحقيقي أن لا تمنع مالك في أبواب الخير وأنت مقتدر، الدين الحقيقي، حين يخوض الناس في أعراض الناس أمامك فتمشي معهم، أو تمسك لسانك، وتحفظ الغائب،الدين الحقيقي إذا وصل مسمعك ذنوب الناس فتستر ولا تخوض في أعراض الناس، الدين الحقيقي حفظ أسرار الناس لا الإفشاء ، التوحيد وأركان الإسلام بعباداته هي من حقوق الله على العبد فهي بمثابة  نصف الدين، أما النصف الآخر كيف أنت مع الناس؟ .
التدين غير المترجم إلى سلوكات تدين أجوف، والإيمان الذي لا يُرق قلبك ولا يجعل منك كريما إيمان ناقص، نعم الأخلاق على الكفر لا تشفع، لكن التدين الذي لا يترجم لأخلاق إيمان أعرج، لذلك قال ابن القيم إن الدين كله خلق، فمن فاقك  في الخلق، فقد فاقك في دين.

3 ملايين وافد على المسجد الحرام منذ بداية رمضان

بلغ عدد الوافدين على المسجد الحرام منذ بداية رمضان حتى 20 منه ما يقارب المليون معتمر والمليوني مصلٍ بالمسجد الحرام وفق ضوابط الإجراءات الاحترازية. واستنادا لوسائط إعلامية فقد أوضح مدير الإدارة العامة للحشود والتفويج المهندس أسامة بن منصور الحجيلي، أنه سُخرت جميع الإمكانات، ووُفرت الراحة للمعتمرين والمصلين، وطُبقت الإجراءات الاحترازية والتباعد الجسدي، حرصاً على سلامة قاصدي المسجد الحرام.  داعياً المعتمرين إلى ضرورة التقيد بالأوقات الصادرة لهم عبر التصريح من تطبيق اعتمرنا وتطبيق توكلنا، وارتداء الكمامات الطبية، والالتزام بمسافة التباعد الجسدي. ورفعت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي جاهزيتها استعداداً لاستقبال العشر الأواخر من شهر رمضان.

رابطة علماء فلسطين تُجيز دفع الزكاة  لدعم المسجد الأقصى
أصدرت «رابطة علماء فلسطين»، الأحد، فتوى شرعية تجيز دفع «زكاة المال»، لدعم المسجد الأقصى وسكان مدينة القدس المحتلة. واستناد لوسائط إعلامية فقد قالت الرابطة في بيان لها: إن دفع الزكاة لدعمهم باعتباره «شكلا من أشكال الجهاد في سبيل الله المشار إليه كمصرف من مصارف الزكاة». وتابعت: «وباعتبار أن الجهاد في سبيل الله واجب شرعي على كل قادر وبكل الصور سواء بالجهاد بالسلاح أو الجهاد بالمال أو بغير ذلك من صور الدعم للأقصى وأبناء القدس». وبينت أن «الحاجة لدعم الأقصى، والمرابطين هناك والمدافعين عنه تزداد في ظل الواقع الأليم، والمخاطر المحدقة بالمسجد». واستكملت: «نهيب بالمسلمين في كل بقاع العالم الأغنياء منهم والمقتدرين على وجه الخصوص بأن يقدموا دعمهم المادي والمعنوي وأن لا يبخلوا بأموالهم لدعم المسجد، وأبناء القدس لكي يستمروا في رباطهم ودفاعهم».

فتاوى
rحكم من أغمي عليه حتى خرج وقت الصلاة؟
من المعلوم أن العقل من شروط وجوب العبادات الشرعية، فوجوده يوجبها، وعدمه يسقطها، ولو زال عقله فلا يخلو من أن يزول كليا، وهنا يسقط قضاء الصلاة لزوال العقل. و أما لو زال زوالا جزئيا كالصرع، أو التخدير بسبب الدواء، أو غيره فينظر في مدة زواله وعلاقتها بزمن الوجوب، وهو لا يخلو من ثلاث حالات:
(الأولى): من أغمي عليه وزال إغماؤه قبل دخول وقت الصلاة فلا تعلق للصلاة به، لأن زمن الوجوب لم يدخل بعد.
(الثانية): ومن أغمي عليه قبل دخول وقت الصلاة وزال إغماؤه بعد خروج وقت الصلاة سقط عنه القضاء؛ لأنه لم يكن مكلفا زمن الوجوب لزوال عقله، والمقصود بخروج وقت الصلاة خروج الوقت الضروري وليس الاختياري.
(الثالثة): لكن من أغمي عليه قبل وقت الصلاة أو أثناءه ثم أفاق قبل خروج وقت الصلاة وجب عليه أداؤها لتعلق زمن الوجوب بالذمة، وهي لا تخلو من ثلاث صور:
فإن بقي من ‌الوقت الضروري للصلاة قدر ما يسع ركعة أو ركعتين مع الطهارة اللازمة له من وضوء، أو غسل أو تيمم، لزمته تلك الصلاة الحاضرة كانت صبحا أو عشاء أو عصرا، أو غيرها.
وإن بقيت ثلاث ركعات،فإن كان مسافرا:ففي الظهر والعصر تلزمه الصلاتان معا، وفي والمغرب والعشاء تلزمه العشاء فقط؛ لأن الثلاث لا تكفي إلا للعشاء، ولو صلى المغرب لخرج وقت العشاء.
وأما إن كان مقيما فيصلي العصر والعشاء فقط؛ لأن الوقت المتبقي لا يكفيهما إلا هُمَا.
وإن بقي أربع ركعات قبل غروب الشمس لزمته الصلاتان معا اتفاقا، الظهر والعصر. وإن بقي قبل الفجر ما يسع أربع ركعات مع الطهارة اللازمة لها تلزمه المغرب والعشاء.
ودليل ذلك كله قول النبي صلى الله عليه وسلم:» رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يعقل».
rحكم من أغمي عليه حتى خرج وقت الصيام؟
أما بالنسبة للصوم: فإن كان زوال العقل كليا سقط عنه القضاء، لكن لو عاد إليه عقله قضى ما مضى من السنوات. وإن كان الزوال جزئيا، فلا يخلو من ثلاث صور:
فمن أغمي عليه اليوم كله من فجره لغروبه، أو أفاق قبل غروبه فعليه القضاء.
وأما لو أغمي عليه أقل اليوم، لكن طلع عليه الفجر وهو مغمى عليه فعليه القضاء.
وأما لو أغمي عليه بعد طلوع الفجر ونوى الصيام صحت نيته،ولا قضاء عليه.
وهذا بخلاف النائم فلا قضاء عليه؛ لأنه مكلف، ولو نبه لانتبه.
وإنما وجب عليه قضاء الصوم؛ لأنه نوع مرض، فاندرج تحت قوله تعالى: (ومن كان مريضا ... فعدة من أيام أخر).

 

الرجوع إلى الأعلى