حتمية التحرر النفسي للانعتاق من الاستعمار والاستبداد
يستحضر المسلمون اليوم ذكرى النصر المبين في غزوة بدر التاريخية التي وقعت في السابع عشر من شهر رمضان من السنة الثانية للهجرة، والتي كانت أول صدام مسلح بين المسلمين والمشركين من قريش، لتمهد لانتصارات وفتوحات كثيرة بعدها، وأضحت مدرسة حقيقية يستلهم منها كل جيل دروسا وعبرا وعظات حول أسباب هذا النصر وعوامله، وأهدافه وآثاره، نصر لم يكن سحابة صيف أو فلتة تاريخية، ولكنه كان فجرا جديدا في تاريخ المسلمين والبشرية قاطبة، ونبعا مستمرا متدفقا  إلى عصر الناس هذا.
إعداد: د .عبد الرحمان خلفة
والدروس التي تستوقفنا من هذه الغزوة كثيرة، ولعل أبرزها قيمة الحرية والتحرر الذي تجلى كثمرة من ثمارها وهدفا استراتيجيا من أهدافها، فالعرب وإن عاشوا في بيئة وقرية توطدت فيها دعائم الحرية على مستوى العقائد والأديان، كما توطدت فيها الحرية السياسية بعيدا عن سطوة الفرس والروم واستبداد ملوكهما؛ إلا أنهم لم يكونوا متحررين على المستوى النفسي والاجتماعي بالقدر الذي يسمح لهم باعتناق الدين الجديد دون خوف أو إكراه.
فقبيلة قريش التي بسطت نفوذها الديني والاقتصادي والعسكري على القبائل شكلت عقدة نفسية وحاجزا للكثير من الأشخاص والقبائل والدول للاقتراب من هذا الدين ومحاولة فهمه واعتناقه، علاوة على وجود شريحة كبيرة من العبيد الذين رأوا بارقة أمل في التحرر في الخطاب الديني الجديد.
لذلك كان ضروريا تكسير شوكة قريش إقليميا ليتحرر الكثير من الأشخاص والقبائل من عقدة الأبوة القرشية وسطوتها، وهو ما حدث في غزوة بدر التي تكسرت فيها هذه الشوكة على مرأى القبائل العربية، ومرغ المسلمون في التراب أنوف زعمائها الذين قتل معظمهم، سواء بأيدي المؤمنين أو بأيدي عبيدهم السابقين،   
ومنذ خروج المسلمين يتعقبون قافلة قريش كانت حركة التاريخ تدفع بهم لهذا الهدف الكبير، الذي لم يخرجوا إليه بل تمنوا عدم حدوثه، فقال الله تعالى:
((وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَن يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ (7) لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ))، لقد كان الهدف القرآني أبعد من مجرد الحصول على قافلة عابرة، إنه هدف استراتيجي سيمهد حال تحققه الطريق للبشرية لتنعتق من ربقة الخوف وتقترب من هذا الدين، فكثيرا ما كان الخوف حاجزا أمام الشعوب والأمم لتثور ضد الظالمين والمستعمرين؛ لكنها تتحول إلى سيل جارف بمجرد انكسار جدار الخوف وسقوط المستبد صريعا أمامها منهزما أمام فئة مؤمنة.
لقد كانت الغزوة أول صدام مع المشركين الذين كثيرا ما قتلوا وشردوا وطاردوا وعذبوا المؤمنين ليكون أذاهم بزعمهم حاجزا لغيرهم ورادعا عن الالتحاق بهذا الدين، لكن انهزامهم بالشكل الذي نقله التاريخ تهاوت معه كل المخاوف.
لقد كان التحرر النفسي والاجتماعي أول خطوة على طريق بناء الدولة الجديدة وانطلاق الإسلام، فبعد التحرر الديني والسياسي في دولة المدينة المنورة جاء التحرر النفسي الذي أطلق العنان لنفوس الأحرار لتنطلق بهذا الدين.وقد اثبت تاريخ الثورات بعدئذ أن تكسير حاجز الخوف هو الخطوة الأولى نحو تحرير الشعوب، وهو ما عمل عليه المفكرون والمصلحون والثوار عبر التاريخ؛ لأن الخوف إذا استولى على النفوس أضحت قابلة للاستعباد والاستعمار، ولهذا ظل القرآن يحذر المؤمنين من الوقوع في مطب الخوف، فقال الله تعالى: ((أَلَا تُقَاتِلُونَ قَوْمًا نَّكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُم بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ ۚ أَتَخْشَوْنَهُمْ ۚ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ (13))، وقد ظل التحرر شعار المسلمين وهدفهم في مسيرة الفتح الإسلامي حتى قال ربعي بن عامر لكسرى ملك الفرس: (الله ابتعثنا لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله، ومن ضِيق الدنيا إلى سعَتَها، ومن جَوْر الأديان إلى عدل الإِسلام،).   
ع/خ

أنـــوار
لقد جاع طير (بشر) في بلاد المسلمين
يتهدد الجوع أزيد من 20 مليون شخص، في دول مسلمة مختلفة؛ من بينهم 1.4 مليون طفل مهددون بالموت جراء الجوع هذا العام؛ حسب ما كشفته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) ومسؤول الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة، الذي ذكر أسماء أربع دول مسلمة أو بها مسلمون كثر، وهي اليمن والصومال وجنوب السودان ونيجيريا؛ في وقت قدر بعض الباحثين القيمة المفترضة لأموال زكاة المسلمين عالميا ب 600 مليار دولار سنويا! والمسؤول الأممي يقول نحن في حاجة فقط لحوالي400مليارات دولار بحلول يوليو/ تموز المقبل،لتجنب وقوع كارثة ولم تتلق المنظمة إلا 90 مليون دولار!
إن ملايير الدولارات الواجب إخراجها كافية وحدها لاجتثاث آفة الفقر والجهل -اللذين عادة ما يكونا مرتع التطرف ومناخ تنامي الجريمة، وظاهرة النزوح والتشرد-ليس فقط من نسيج المجتمع الإسلامي؛ بل من حياة الإنسانية ككل، المسلمة منها وغير المسلمة؛ لكن هذه الأموال لا يخرج منها إلا القليل؛ مما جعل فريضة الزكاة غير ذات أثر إيجابي في حياة الإسلام والمسلمين. وهي الفريضة العظيمة التي فرضها الله تعالى في أكثر من آية من كتابه؛ وأداؤها بقيمتها الحقيقة لأصنافها المستحقين لها أفضل من آلاف الخطب والبرامج التي تتناسل تباعا بدعوى مكافحة الفقر، ومحاصرة الجهل والمرض.  وهي آيات تتلخص في تسخير المال لمحاصرة الفقر، والحيلولة دون الذل، والقضاء على الرق؛ بمعنى المحافظة على حياة وحرية وكرامة الإنسان؛ فأين هذه الآيات ومقتضياتها من واقع المسلمين وعلاقاتهم البينية الاجتماعية والإنسانية؛ إن المسلم –فردا كان أو مؤسسة أو دولة-الذي يحول دون الفقراء وحقهم في ماله ويتنكر لهم؛ ويتركهم يتضورون جوعا، إنما يساهم في تسويق صورة نمطية سيئة عن الإسلام والمسلمين، عندما يعطل مقاصد الإسلام في تحرير الإنسان وتكريمه، ويعتم على صورته المضيئة الناصعة التي تغري غير المسلمين بالالتحاق به؛ بل إنه ينفر منه أتباعه المستضعفين، الذين قد يسقطون فريسة سهلة لحملات التنصير وموجات الإلحاد، كما أنه يظهر المسلمين في أنموذج سيء للتكافل الاجتماعي والتضامن الإنساني، وهم الذين يفترض فيهم أن يكونوا خير أمة أخرجت للناس، أمة العدل والتعاون، وكم كان غريبا أن يقابل الدول الأربعة الأكثر شقاء ومجاعة في العالم الإسلامي، أربع دول مسلمة صنفت من بين أسعد الدول عالميا؛ وهي دولة الإمارات العربية المتحدة وقطر والسعودية والكويت؛ وليس حراما أن يستمتع المسلم بالطيبات ويعيش سعيدا في حياته؛ فالشقاء ليس أمرا محتوما عليهم؛ ولكن قبل ذلك عليهم أن يؤدوا حقوق الآخرين في أموالهم، ثم يستمتعوا بها دون إسراف ولا تبذير؛ لقد آن الأوان للمسلمين أن يؤسسوا مؤسسات رسمية يناط بها احتساب زكاتهم وإخراجها لمستحقيها؛ وضمان إيصالها إلى المعذبين في الأرض؛ فهذا وحده كفيل بالقضاء على الجوع والفقر والجهل، وتثبيت المؤمنين المستضعفين في آسيا وإفريقيا على دينهم، وإشعارهم برابط الأخوة الذي يربط وشائجهم بإخوانهم المسلمين في ربوع الأرض، إذ من العار عليهم التغاضي عن مأساة إخوانهم، وكنز مئات ملايير الدولارات المستحقة في أرصدتهم ظلما وسحتا وعدوان، وترك الفضاء لتدخل منظمات غير إسلامية تطعم المسلمين على مرأى منهم، هم الذين يستحضرون قول عمر بن عبد العزيز وقد استنفد مصارف الزكاة: انثروا القمح فوق رؤوس الجبال حتى لا يقال جاع طير في بلاد المسلمين، فكيف وقد جاع البشر أيضا؟                                        
ع/خ

الأمير عبد القادر
لو جمعت فرنسا سائر أموالها وخيرتني بين أن أكون ملكا ً عبدا ً أو أن  أكون حرا فقيرا ً معدما ً، لاخترت أن أكون حراً فقيرا.

فتاوى
حكم الإفطار بسبب الامتحان؟
الجواب :
بسم الله الرّحمن الرّحيم
الحمد لله والصّلاة والسّلام على سيّدنا محمّد رسول الله ؛ وبعد:   لقد فرض الله تعالى الصّيام في كتابه العزيز واستثنى طائفة مخصوصة برخصة الإفطار وهم المرضى العاجزون والشيخ الهرم والمسافر بحسب شروط محددة للسفر ذكرها الفقهاء في مصنفاتهم وجاءت السّنة الكريمة ورخصت للحامل والمرضع الإفطار في حال إذا خافت على نفسها أو على الجنين أو الرّضيع ...ولا يجوز الزيادة على هذه الرّخص إلاّ بنصّ شرعي ... وبناءً عليه الامتحانات والدّراسة والاستعداد لها لا يعتبر من الأسباب المسوّغة للإفطار فهي لا تضعف الجسد ولا ترهقه ولا يترتب على الدّراسة مشقة غير اعتيادية وعلاوة على ذلك بإمكان طالب العلم أن يدرس ليلا أو بعد السّحور مبكراً ؛ والأصل في طالب العلم المجتهد أن يكون مستعدا للامتحان قبل موعده ويجعل الأيام القريبة من الامتحان للمراجعة فقط ...والتّجربة والواقع يقول أنّ هنالك طلبة وطالبات يدرسون ويتفوقون في رمضان ويمارسون أمورهم الدّراسية بشكل طبيعي مع وجود نوع من المشقة ولكنّها ليست فوق القدرة والتّحمل
ما حكم صيام مرضى السكري ؟
الجواب :
 يجب على المريض بمرض السّكري مراجعة الطّبيب المسلم الثقة فإن أشار عليه بالصّيام صام وأمّا إن قال له يخشى أن يلحق بك أذى فإنّه يفطر ويدفع عن كلّ يوم فدية طعام مسكين
هل حفر الأسنان وقلع الأضراس يعتبر من المفطرات ؟
الجواب :
لا يعتبر حفر السن، أو قلع الضرس من المفطرات  إذا اجتنب ابتلاع ما نفذ إلى الحلق . وهو ما توصل إليه  المجمع الفقهي الدولي التابع لمنظمة المؤتمر الإسلامي ولكن تأخير ذلك إلى ما بعد الإفطار أولى وأحوط.
المجلس الإسلامي لبيت المقدس

الرجوع إلى الأعلى