لقد تكرر لفظ الأمانة ومشتقاتها كثيرا في القرآن الكريم؛ باعتبارها أمرا إلهيا أو صفة للمؤمنين؛ مؤكدة أهميتها الدينية والاجتماعية؛ ذلك أنه لا يكتمل إيمان المؤمن ما لم تكن الأمانة سجيته في علاقته مع الله تعالى وعلاقته مع خلقه؛ بحفظ حقوق الله وحقوق الناس المادية والأدبية؛ تحملا وأداء، مهتديا بذلك بسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي عرف بالصادق الأمين؛ وقد قال الله تعالى: ((إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا) النساء/58 ، وحرم الخيانة باعتبارها نقيض الأمانة فقال الله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ) الأنفال/27.)) وقد رأى العلماء منذ القدم اتساع الأمانة مفهوما وأنواعا.
إعداد: د .عبد الرحمان خلفة
 فمن الأمانة مع الله حفظ حقوقه وذلك بأداء ما افترض على عباده من فرائض على غرار الصلاة والزكاة والصيام والحج، والوقوف عند حدوده واجتناب نواهيه ومحرماته، وتمثل أخلاق الإسلام وفضائله قولا وعملا؛ وذلك مقتضى التكليف الذي قبله الإنسان على خلاف غيره من المخلوقات ومناطه العقل ودليله الشرع؛ قال الله تعالى: ((إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72))) .
أما الأمانة مع الناس فتشمل ثلاثة مجالات أساسية: (أولها) الجانب المادي حيث يطالب المسلم بحفظ ودائع الناس وديونهم عليه والوفاء لهم بالعهود والعقود، وكل ما يقع من أموالهم تحت يديه بأي طريق كان، و(الثاني) حفظ أسرار من استودعك أسراره في مجلسه ومحله، ومن ذلك حفظ السر المهني في الوظيفة وحفظ أسرار الزوجية وحفظ أسرار الصداقة في السفر والحضر، في الحل والترحال، فعن أَبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْأَمَانَةِ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، الرَّجُلَ يُفْضِي إِلَى امْرَأَتِهِ ، وَتُفْضِي إِلَيْهِ ، ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا ) (رواه مسلم) وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( إِذَا حَدَّثَ الرَّجُلُ بِالْحَدِيثِ ثُمَّ الْتَفَتَ : فَهِيَ أَمَانَةٌ ) رواه أبوداود والترمذي، و(الثالث): المسؤوليات العامة والخاصة التي يتولاها الإنسان في حياته، صغرت أم كبرت؛ فالأب مؤتمن على أسرته وعلى وأبنائه، والمعلم مؤتمن على طلبته وتلاميذه، والمدير مؤتمن على مؤسسته والرئيس في أي منصب كان مؤتمن على مرؤوسيه بحفظ حقوقهم والسعي في مصالحهم والسهر على إسعادهم وتوفير حاجاتهم التنموية؛ والقاضي مؤتمن على المتخاصمين بتوفير العدل بينهم وإنصاف المظلوم والأخذ بيد الظالم، والإمام مؤتمن على مرتادي المساجد بتعليمهم وإرشادهم لما فيه صلاح دينهم ودنياهم، والإعلامي مؤتمن على قرائه ومستمعيه بتحري الصدق والشفافية ونقل الخبر الصحيح لهم، وعدم الاعتداء على كرامتهم وأعراضهم أو إفشاء أسرارهم أو تضليلهم، والمنتخب مؤتمن على من انتخبه بالوفاء بوعده وحفظ مصالحهم، والشرطي مؤتمن على المواطنين بحفظ ممتلكاتهم ومنع الاعتداء عليهم، والسهر على توفير الأمن لهم، والجندي مؤتمن على تراب وطنه وسلاحه وثكنته، وناقل المسافرين برا أو جوا أو بحرا مؤتمن على ركابه بإيصالهم إلى مأمنهم واحترام قواعد السير أثناء نقلهم، والالتزام بشروط العقد الذي يربطه بهم، والتاجر مؤتمن على سلعته وزبائنه بأن يكون سمحا بارا يتجنب الغش والخديعة والكذب معهم، والبناء مؤتمن على ما ينجز والطبيب مؤتمن على مريضه حتى يعالجه وهكذا دواليك، فكل صاحب مسؤولية مهما صغرت يعد مؤتمنا يسأل عن أمانته يوم القيامة، هل حفظها أم ضيعها، ولذلك جاء في القرآن الكريم حديث عن بنت آل عمران ((قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ ۖ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ (26))) (القصص)، وجاء في الحديث: (إن الله سائل كل راع عما استرعاه, حفظ أم ضيع؟ حتى يُسأل الرجل عن أهل بيته) وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
( إِذَا ضُيِّعَتِ الأَمَانَةُ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ ) ، قَالَ: كَيْفَ إِضَاعَتُهَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ؟ ، قَالَ : ( إِذَا أُسْنِدَ الأَمْرُ إِلَى غَيْرِ أَهْلِهِ فَانْتَظِرِ السَّاعَةَ ) رواه البخاري )) .وعَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ : « قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ! أَلَا تَسْتَعْمِلُنِي ؟ ، قَالَ : فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى مَنْكِبِي، ثُمَّ قَالَ : (يَا أَبَا ذَرٍّ، إِنَّكَ ضَعِيفٌ، وَإِنَّهَا أَمَانَةُ، وَإِنَّهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ، إِلَّا مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا، وَأَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ فِيهَا ) « رواه مسلم).
ع/خ

من عجائب ألفاظ القرآن الكريم
ذكرت الدنيا 115 مرة........ ذكرت الاخره 115 مرة
ذكرت الملائكه 88 مرة........ ذكرت الشياطين 88 مرة
ذكرت الحياة 145 مرة........ ذكر الموت 145 مرة
ذكر النفع 50 مرة........ ذكر الفساد 50 مرة
ذكر الناس 368 مرة........ ذكر الرسل 368 مرة
ذكر ابليس 11 مرة........ ذكرت الاستعاذة من إبليس 11 مرة
ذكرت المصيبة 75 مرة ........ ذكر الشكر 75 مرة
ذكر الانفاق 73 مرة........ ذكر الرضا 73 مرة
ذكر الضالون 17 مرة ........ ذكر الموتى 17 مرة
ذكر المسلمون 41 مرة ........ ذكر الجهاد 41مرة
ذكر الذهب 8 مرات ........ ذكر الترف 8 مرات
ذكر السحر 60 مرة ........ ذكرت الفتنه 60 مرة
ذكرت الزكاة 32 مرة ........ ذكرت البركة 32 مرة
ذكر العقل 49 مرة ........ ذكر النور 49 مرة
ذكر اللسان 25 مرة ........ ذكرت الموعظه 25 مرة
ذكر الجهر 16 مرة ........ ذكرت العلانية 16 مرة
ذكرت الشده 114 مرة ........ ذكر الصبر 114 مرة
ذكر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم 4 مرات ...ذكرت الشريعه 4 مرات
ذكر الرجل 24 مرة........ ذكرت المرأة 24 مرة

تونس تغلق المقاهي والمطاعم في نهار شهر رمضان
نقلت وسائل إعلام تونسية عن وزير الداخلية التونسي، لطفي براهم، أن الوزارة تطبق قرار إغلاق المقاهي خلال شهر رمضان، تفاديا لاستفزاز مشاعر المسلمين، ومنعا لردود فعل عنيفة أو متطرفة تؤثر على الأمن العام، أو تكون حجة لارتكاب أعمال إرهابية. وشدَّد براهم على سهر الوزارة على حماية مشاعر المسلمين من أي محاولات للمس بها، كما تحرص تماما على حماية مشاعر ومقدسات المسيحيين واليهود في تونس، ودعا الأقلية إلى احترام الأغلبية، ورأى وزير الداخلية أن إلغاء منشور غلق المقاهي خلال رمضان قد يمثل خطرا على الأمن العام، خصوصا أن هذا الشهر يعرف ارتفاعا في وتيرة التهديدات الإرهابية من مختلف التنظيمات التكفيرية. وتابع أن دور الدولة بحسب الدستور «حماية المقدسات ومنع النيل منها»، مشددا على احترام دستور 2014 وما ينص عليه في بنده الأول بأن تونس دولة حرة مستقلة ذات سيادة «الإسلام دينها»، وذلك في معرض رده على سؤال النائبة بالشيخ أحمد، المستقيلة من حزب آفاق تونس، التي طالبت بإلغاء المنشور المعروف باسم «منشور مزالي 1981» المتعلق بغلق المقاهي خلال رمضان.

فتاوى
أثر التضخم في النقود
أولاً: إن النقود الورقية تُعد فقها نقوداً اعتبارية فيها صفة الثمنية، وتجري فيها أحكام الربا، والزكاة، والسلم، ونحوها.
ثانياً: المبدأ العام هو أن العبرة في وفاء الديون بمثلها إذا كانت مثلية، وبالقيمة إن كانت قيمية.
ثالثاً: الأصل في الديون والقروض إذا كانت نقوداً ورقية أن يكون أداؤها بالمثل، ولكن في حالة انهيار العملة، أو التضخم الذي يؤدي إلى فقدان أكثر قيمتها تطبق الحلول الآتية
(1)توزيع الخسارة على الطرفين بناء على الأخذ بمبدأ وضع الجوائح إذا لم يكن المدين مماطلا وذلك بالفتوى أو بالصلح الواجب، أما إذا كان مماطلا فيجب عليه رد قيمة النقد يوم نشوء الدين.
(2)  التراضي بين الطرفين على أساس العدل هو الأصل العام، ومن الأفضل الرد بالأحسن لقوله صلى الله عليه وسلم: “إن خياركم أحسنكم قضاء ” رواه البخاري2305، ومسلم 1601. فإذا لم يرده بالأحسن فلا أقل من أن يرده بالقيمة لتبرأ ذمته مادام قادراً، وأما إن كان معسراً فعلى الدائن مراعاة حاله كما قال تعالى :” وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ.” سورة البقرة /279، حيث دل على رعاية قيمة رأس المال دون نقصان قال تعالى:” وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ  وَأَن تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (سورة البقرة/280)
(3)الأخذ بقيمة السلعة في العقود الواردة على الأعيان مثل البيع ونحوه
ويجوز أن يتفق الدائن والمدين يوم السداد – لا قبله – على أداء الدين بعملة مغايرة لعملة الدين إذا كان ذلك بسعر صرفها يوم السداد. وكذلك يجوز في الدين على أقساط بعملة معينة، الاتفاق يوم سداد أي قسط على أدائه كاملاً بعملة مغايرة بسعر صرفها في ذلك اليوم. ويشترط في جميع الأحوال أن لا يبقى في ذمة المدين شيء مما تمت عليه المصارفة في الذمة،
المجلس الأوروبي للإفتاء والبحوث

الصهيونية لن تنعم بالاستقرار بعد مئوية الاحتلال الأولى
إن الصفحة الأولى في فلسطين، تذكرنا بالمئوية الأولى لاحتلال الفرنسيين لأرضنا، وما تلاها، من تبجح وصلف، ولكن أين الفرنسيون، بعد كل هذا؟ لقد حكم القدر عليهم – كما قال إمامنا ابن باديس – بأنهم لم يتمكنوا باحتفال المئوية الثانية، تحت أي ظرف من الظروف. ونحن نستلهم من ابن باديس، مقولته الرائعة بأن الصهيونية لن تنعم بالاستقرار بعد المئوية الأولى، مهما مكن لها المتواطئون، ومهما وطّأ، لها أكتاف البيت، الزاحفون على البطون والذقون.

منظمة التعاون الإسلامي تسخر الرواية لمواجهة الإسلاموفوبيا والإرهاب
اعتمدت الدورة الحادية عشرة للجنة الدائمة للإعلام والشؤون الثقافية (الكومياك) المنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي، اليوم 15 مايو 2018، في العاصمة السنيغالية، داكار، خطة العمل بشأن تنفيذ الاستراتيجية الثقافية للمنظمة وذلك وضع آلية لتشجيع الرواية الناعمة لمكافحة الإرهاب من خلال خطة العمل المذكورة مع التركيز بشكل خاص على إنتاج الأدب والأفلام في ضوء ما يواجهه الإسلام والمسلمون من تشويه لصورتهم وتطاول عليهم عبر وسائل الإعلام المختلفة بقصد أو بجهل. وتفعيل الاستراتيجية الإعلامية للمنظمة للتصدي لظاهرة الإسلاموفوبيا، والاستراتيجية الإعلامية الشاملة للمنظمة حتى عام 2025. في إنتاج المحتوى والمواد التي تظهر الإسلام وقيمه السمحة بطريقة يمكن أن يستوعبها عقل المتلقي في الغرب للمساهمة في تصحيح الصورة النمطية المغلوطة عن الإسلام

الرجوع إلى الأعلى