إن في المجتمع فئات هشة وأخرى أكثر هشاشة لا يكتفي الإسلام بتشريع ضمانات وسن آليات لحفظ حقوقها المادية فحسب؛ بل يضمن كذلك حقوقها الأدبية المعنوية على مستوى المشاعر والأحاسيس والوجدان، ومن تلك الفئات فئة المسنين التي تصل مرحلة الضعف الإنساني مصداق قوله تعالى:" اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَة"ً  "الروم: 54"، ضعف لا يقويه الجانب المادي على أهميته بقدر ما تقويه الكلمة الطيبة والابتسامة والعطف والحنان، وفي الحديث: (ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا، ويأمر بالمعروف ويَنْهَ عن المنكر).
إعداد: د .عبد الرحمان خلفة
فالكبر بركة في الأصل لما جاء فيما روى أبو هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يتمنى أحدُكم الموتَ، ولا يدعو به من قبل أن يأتيه، إنه إذا مات أحدكم انقطع عمله، وإنه لا يزيد المؤمنَ عمرُه إلا خيرً) رواه مسلم؛ لذلك جعل الإسلام مجموعة حقوق للمسنين آباء كانوا أم إخوة في الدين ونظراء في الإنسانية؛ ومها: الإحسان إليهم في القول والفعل قال الله تعالى: (( وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23)) (الإسراء)، وإكرامهم  والتودد لهم وتقديمهم في مجالس الأحاديث والطعام وغيرها، والإصغاء إليهم وإبداء الحرص على الأخذ بنصائحهم، وبدئهم بالسلام، والعطف عليهم والسعي في قضاء حاجاتهم ومساعدتهم؛ ففي الحديث: (إن مِن إجلال الله: إكرامَ ذي الشيبة المسلم) والدعاء لهم، والتماس الدعاء منهم، والصبر عليهم، كما قال الله تعالى: (( وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا [الإسراء: 24] وغيرها من الحقوق التي يراعي بها المسلم ضعفهم
إن عدم توقير المسنين ضرب من الجحود والنكران والتطاول ينم عن نفس تجردت من القيم الإنسانية ومعاني الرحمة والشفقة والعطف؛ وأي أثر لإنسانية بقي في نفس من  يتجرأ على إهانة شيخ طاعن في السن أو سبه أو ضربه أو خدش كرامته أو تجاهله، ذلك أن موقفا كهذا ينم عن ضعف لا عن قوة؛ لأن القوة إنما تظهر وتقاس بقوة تقابلها لا بضعف يؤول إليه كل البشر مهما طالت أعمارهم؛ وعلى العكس من ذلك إنما يبدو قويا من ضعف أمام هيبة ذي شيبة وطأطأ رأسه في حضرة صاحب حكمة وخبرة زمن، ستكفي المسن ابتسامة صادقة من بني جلده وكلمة طيبة وتقديما في مجلس وتوقير تغنيه عن غيرها من الماديات؛ فلا معنى لإطعام شيخ طاعن في السن وإهانته؛ لأن الخبز حينها يغدو لقمة مرة لا تستساغ، ففي أرذل العمر لا يحتاج المرء للسكر والملح ليحسن طعم الأكل بل يحتاج للكرامة فهي المادة الدسمة التي تضفي على طعامه حلاوة وعلى حياته سعادة .                  ع/خ

15 % من المسنين في العالم يعيشون في دول منظمة التعاون الإسلامي بحلول 2030
أوضحت تقارير نشرها مركز الأبحاث الإحصائية والاقتصادية والاجتماعية والتدريب للدول الإسلامية «سيسرك»، مرتكزاً على تقارير أممية، وأطلع عليها اتحاد وكالات انباء دول منظمة التعاون الإسلامي (يونا)،  أن نسبة البالغين من العمر 60 سنة وأكثر في بلدان المنظمة ارتفعت من 5,7 في المئة عام 1990م إلى 6,7 في المئة عام 2015م. خلال ذات الفترة ارتفعت حصة السكان البالغين من العمر 60 عاما وأكثر من 8 في المئة إلى 11,7 في المئة في البلدان النامية غير الأعضاء في المنظمة، ومن 17,4 في المئة إلى 24 في المئة في البلدان المتقدمة، وهذا يشير إلى أن وتيرة الشيخوخة في بلدان المنظمة بين عامي 1990 و2015 قد اتسمت بالبطء بالمقارنة مع البلدان الأخرى، إلا أنه من المتوقع أن تصل هذه الوتيرة  إلى 9,3 في المئة.وتشير التقديرات إلى أنه بحلول 2030م سيكون 15 في المئة من المسنين في العالم يعيشون في بلدان المنظمة.ووفقاً للتقارير، حصة المسنين من مجموع السكان غير متجانسة على صعيد الدول الأعضاء في المنظمة، ففي عام 2015، شملت دول المنظمة ذات أدنى حصة من السكان البالغين من العمر 60 عام وأكثر دولاً من آسيا والمنطقتين العربية والأفريقية، وبحلول 2030 ستكون جميع هذه الدول من الدول الإفريقية جنوب الصحراء وتكون مرتبة وفق ما يلي: أوغندا، مالي، تشاد، النيجر، بوركينا فاسو، الصومال، غامبيا، سيراليون، نيجيريا، وموزمبيق.

الدول الإسلامية  تنفق 2.26 % فقط من ناتجها المحلي في معاشات التقاعد
سجل معدل الإنفاق على المعاشات التقاعدية كحصة من الناتج المحلي في دول منظمة التعاون الإسلامي خلال الفترة (2006 ـ 2016) مستوىً يقل بكثير عن الإنفاق المعتمد في الدول غير الأعضاء في المنظمة. ووفق تقرير نشره مركز الأبحاث الإحصائية والاقتصادية والاجتماعية والتدريب للدول الإسلامية (سيسرك)، وأطلع عليه اتحاد وكالات أنباء دول منظمة التعاون الإسلامي بلغت نسبة ذلك في دول المنظمة 2,26 في المئة، بينما بلغ في البلدان المتقدمة 7,7 في المئة والبلدان النامية غير الأعضاء في المنظمة 3,2 في المئة. وأشار التقرير إلى أن بعض دول المنظمة عملت في العقد الأول من القرن الـ21 على رفع تغطية المعاشات التقاعدية لكبار السن لتحسين ظروف معيشتهم، ومن تلك الدول تركيا وتونس.

مواقف جزائرية
شيخ الأزهر الجزائري محمد الخضر حسين الذي استقال رافضا الدنيا مقابل الدين
سجل التاريخ للشيخ محمد الخضر حسين -رحمه الله- الجزائري الطولقي (بسكرة) مواقف بطولية في الجهر بالحق ورفض المساومة على المبادئ، ومنها لما قامت الحرب الطرابلسية بين الدولة العثمانية وإيطاليا؛ وقف محمد الخضر إلى جانب دولة الخلافة، ودعا الناس إلى مساندتها، وحين حاولت الحكومة ضمه إلى العمل في محكمة فرنسية رفض الاشتراك فيها، واضطر الشيخ محمد الخضر الحسين إلى مغادرة البلاد سنة (1329هـ - 1910م)، واتجه إلى إستانبول في رحلة طويلة استقرت به في نهاية مطافها في القاهرة، مدينة الأزهر. امتحن وأعطيت له شهادة العالمية من الأزهر، وفي مصر كانت له صولات دفاعا عن الشريعة في وجه بعض المثقفين، ومنهم علي عبد الرزاق الذي أصدر كتاب (الإسلام وأصول الحكم) فرد عليه الشيخ محمد الخضر حسين بكتابه: (نقض كتاب الإسلام وأصول الحكم) كما رد على طه حسين  الذي ألف كتابه (في الشعر الجاهلي؛ لكن الموقف الأشهر له استقالته من رئاسة الأزهر الشريف؛ حيث اختير شيخًا للأزهر في (26 ذي الحجة 1371هـ - 16 سبتمبر 1952م)، وسعى في إصلاح الأزهر ثابتًا وقال: «إن الأزهر أمانة قي عنقي، أسلمها حين أسلمها موفورة كاملة، وإذا لم يتأتَّ أن يحصل للأزهر مزيد من الازدهار على يدي؛ فلا أقل من أن لا يحصل له نقص». وما إن تولى مشيخة الأزهر كتب استقالة غير مؤرَّخة من صورتين، احتفظ بإحداهما في مكتبه، وأعطى الأخرى للشيخ بسيوني مدير مكتبه، وقال له: «إذا رأيتني ضعيفًا في موقف من المواقف فابعث بالصورة التي معك إلى المسؤولين نيابةً عني، وهذه مسؤوليتك أمام الله؛ وقد جسد الاستقالة فعليا في (2 جمادى الأولى 1372هـ - 7 يناير 1954م . اعتراضا على اندماج القضاء الشرعي في القضاء الأهلي، وكان يقول بأن العكس هو الصحيح، فالذي يجب هو اندماج القضاء الأهلي في القضاء الشرعي؛ لأن الشريعة الإسلامية ينبغي أن تكون المصدر الأساسي للتشريع». وفي ذات يوم استدعاه وزير من وزراء الدولة، فأبى، وقال: «لا يملك دعوتي إلى مكتبه إلا رئيس الدولة»، فذهب إليه الوزير المذكور في اليوم التالي معتذرًا. ولما جاء وفد من الرئيس يساومه على دينه؛ وليصنف بعض الجماعات في صنف الخوارج فأجابه قائلاً: «لقد عشت خادما لديني لا مستخدما له؛ قل للرئيس يكفيني من دنياكم كسرة خبز وكوب لبن، وقد ضمنها الله لي، وهذه استقالتي تحت تصرفكم».

فتاوى
ما حكم تذوق الطعام أثناء الطبخ، مع أنني أجد ريقا شديدا أثناء هذا التذوق؟
تذوق الطعام أثناء  الطبخ في نهار رمضان من الأمور المعفو عنها ولكن لا يبتلع شيئا وصومه صحيح ولا قضاء عليه.
هل إبرة التطعيم (ضد التهاب الكبد الفيروسي ب ) يفطر الصائم خلال رمضان؟
إن كانت هذه الإبرة بمثابة مغذي للجسم فهي تعتبر مفطرة، فإذا استطاع أن يحقن بها جسمه في غير نهار رمضان فليفعل وإن أوجب عليه الطبيب تناولها في نهار رمضان، فليفطر وعليه القضاء. أما إذا لم تكن هذه الإبرة مغذية بمثابة تخفيف للألم أو إزالته فهي غير مفطرة وصيامه صحيح.
هل استعمال زيت الشعر يفطر في شهر رمضان أم لا ؟
  الزيوت التي تستعمل للشعر بجميع أنواعها لترطيب الشعر لا تفطر ولا تفسد الصيام ولو أحس بذوقها ..
-أنا أستعمل مزيل الروائح (déodorant,stick ) مع العلم أنها تحوي نسبة من الكحول، فهل صومي صحيح؟
إذا كان هذا المحلول لا يصل طعمه (ذوق) إلى الحلق فلا حرج في ذلك و الصيام إن شاء الله صحيح .
موقع وزارة الشؤون الدينية

شيّده جزائريون منذ 1078 سنة
 الأزهر يحتفل بذكرى تأسيسه
أقام الأزهر الشريف احتفالاً نهاية الأسبوع الماضي، نقلته وسائل إعلام وحضره فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وعدد من كبار العلماء والمسئولين وقيادات الأزهر، بمناسبة مرور 1078 عاما هجريا على تأسيس الجامع الأزهر الشريف، التي توافق السابع من شهر رمضان المبارك من كل عام.وعقد على هامش الاحتفال عدد من الفعاليات، تضمنت: حلقات تعريفية بيوم افتتاح الجامع الأزهر وإقامة أول صلاة جمعة فيه، وجولة سياحية داخل الجامع الأزهر، وإقامة ركن خاص بعام القدس 2018، وآخر للمواهب الأزهرية الشابة، وثالث للأطفال، إضافة إلى حفل إفطار جماعي.يذكر أن الجامع الأزهر يعد من أقدَمِ المساجد التي تمَّ إنشاؤها في القاهرة (361هـ/972م)، ليكون جامعًا وجامعة تدرس فيه مختلف العلوم والمعارف، وبلغ عدد العلماء الذين تولَّوا إمامته منذُ تأسيسه حتى الآن 48 شيخًا، وقد بنته سواعد الجزائريين من قبائل كتامة الذين دخلوا مصر مع الدولة الفاطمية فشيدوا قاهرة المعز وجامعها الأزهر.

الرجوع إلى الأعلى