يكشف، الممثل والمخرج التلفزيوني إدريس بن شرنين، عن عدم تلقيه لأي تبليغ من العدالة، بمقاضاة العمل التلفزيوني  (بوقاطو) الذي يتولى إخراجه ويعرض في الشبكة البرامجية لإحدى القنوات الخاصة طيلة الشهر الفضيل، بعدما أثار الاتحاد الوطني لمنظمات المحامين جدلا واسعا بخصوص السلسلة وأصدر بيانا كشف فيه عن مباشرة الاجراءات القانونية لمتابعته قضائيا بحجة الإساءة إلى المحامين والمهنة، كما تحدث عن تحضيره لعمل يتولى فيه مهمة البطولة والإخراج وأسرار أخرى عن العمل تجدونها في هذا الحوار.
حاوره: عثمان /ب
.  أنت ممثل ومخرج مسرحي ومساعد مخرج في الأعمال التلفزيونية، والآن توجهت لتجربة الاخراج في سلسلة بوقاطو، كيف كانت التجربة و من أين أتت الفكرة لتحويلها إلى عمل تلفزيوني ؟
الفكرة جاءت باقتراح من إدارة شركة الإنتاج، فهي من طرحت الفكرة و قامت بإثرائها، كما سبق لي أن اشتغلت مع نفس الشركة في إخراج الومضات الإشهارية، ما منحهم فكرة عن قدراتي وطريقة عملي في الاخراج التلفزيوني، و هو ما يمكن القول أنه كان محفزا  لهم للوثوق بي والاتصال بي لإخراج سلسلة «بوقاطو»، بمعنى أنني انضممت إلى فريق العمل بعد إتمام جميع الترتيبات وتهيئة الأرضية للانطلاق في التصوير والعمل .
السيناريو عدل في ورشة مشكلة من مجموعة من الشباب
حاولت في البداية الاشتغال على تعديل السيناريو و إدخال الحوار في السلسلة، لكن الوقت كان ضيقا، و عانينا من ضغط رهيب في البداية، ما جعلنا نوازن بين تعديل السيناريو و تصوير الحلقات الجاهزة في نفس الوقت، وقبلها قمنا بتغيير عنوان السلسلة، من (حقو حقو) إلى ( بوقاطو)، و كما هو معلوم فإن فكرة العمل كانت عبارة عن حكايات من تأليف بطل السلسلة عبد الحق زرقان ( حقو)، و تبلورت في ورشة مشتركة مشكلة من مجموعة من الشباب، فزيادة على ما سبق ذكره شارك في كتابة السيناريو كل من خالد عزالدين و مصطفى بونيف وهشام سكوم.
نعم في كل حلقة حكاية و لكن صيغة الكتابة في الأول، كانت عبارة عن سرد لوقائع و حكايات، تفتقد لتقنية كتابة السيناريو، ما حتم علينا إجراء تعديلات على النص و إثرائه بالحوار ليسهل تحويله إلى عمل تلفزيوني، و من ذلك تسهيل المهمة على الممثلين في أداء أدوارهم، وهذا ما أخذ منا الكثير من الوقت في التعديل والاضافة ليصبح النص قابلا للتجسيد في عمل تلفزيوني.
.على ذكركم للنص، أثير الكثير من الجدل حول هذا العمل، بعدما أصدر اتحاد المحامين بيانا كشف فيه عن نيته رفع دعوى قضائية في حقكم، كيف استقبلتم هذه الانتقادات ؟
 الحكاية بدأت قبل عرض العمل، والانتقاد وجه من منطلق رفض التطرق للمهنة والمحامين من الأساس، والشكوك التي حامت حينها  كانت حول  امكانية  أن تكون السلسلة موجهة للسخرية والتقليل من شأن مهنة المحاماة والإساءة لها، و بعد عرض العمل انطفأت هاته الانتقادات، ربما بعد مشاهدتهم للحلقات الأولى تغيرت فكرتهم عن العمل، وتراجعوا عن التقييم الأولي الذي غلبت عليه الأحكام المسبقة، إذ لا يعقل أن يقيم أي عمل قبل عرضه.
عمليات التركيب تتم بالتوازي مع عرض الحلقات
.هل هذا يعني أنه لم يتم تبليغكم بأي دعوى أو متابعة قضائية لحد الأن ؟
لحد الآن لا توجد على الاطلاق، و ليست لدي أي معلومة وما قدمناه ليس عملا إجراميا حتى  نتابع عليه قضائيا، بل يدخل في مجال الإبداع الفني، وقد اخترنا من بين الشخصيات التي تدور حولها أحداث السلسلة شخصية محام جديد في المهنة، بعقليته أي الجوانب المتعلقة بالشخص والإنسان و ليس المهنة، ويثير السيناريو نقطة توارثه لهذه المهنة من والده، و حكايات تركز على يومياته، وعرضنا الكثير من اللقطات والمشاهد التي لا يمكن أن تعمم تلك الشخصية على جميع المحامين، بمعنى التطرق ليومياته هو بالذات، وليس لواقع مهنة المحاماة.
ثم   الإبداع يشمل جميع الفئات العمالية شرط توفر الاحترام وعدم المساس بشرف الآخرين، فالمحامي مثل الطبيب والمهندس و الشرطي و هو فرد من المجتمع الذي يمكن أن تتناوله كوميديا، وهذه  الحالة  الشخصية  لا تحاكي المهنة وواقعها   بل هي شخصية خيالية، ولا نقصد أبدا الإساءة للمهنة بل بالعكس نحترمها، كما نحترم المهن الأخرى.
.من التمثيل إلى الاخراج المسرحي وبعدها التلفزيوني،  أين تجد نفسك وهل كانت تجربة الاخراج التلفزيوني سهلة مقارنة بباقي التجارب؟
أعتقد أن أصعب تجربة هي تجربة الاخراج المسرحي، لأن الفضاء محدود لتجسيد الدور أو النص وتحويله إلى صورة أو حكاية متحركة تعرض في علبة مغلقة، كما أنه مرتبط بشكل مباشر بعاملي الوقت والجمهور والتفاعلية، فأي خطأ أو تقصير في تأدية الدور سيبرز إلى العيان، و من الصعب تداركه أو تصويبه،  أما الاخراج التلفزيوني فقد كان تخصصي من قبل بالمعهد العالي لفنون العرض و السمعي البصري ببرج الكيفان، أين تخصصت في دراسة السينما وكنت مهتما بالأفلام القصيرة والفيديو كليب الغنائي، كما كنت حريصا على التكوين والاشتغال على التمثيل في المسرح بالموازاة مع ذلك، و حتى خلال تخرجي و دراستي تخصصت في مجال مساعد المخرج، و سبق لي وأن خضت تجارب أعتبرها مفيدة، كمساعد مخرج في سلسلة «طيموشة» مع المخرج يحيى مزاحم، الذي تعلمت منه الكثير وهو من اقترحني لشركة الإنتاج كمخرج لهذه السلسلة، و شاركت أيضا في مسلسل «الدشرة» مع المخرج وليد بوشباح بمهمة مساعد مخرج، لكن اهتمامي الكبير منذ دخولي المعهد و قبلها كان منصبا على التمثيل وأنا ممثل في الأساس، لذا حاولت تعلم الاخراج لكي أقوم بإخراج مسلسل أو عمل سينمائي من بطولتي في التمثيل، و هذا هو هدفي الذي لن أتراجع عنه .
لم نقصد إهانة مهنة المحاماة ولم نتلق أي تبليغ من العدالة
.هل تحضر لعمل تجسد به هذا المشروع والطموح؟
سأعمل كل ما بوسعي لتجسيده، و أعلم أن المهمة لن تكون سهلة لكنها ليست مستحيلة، وبالعودة إلى بداياتي الأولى، لم يكن ولوج عالم الفن والتمثيل سهلا، فعندما تجد نفسك في ولاية داخلية، فمن المؤكد أن حظوظ المشاركة في الأعمال التلفزيونية ستقل وتكون جد محدودة، إن لم تبادر بالبحث عن فرص عمل و بالأخص في العاصمة و هذا ما دفعني إلى التنقل إليها من أجل الدراسة، و بعدها شاركت في عدد من الأعمال والآن الحمد لله بدأت التجربة الأولى في الاخراج لمسلسل تلفزيوني.
. اعتمدتم في هذه السلسلة  على التزاوج بين جيلين من الممثلين، وإعطاء الفرصة لوجوه  شابة من ولايات مختلفة للمشاركة في العمل، هل كان لذلك تأثير على العمل؟
أكيد، حتى في الجانب التقني للعمل، أعتمد في العمل على التزاوج بين جيلين فمدير التصوير من أقدم المختصين في الجزائر استفدنا كثيرا من تجربته في الصورة،  كان توازنا مفيدا بين الأجيال،  وتنويعا في الأداء، و يمكن التأكيد أيضا على أن مشروع العمل كان بفضل مجموعة شباب وهم أصحاب الفكرة وجسدوها بالتعاون والاستفادة من تجربة بشير بن سلام و العقباوي في كتابة السيناريو و الحوار والحبكة.
توجهت إلى الإخراج لأنجز عملا  من بطولتي
.يتواصل العمل على   السلسلة  طيلة شهر رمضان بالموازاة مع عرضها ، فكيف توفق بين العمل والتزاماتك العائلية ؟
الجديد هذا العام، أنني دخلت تجربة حياتية مختلفة، إذ يعد هذا أول رمضان وأنا  متزوج، والحمد لله فالتوفيق بين العمل و  العائلة في رمضان يعود إلى شريك  الحياة،   فالزوجة متفهمة و تتحمل خروجي في أي وقت، خاصة و أني أعكف يوميا على إتمام الحلقات وأقضي جل الوقت في المونتاج والتركيب، وفي بعض الأحيان أعود إلى العمل لأجل خلل تقني بسيط بعد العودة إلى المنزل لأخذ قسط من الراحة، نعمل ضد الوقت لإتمام جميع الحلقات، و بدأ الضغط يتلاشى خلال الأسبوعين الاخيرين، في حين واجهنا صعوبات كبيرة في الأسبوع الأول من شهر رمضان، أين كنا نقضي ساعات في اتمام التصوير وتصميم المشاهد، و نعكف على ضمان تركيب الحلقات لعرضها في اليوم الموالي، في بعض الأحيان لا نعود إلى المنزل إلا بعد التاسعة صباحا، و ما أريد قوله أنني تعودت على ضغط العمل من مشاركتي في سلسلة «طيموشة» مع المخرج يحيى مزاحم الذي تعلمت الكثير منه، كيفية تصميم المشاهد وتسيير الوقت والتعامل مع ضغط العمل، و حتى تجربتي في المسرح تعلمت منها الكثير من حيث الشخصية وضبط النفس .
ع/ ب

الرجوع إلى الأعلى