الكوميديا تغلب على الأعمال الرمضانية الجزائرية
تغلب الكوميديا على الشبكة البرامجية لمختلف القنوات التلفزيونية الجزائرية و العربية، رغم بروز أعمال درامية ضخمة تسيطر على المشهد العام، فيما تتواصل حصص الكاميرا الخفية “الشرسة “التي لم يستحسنها جل المتتبعين.
برامج جديدة بالجملة، إنزال قوي عبر مختلف القنوات التلفزيونية الوطنية منها و العربية، التي تتسابق منذ أول أيام رمضان على عرض أعمالها الجديدة من أجل استقطاب المشاهدين، عبر انتقاء أوقات العرض المميزة و تتركز أغلبها بين فترة ما قبل الإفطار بقليل، و طيلة السهرة.
«النار الباردة» مفاجأة التلفزة الوطنية
التلفزيون الجزائري يبث هذا الموسم مجموعة من الأعمال تتميز بالجودة في مجملها، و الجديد في مضمونها الذي مزج بين الفكاهة و الأصالة الجزائرية، وكذا التكنولوجيا الحديثة في مجال الصورة و المونتاج، ما رفع من مستوى الأعمال المعروضة ، كما علق متتبعون عبر مختلف مواقع التواصل الاجتماعي و يوتيوب.
و تميزت السلسلة الفكاهية  “ميسي” الجديد من خلال قصة شابة قادمة من ريف الجلفة إلى العاصمة بالاعتماد على تقنيات تصوير عالية و مبهرة، أما مسلسل “النار الباردة “ للمخرج فريد من موسى الذي يوصف بالضخم و تعرضه القناة الجزائرية الثالثة بعد الإفطار، فقد قدم شيفرات حول قصته الأصلية خلال الحلقة الأولى، ما يجبر المشاهد على متابعة باقي الحلقات التي بدت مشابهة للدراما التركية بشكل كبير، من حيث الإخراج، التصوير، الأداء و حتى الديكور.
بيونة تعود من «باب الدشرة»
شهدت الأعمال الرمضانية في هذا الموسم، عودة الفنانة بيونة التي غابت طويلا عن جمهورها، حيث تطل عليهم مجددا عبر دور رئيسي في السلسلة الفكاهية “باب الدشرة”، التي تتقاسم فيها دور البطولة مع الفكاهي صالح أقروت و ثلة من الممثلين الشباب، فيما يجمع مسلسل “بوقرون” مجموعة كبيرة من الفنانين كحميد عاشوري، فريدة كريم و ريم غزالي، كاتبة و مخرجة العمل، في كوميديا خيالية ضخمة.
تواصل حصص الكاميرا الخفية التي تعرضها مختلف القنوات الوطنية و العربية، أسلوب الاستفزاز و الاستهانة بمشاعر الضحايا، ما جعل الكثير من رواد مواقع التواصل الاجتماعي ينتقدونها بحدة و يرفضون أسلوبها، خاصة الكاميرا الخفية للفنان المصري رامز جلال، و الذي يطل هذا العام دائما عبر شاشة “أم بي سي” بحصة “رامز تحت الصفر”، و يصطاد ضحاياه هذا الموسم من موسكو مقر كأس العالم، ليعرضهم لاعتداءات مفبركة من طرف نمر و دب في قلب الثلج و البرد.
وقد شكك مشاهدون ، كما جاء في تعليقاتهم على بعض مقاطع الفيديو على يويتيوب، في مصداقية العمل، و قالوا بأنه مفبرك و مجرد تمثيل، مستندين في ذلك إلى جملة من الأخطاء التي وردت عبر مختلف المشاهد التي تم عرضها، كما اجتمعت مقالب القنوات الجزائرية حول خصوصيات بعض الضحايا، ما اعتبره متتبعون خدشا للحياء، و وصفه آخرون بأنه خارج عن تقاليد الجزائريين و يمس بقدسية الشهر.
إ.زياري

منظم المهرجان الدولي للكسكسي الماستر شيف سعدون سليمان للنصر
عدم استثمار موروثنا الثقافي في مجال السياحة حرمنا من بلوغ العالمية
 كشف الماستر شيف سعدون سليمان، المنظم الرئيسي للمهرجان الدولي للكسكسي الذي احتضنته الجزائر نهاية الأسبوع الماضي، أن التظاهرة و منذ يومها الأول، جاءت بثمارها، إذ تلقت لجنة التنظيم اتصالات عكست اهتمام كبار الطهاة الماهرين من مختلف دول العالم، بالموروث الجزائري و اعتبر عدم استثماره في السياحة بالشكل المناسب، سبب تأخر وصوله إلى العالمية، في حوار خص به النصر.
. النصر: هل يمكنك التعريف بأنفسكم في كلمات؟
ـ الماستر شاف سعدون سليمان : أنا الماستر شيف سعدون سليمان، أحمل رتبة شيف تنفيذي متخصص في الفندقة، مثلت الجزائر في عدة منافسات دولية، و تمكنت خلالها من حصد مراكز متقدمة، نافست فيها الأجانب بلمسة جزائرية أبهرتهم و كشفت عن ثراء المطبخ الجزائري.
. مهرجان دولي للكسكسي فكرة جديدة، من أين نبعت و لماذا؟
ـ فعلا هي فكرة جديدة من حيث التجسيد، لكنها ليست كذلك من حيث التخطيط، فلطالما حلمت بإخراج الكسكسي الجزائري من المحلية إلى العالمية، فعملت على ذلك و حاولت جمع أكبر عدد ممكن من الطهاة العالميين، للمشاركة في تظاهرة تليق بحجم الطبق الذي وصل فعلا من بوابات أخرى إلى العالمية، فثراء الموروث الجزائري الذي يحصي 111 نوعا من الكسكسي، يعد كنزا يجب استثماره عبر التعريف به عالميا.
. لماذا نسمع على الصعيد الدولي عن الكسكسي التونسي و المغربي، و لا نجد أثرا للجزائري ، رغم أن الاكتشافات الأثرية تشير إلى أن أٌقدم كسكسي عثر عليه بالجزائر؟
ـ أولا أريد توضيح بعض اللبس ، إن طبق الكسكسي خاص بسكان المغرب العربي جميعا ، على اعتبار أن المنطقة كانت مفتوحة لا تفصلها حدود، و أطباق الطعام كانت شبه موحدة، رغم أن روايات تقول بأن أقدم طبق كسكسي عثر عليه بتيارت، أما بالنسبة لنشر الخصوصية في تحضيره عالميا، فهي واقع، فالتوانسة و المغاربة عرفوا كيف يقومون بذلك، عندما وضعوا الثقة في طباخين محترفين نجحوا في مهمتهم، فيما لم يتمكن الجزائريون من ذلك.
. ما السبب في رأيكم؟
ـ يمكنني القول بأننا في الجزائر نعاني من مشكل “شيف” حقيقي و آخر غير حقيقي، حيث أن كل واحد يجيد الطبخ اليوم يصف نفسه بالشيف، مع أن الرتبة تتطلب مهارات معينة، و هو ما أثر على تأخر وصول الكسكسي الجزائري إلى العالمية، علينا منح الفرصة للشيف الحقيقي للقيام بذلك، كما يمكننا القول بأن لعدم استثمار الموروث الثقافي في مجال السياحة تأثير مباشر، حيث أن الطبخ الجزائري التقليدي لا يزال غائبا على مستوى الفنادق و المطابخ الكبرى، بالرغم من أن أول ما يبحث عنه السائح في أي بلد،  هو الطعام الخاص به، و هذا ما لا نجده عندنا بفعل غياب تنوع الطعام التقليدي بهذه الأمكنة.
. ماذا أضاف المهرجان في طبعته الأولى للمطبخ الجزائري؟
 يمكنني القول بأن المهرجان و من أول يومين، أتى بنتائج أعتبرها جد إيجابية، فبعد أن أرسل رئيس لجنة التحكيم و هو ماستر شيف تركي بتقارير إلى منظمات أجنبية، فتحت الأبواب أمام الكسكسي الجزائري الذي وصل بهذا المهرجان فعلا إلى العالمية، و انبهر به أكبر الطهاة و بثراء المطبخ الجزائري، و هذا ما من شأنه أن يفتح الأبواب أمام تظاهرات أخرى و عمل إضافي يرقى بالموروث المحلي إلى مراتب أعلى.
. كلمة أخيرة
أشكر كل من ساهم في إنجاح التظاهرة، و أعد بطبعات جديدة و عمل إضافي نتحدى من خلاله لنقول لعالم بأننا هاهنا و بأننا نملك كفاءات تمكنت من منافسة أشهر الطهاة العالميين بكل ثقة.
حاورته إ.زياري

 

الرجوع إلى الأعلى