أخيرا أذعن الطرف الفرنسي و وقّع على بروتوكول اتفاق لإقامة مصنع « بوجو» للسيارات السياحية بالجزائر، بعد سنوات طوال من المدّ و الجزر عمل فيها على إملاء شروط مجحفة و ممارسة الاعجاز التجاري الذي لم يقبله الطرف الجزائري عن قناعة راسخة تستند على القاعدة الذهبية "رابح - رابح " في عالم الشراكة و الاستثمار.
و قد تأخر مشروع « بوجو» بسنوات عن مشروع « رونو» الذي دخل الخدمة، و هو ينتج العلامة الفرنسية الأولى كغيره من العلامات الآسيوية و الأوروبية التي حجزت مكانا لها في السوق الجزائري و هي تعمل تدريجيا على إقامة صناعة مدمجة للسيارات بنسب متفاوتة ببلادنا.
و قد اعترف الطرف الفرنسي ضمنيا بخطئه عندما نزل سويّا وزيران إلى الجزائر ، أين أقرّ وزير الاقتصاد و المالية بتأخر بلاده في تسوية و تجسيد هذا المشروع.
و في ما يشبه الشعور بالندم قال الوزير الفرنسي المقرب من الرئيس ماكرون، أن العلاقة الاقتصادية بين الجزائر و فرنسا لم تعرف تقدما كبيرا خلال السنوات الأخيرة.
و هي معاينة مؤلمة تعاكس رؤية العلاقة الإستراتيجية و التاريخية بين البلدين و تتناقض كلية مع طبيعة الخطاب السياسي و الدبلوماسي الواعد و المتبادل بين المسؤولين على أعلى مستوى في المناسبات.
و واضح أن الطرف الفرنسي هو الذي أخل بالتزاماته نحو ترقية العلاقات الاقتصادية و تطوير مختلف مجالات التعاون و الشراكة على أسس اقتصادية و تجارية تأخذ بعين الاعتبار مصلحة البلدين و الشعبين.
و فيما يبدو أنه محاولة لتدارك الموقف و الانطلاق على نفس الخط مع شركاء أجانب يشكلون منافسة شرسة، أعرب الوزير الفرنسي عن عزم بلاده على تحقيق « طموح جديد و ملموس».
و في نفس السياق الذي يحرك الطرف الفرنسي، أوضح أن الاتفاقيات الثلاث الجديدة التي وقعت يوم الأحد الماضي بين البلدين تعتبر « إشارة ملموسة » عن عزيمة في التقدم على أساس مشاريع حقيقية، و مؤكدا أن « التصريحات الهامة مفيدة لكن القرارات الملموسة أفضل لإحراز تقدم في العلاقة الاقتصادية ».
الطرف الفرنسي ربط صراحة بين قيام مشاريع اقتصادية ناجحة، و منها مشروع "بوجو" الجزائر، و وجود إرادة سياسية، و وعد باعتماد طريقة عمل جديدة من أجل تسريع التنمية الاقتصادية و تسوية المشاكل التقنية في تجسيد المشاريع.
و واضح موقع الإرادة السياسية على الضفة الأخرى من المتوسط و التي تتميز بمواقف متقلبة و خرجات غير منتظرة، فلمّا يتعلق الأمر بإقامة علاقات شراكة استراتيجية مع الجزائر تستيقظ الخلفية الاستعمارية لدى غالبية المسؤولين الفرنسيين و خاصة السياسيين الذين لا يفرقون و لا يفصلون بين الملفات التاريخية و الاقتصادية و الدبلوماسية.
و الحقيقة أن الطرف الفرنسي كان دوما يعتبر نفسه شريكا مفضلا و فوق العادة على مدار نصف قرن من استقلال الجزائر، و هو ما يدفعه كل مرّة إلى اعتماد أساليب بالية لم تعد مجدية لنسج شراكة اقتصادية طويلة الأمد.
و إلى حد الآن لم يفهم الجزائريون الذين يفضلون السيارة الفرنسية عن غيرها، سبب تأخر الصانع الفرنسي عن إقامة مصانع حقيقية في الجزائر إلى هذا الوقت؟.
و في انتظار زيارة « الصديق ماكرون» بداية العام القادم، تأمل الجزائر أن يرتقي الطرف الفرنسي إلى مرتبة باقي الشركاء الآسيويين و الأوروبيين و الأمريكيين الذين قطعوا أشواطا معتبرة في إقامة مشاريع شراكة حقيقية و ملموسة و منها صناعة السيارات التي أصبحت تشبه مصانع البسكويت و الشكولاطة من فرط التكنولوجيا المستعملة.
النصر
إذعــان فرنســـي
-
فرنسا: الجمعية الوطنية تصادق على مقترح لائحة تدين مجازر 17 أكتوبر 1961
الجمعية الوطنية الفرنسية، اليوم الخميس، على مقترح لائحة "تدين القمع الدموي والإجرامي الذي مورس على الجزائريين تحت سلطة محافظ...
القرض الشعبي الجزائري يطلق صيغة "القرض الحسن حاجي" لفائدة الحجاج
أعلن القرض الشعبي الجزائري، اليوم الخميس في بيان له، عن إطلاق صيغة "القرض الحسن حاجي"، وهو قرض دون فوائد، يمكن أي يصل...
عيد الفطر: فتح معظم مكاتب بريد الجزائر ليلا ابتداء من الأحد
أعلنت مؤسسة "بريد الجزائر"، اليوم الخميس في بيان لها، عن فتح معظم مكاتبها ليلا ابتداء من الأحد المقبل، وذلك تحسبا لعيد الفطر...
قسنطينة: أزيد من 30 مليار لتزويد سكان مناطق الظل بالكهرباء
تواصل سونلغاز قسنطينة عملية تزويد الكهرباء لمناطق الظل، وذلك بحسب ما أعلنت عنه مديرية التوزيع في بيان لها اليوم...
1
-
بسبب رياح قوية: قتيـلان وتسجيـل أضـرار بالزراعـات المحميـة ببسكـرة
تسببت الرياح العاتية التي شهدتها بسكرة، ليلة أول أمس، في وفاة شابين في العقد الثاني من العمر وإصابة آخر بجروح بليغة،...
الوادي: سقـــــوط 20 عمـودا كهربائيـا وغلـق طــرقـات
أسقطت الرياح التي عرفتها ولاية الوادي خلال 48 ساعة الأخيرة، وفاقت سرعتها 80 كلم في الساعة، أزيد من 20 عمودا كهربائيا وأحدثت...
تبسة: الإعلان عن قائمة 1054 سكنا اجتماعيا
أعلنت مصالح دائرة تبسة، أمس الأربعاء، عن قائمة المرشحين للاستفادة من حصة 1054 وحدة سكنية. وأكدت ذات المصالح، أن...
قبل لحظات من تسويق الكمية بسوق بومزو بقسنطينة: إتـــلاف قنطــــار من بقايـــا الدجـــاج غيـــر الصالــح للاستهــلاك
وقفت لجنة الصحة والنظافة وحماية البيئية ببلدية قسنطينة، في خرجة رقابية بسوق بومزو، على عدم احترام أغلبية المحلات...
1