تسجيل إصابة 1523 شخص بمرض فقر الدم الوراثي بولاية الطارف
كشف رئيس أطباء طب الأطفال بمستشفى بوزيد عمر بالقالة، بولاية الطارف ،الدكتور بوطرفة نورالدين عن إحصاء 1423 حالة إصابة بمرض فقر الدم الوراثي على مستوى الولاية ،75 بالمائة منها تتعلق  بالذكور ، وهذا حسب البحث الذي قام به و هو الأول من نوعه في الجزائر، من خلال متابعة الحالات التي تم تشخيصها بالمصالح الاستشفائية   وخلال إجراء عملية الفحص الدوري الخاصة بالمتمدرسين في إطار برنامج الصحة المدرسية.
 الدكتور أوضح خلال ملتقى دولي حول مرض الطالسيميا نظمته في نهاية الأسبوع المؤسسة الاستشفائية بوزيد عمر بمنتجع طونقة الطبيعي، بحضور ممثل منظمة الصحة العالمية و ممثل الفيدرالية الدولية للطالسيميا إلى جانب أطباء باحثين و خبراء من داخل و خارج البلاد بأنه اكتشف تزايد انتشار هذا المرض  على نطاق واسع بالمنطقة ، خاصة ببلديات بوثلجة ، بالريحان  ، بحيرة الطيور ، و عاصمة الولاية و كذا بمناطق الشريط الحدودي ، حيث تأتي الطارف في المرتبة الأولى بتسجيل 744  حالة ، القالة  344 حالة ، الذرعان 228 حالة و بوحجار 107حالة ،في الوقت الذي تم التكفل بمعالجة 930 مصابا بالمصالح الاستشفائية، ما يمثل نسبة 75.29 بالمائة  من مجموع المرضى ،مع وضعهم تحت برنامج وقائي وصحي مكثف.
 الطبيب شرح بأن من بين الأسباب الرئيسية للإصابة بمرض فقر الدم  زواج الأقارب، بحكم تقاليد والأعراف المحلية بالمنطقة التي ينتشر بها زواج الأقارب على نطاق واسع  ، خصوصا بالمناطق الجبلية و الحدودية دون القيام بالإجراءات الوقائية مسبقا، خاصة إلزام  المقبلين على الزواج من الأقارب إجراء تحاليل  الدم قبل الإرتباط بصفة رسمية .
وذكر الدكتور بوطرفة بأن هذه الإحصائيات تبقى أولية باعتبار أن عملية البحث لازالت متواصلة أمام تنامي الإصابة بمرض فقر الدم الوراثي المنجلي والبحري بالولاية.
 و بين المتحدث أن عملية فحص التلاميذ ضمن برنامج الصحة المدرسية  عن إصابة 546 تلميذ بهذا المرض،منهم 513 تلميذ مريض بفقر الدم الوراثي المنجلي و 41 مريض بفقر الدم البحري .وهو المرض الذي يبقى ظهوره له علاقه برحلة بعض القبائل من وسط وغرب إفريقيا  لدى توقفهم  بالمنطقة والاستقرار فيها و اختلاطهم بالسكان الأصليين ، كما أن للمرض علاقة بحمى المستنقعات المنتشرة بكثرة ،بالجهة التي تتوفر على مسطحات مائية طبيعية و اصطناعية، زيادة على زواج الأٌقارب، حيث تفشت الظاهرة خاصة بالمناطق الحدودية  باعتبار أن أغلب الحالات المسجلة تم اكتشافها بهذه  المناطق.
وقال الدكتور بوطرفة أن كل الأطفال المصابين بمرض فقر الدم الوراثي ،يتم التكفل بمعالجتهم بالمستشفى و متابعتهم حالتهم  الصحية باستمرار ، في حين أن المرضى البالغين يتم تحويلهم نحو مستشفى الطارف و عنابة لتلقي العلاج ،مشيرا إلى أن تكلفة علاج المصاب بالمرض تصل إلى حوالي300 مليون سنتيم. ومن ثمة وجب ،حسبه، تكثيف عملية التحسيس والتوعية في أوساط المواطنين لتعريفهم بالمرض ،وكيفية الوقاية منه.
وطالب الدكتور بضرورة وضع سجل وطني لإحصاء مرضى فقر الدم الوراثي المنجلي والبحري أمام تزايد حالات الإصابة بهذا المرض، من أجل متابعة الوضعية والتكفل الجيد بالمصابين ، وتوفير الإمكانيات اللازمة والأدوية المعالجة ،فضلا عن تحسين ظروف التكفل بالمرضى ،و إنشاء  مركز لعلاج هذه الفئة و إجراء عمليات زرع النخاع العظمي  و وضع برنامج وقائي للحد من  انتشار المرض ، خاصة ما تعلق بإلزام  الأشخاص من الأقارب  المقبلين على الزواج بإجراء تحاليل الدم قبل زواجهم .
ق/باديس

الرجوع إلى الأعلى