* عهـد الاعتمــاد علـى أمـــوال ميزانيـــات الدولـــة ولّى

أكد وزير الداخلية  نور الدين بدوي، أن الحركة التي أجراها الرئيس قبل أيام في سلك الولاة و الولاة المنتدبين، جاءت في فترة مفصلية وحاسمة في مسار تنمية البلاد، مشددا على ضرورة الالتزام بخارطة الطريق التي رسمها رئيس الجمهورية، والتي يعمل الجميع في إطارها، وقال وزير الداخلية، إن «والي الأمس، ليس هو والي اليوم، ولن يكون أيضا والي الغد»، قبل أن يضيف بأن عهد الاعتماد الكلي على مخصصات ميزانية الدولة قد ولي. داعيا الولاة إلى المبادرة بخلق نشاطات اقتصادية تناسب خصوصيات كل منطقة.
عرض بدوي، خلال إشرافه، الخميس، على تنصيب الولاة الجدد، استراتيجية الدولة الجديدة في مجال التنمية المحلية، والتي كما قال لن «تنسحب من دورها كفاعل في المسار التنموي أو أن تنقص من مستوى تدخلاتها»، بل سيتعزز هذا التدخل لكن وفق منهجية جديدة تعتمد على النتائج المحققة في الميدان، حيث استعمل وزير الداخلية عبارة «العبرة بالنتائج» من خلال تقييد التسيير بالأهداف والنتائج.
وأشار الوزير في السياق ذاته، إلى القرار الذي اتخذته السلطات العمومية بتعزيز صلاحيات الولاة المنتدبين في الجنوب، وقال بأن الدولة تنتظر النتائج، داعيا الولاة المنتدبين إلى العمل من أجل تطوير المصالح العمومية المحلية والمرافق القاعدية التابعة لهم، مشددا على ضرورة العمل باستقلالية بعيدا عن الاملاءات والأوامر الفوقية، حيث قال «فلكم أن تعملوا باستقلالية وبروح مبادرة دون الالتفات للأعلى أو للخلف من أجل اتخاذ تعليمات هي من صميم صلاحياتكم».
 حماية الأراضي الفلاحية من أيدي المتلاعبين
ودعا وزير الداخلية، الولاة، إلى الابتعاد عن الحلول السهلة أو تلك المتاحة، مشددا على ضرورة حماية الأراضي الفلاحية والعمل على استغلالها وترقيتها، إضافة إلى توجيه آليات تسيير الشأن العمراني والمرافق القاعدية لمطابقتها مع المخطط الوطني لتهيئة الإقليم الذي اقره رئيس الجمهورية في 2010. والذي يعد استراتيجية تهتدي بها كل قطاعات النشاط في أعمالها.
وأكد بدوي، عزم الدولة على مواصلة جهدها الاجتماعي، والتضامن مع المواطنين بالعمل على التحسين من إطارهم المعيشي بتقريب خدمات المرفق العمومي على اختلافها منهم، وتحسين مستوى معيشة المواطنين، بمواصلة الجهد في تحقيق مكاسب اجتماعية جديدة لمختلف شرائح المجتمع لا سيما المحرومة منها.
ودعا وزير الداخلية الولاة إلى التنسيق  بفعالية مع المنتخبين الوطنيين والمحليين خدمة للصالح العام. وفي نفس السياق شدد على ضرورة « التفتح على المنتخبين والتعامل معهم بطوعية والمداومة على ذلك ما دامت خدمة المواطن في صميم تعامل الولاة مع المنتخبين»، مبرزا أن «المشاكل والتعقيدات التي ما فتئت تزداد في تسيير الشأن المحلي» تدعو إلى «تضافر جهود الولاة أكثر مع محيطهم والتواصل معه».
كما شدد الوزير على «ضرورة عودة المصالح المحلية نحو مهامها التقليدية حتى  تكفل النظافة والصحة والسكينة العموميتين»، مؤكدا أن «عودة بعض الأوبئة ولو  بحجم محدود ومتحكم فيه «إلا أنه حسب الوزير يعد بمثابة إنذار بضرورة عدم التهاون في الوقاية من مسببات الأوبئة. واعتبر انه من غير المعقول أن يتنقل منتحب أو مسؤول في ربوع مدينة أو ولاية تعاني نقائص في مجال النظافة والصحة العمومية دون أن يسترعي ذلك اهتمامه ودون أن يحرك فيه وازع الخدمة العمومية.
من غير المقبول التمدرس في أقسام مهترئة
من جانب أخر، شدد وزير الداخلية، على ضرورة معالجة المشاكل التي تعاني منها المدارس، داعيا الولاة للتجند من أجل تغيير الوضع، واعتبر نور الدين بدوي، أنه من غير المقبول "أن يتتلمذ أبناؤنا في أقسام مهترئة تفتقر للتدفئة وللتجهيزات الملائمة"، وساحات قد تشكل خطرا على سلامتهم، ومرافق أخرى معطلة تضمن نظافتهم.
وأضاف بدوي في السياق ذاته، أنه من غير المقبول أيضا أن تفتقر المدارس لمطاعم مجهزة تقدم خدمات ذات نوعية، لاسيما في المناطق البعيدة التي يضطر فيها التلاميذ التنقل لمسافات بعيدة لبلوغ مساكنهم. وخاطب الولاة قائلا "فإذا كانت معاناة المواطن إجمالا غير مقبولة بأي شكل من الأشكال فما بالكم بمعاناة أطفال في ربيع العمر هم في حاجة للأمل".
وأكد وزير الداخلية، عزم مصالحه على إعادة الاعتبار للمرافق العمومية وتغيير حالها في وقت قياسي، خاصة المدارس، طالبا من الولاة، وضع الملف على رأس الأولويات، حيث قال إنكم ملزمون بصيانة المدارس التي تعرف تدهورا في هياكلها وتجهيزاتها، كما يقع على عاتقكم تحسن خدماتها". كما حذر من الاستمرار في التعامل بسلبية مع بعض الكوارث الطبيعية التي عاشتها وتعيشها عديد المناطق من الوطن، وقال إنه لا يمكن الاستمرار في التعامل مع الوضع بسلبية والتدخل بعد حدوث الكارثة، بل يجب الاستباقية في العمل.
  تصويب الأولويات في ميزانيات الولايات
وشدد وزير الداخلية، على ضرورة تصويب الأولويات في ميزانيات الولايات، معتبرا أن هذا الأمر من الأولويات، وقال بأنه "لا مجال للاستمرار في استثمارات لا طائل منها في المرافق الإدارية والتجهيزات المختلفة"، وألح على ضرورة حصر نفقات التسيير ما أمكن ذلك والتركيز على صيانة المرافق الموجودة واستغلالها أحسن استغلال، وقال بأن الحكومة عملت على تذليل الصعوبات، من خلال إصدار مرسوم تفويض المرفق العام، الذي يتوجب تطبيقه في الميدان.
من جانب أخر، أوضح بدوي، بأن القطاع بصدد تنفيذ مشروع كبير للتحوّل نحو الطاقات المتجددة والصديقة للبيئة، وقال بأن المخطط لا يتعلق فقط باستبدال مصابيح، وتزيين الشوارع بتجهيزات الطاقة الشمسية، بل هو مسعى استراتيجي آخر، يرمي لإطلاق مسار التحوّل الطاقوي للبلاد عن طريق الجماعات المحلية، مشيرا بأن المصالح العمومية ستكون حاضنا لهذا المشروع.
وذكر بدوي في السياق ذاته، أن مصالحه تسعى لتغيير كلي لمنظومة الإنارة العمومية والتوجه نحو الإنارة الشمسية وعن طريق مصابيح اقتصادية، إلى جانب تجهيز المباني التربوية والمساجد ومختلف المرافق التابعة للقطاع بوسائل الإنارة الشمسية.
 ع سمير

بدوي يدعو الولاة للتنسيق الأمني لمواجهة التهديدات
" لن نسمــح للمغامرين بتدميــر مـا تـم انجــــازه"
دعا وزير الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية، ولاة الجمهورية الجدد، إلى التواصل والتنسيق مع المصالح الأمنية في إطار اللجان الولائية لتفويت الفرصة على كل من يحاول المساس بالأمن والاستقرار، مشددا على أن ضمان الأمن يبدأ قبل الحدث، وقال إن المخاطر التي تترصد البلاد على الحدود تستدعي من المسؤولين المحليين التفطن والحرص كل الحرص لتفويت الفرص على هؤلاء.
حذر وزير الداخلية والجماعات المحلية وتهيئة الإقليم، من محاولات بعض الأطراف لزعزعة استقرار البلاد، وذلك خلال إشرافه الخميس على تنصيب الولاة والولاة المنتدبين المعينين مؤخرا في الحركة التي آجراها رئيس الجمهورية، واصفا الأطراف التي تريد العبث باستقرار البلاد بـ"حفنة الخونة والمناورين" الذين يحاولون التشكيك في الانجازات التي تحققت مستغلين بعض المشاكل الاجتماعية.
وقال بدوي مخاطبا الولاة الجدد، إن ما يترصد بالبلاد من مخاطر على حدودها، وفي عمقها من طرف حفنة من المناورينٌ والخونة ممن يستثمرون في معاناة بعض المواطنين، يقتضي من المسؤولين المحليين "التفطن والحرص كل الحرص لتفويت الفرص على هؤلاء"، وأضاف مخاطبا الولاة "كونوا حصونا منيعة الأسوار في وجه المؤامرة والمغامرة".
وأكد وزير الداخلية، إن المكاسب المحققة لا تنازل عنها، مخاطبا الولاة بالقول، إن "على كل واحد منكم التمسك بها وتثمينها في كل فرصة"، كون الأمن أساس الرقي والازدهار وحفظ الأمن والنظام العمومي هما من المهام السيادية الأصلية التي تقع على عاتق الولاة الاضطلاع بها بجدارة، وشدد في السياق ذاته على ضرورة التواصل والتنسيق الوثيق والتعاون الكامل مع المصالح الأمنية المختصة في إطار اللجنة الولائية للأمن التي يشرف الولاة على تنسيق أعمالها، لتفويت الفرصة على كل من يحاول المساس بالأمن والاستقرار، بسرعة وحزم. وحرص نور الدين بدوي، على تنبيه الولاة، بأن  ضمان الأمن يبدأ قبل الحدث وليس عند حدوثه، مضيفا أن الوقاية والاستباق هما أصل المقاربة الأمنية التي يجب انتهاجها.
كما تحدث وزير الداخلية، عن الأوساط التي تتربص بالبلاد، والتي قال بأنها "لا تدخر أي جهد من أجل المساس بسمعتها في الداخل والخارج، ولا تتوانى في وضع يدها في يد أعدائها والخوض في ضروب المغامرة والفتنة"، وشدد على ضرورة التزام الولاة الجدد بالتقليد الذي درج عليه الولاة السابقين، بالتصدي لتكل الأوساط بحرفية ومهنية عالية، متسلحين بروح يقظة وبتواجد مستمر في الميدان، وأوضح بدوي أن أحسن رد سيكون خدمة المواطن بتفان والتواصل معه ببساطة وصدق، والتواجد إلى جانبه في أوقات الرخاء والضيق.
هناك من يجد ضالته في انتقاد السلطة
وأكد نور الدين بدوي، أن مسعى الولاة لن يكون سهلا، وقال "سوف يعترضكم ما سيعترضكم من محاولات التشكيك في النوايا وتثبيط للهمم، فهناك للأسف من يبحث عن ضالته في انتقاد كل ما تقوم به السلطة العمومية حتى ولو كان أثره الإيجابي باديا للعيان". داعيا إياهم إلى التعامل مع كل نقد بناء، والعمل على تعزيز وسائل التواصل مع جميع الإرادات الحسنة والتجاوب معها بسرعة وفعالية وعدم ادخار أي جهد لتكثيف التواصل مع مختلف أطياف المجتمع مستغلين في ذلك كل الوسائل المتاحة لاسيما تلك الأكثر شعبية.
وأكد نور الدين بدوي، أن الشعب الجزائري متمسك بأمنه واستقراره وسيادته، ولطالما أعلن وبرهن على جنوحه الصادق للسلم وهو ما جعل مسار المصالحة الوطنية الذي بادر به رئيس الجمهورية، كُلل بالنجاح حيث احتضنه الشعب دون تردد وانطلقت البلاد في مرحلة إعادة بناء ما تم تدميره وإعادة تحريك عجلة التنمية من جديد، وإعادة الجزائر إلى مكانتها اللائقة في حضرة الأمم بصرح مؤسساتي وديمقراطي متين، أقوى مما عليه في السابق.
وشدد بدوي، على ضرورة التواصل مع المواطنين بكل السبل المتاحة سواء إعلاميا، أو من خلال اللقاءات المكثفة، وممثلي المجتمع المدني، لقطع الطريق أمام المشككين، ودعا الولاة إلى "فتح مكاتبهم وقلوبهم للمواطنين" ومقاسمتهم الأفكار والمشاريع، وقال بدوي إن الدوابر الضيقة لن تكون الحل الأمثل للمشاكل التي يعاني منها المواطنون.
لن نسمح للمغامرين بهدم ما تم بناؤه
وأكد وزير الداخلية والجماعات المحلية، بأن الدولة لن تسمح بعد كل هذا الجهد "لبعض المغامرين من هدم كل ما تم بناؤه من منجزات خدمة لأطماعهم الشخصية الدنيئة". ونبّه الولاة والولاة المنتدبين، أن المسؤول الحقيقي هو "من يتابع عن كثب مجريات عمل مصالحه" وتفقد ظروف استقبال المواطنين وكيفية التكفل بطلباتهم، كما يتفقد الظروف التي يزاول فيها الموظفون أعمالهم.
وطلب نور الدين بدوي، من المسؤولين، أن يكونوا "العين الراعية للمواطن المظلوم والموظف الذي يعاني"، كما طالبهم بمحاربة أوجه الرشوة والمحسوبية والممارسات البيروقراطية المنافية، من خلال بسط سلطان القانون، وأكد قائلا "أطلب منكم أن تكونوا السيف الذي يصان به سلطان القانون وتحارب به الرشوة والمحسوبية".
وشدد بدوي على ضرورة التقيّد بميثاق الإدارة المحلية، والتي ولدت من رحم الوطنية، واعتبر أن كل مساس بقيمها هو مساس بشرف كل من عمل في ظلها، داعيا الولاة والمسؤولين لأن يكونوا في مستوى تضحيات الرجال من أجل إعلاء لواء استمرارية الدولة، وخاطب الولاة قائلا "كنتم موضع ثقة فكونوا خير أهلها".
 ع سمير

الرجوع إلى الأعلى