وزارة الصحة تفعل جهاز الإنذار لمنع انتشار الأنفلونزا الموسمية  
حذر البروفيسور جمال فورار مدير الوقاية بوزارة الصحة وإصلاح المستشفيات أمس من العزوف عن إجراء اللقاح المضاد للزكام الموسمي، نظرا لتغير تركيبة فيروس هذا الشتاء واحتمال أن يتسبب في تعريض حياة الفئات الهشة على غرار المسنين والأطفال والمرضى المزمنين إلى مضاعفات خطيرة، كاشفا عن تفعيل جهاز الإنذار بتهيئة الأسرة على مستوى مختلف المستشفيات تحسبا لأي طارئ، فضلا عن توفير 2.5 مليون جرعة من اللقاح.
ونبه مدير الوقاية بوزارة الصحة في ندوة صحفية نشطها أمس للإعلان عن انطلاق حملة التلقيح ضد الأنفلونزا الموسمية اليوم عبر الوحدات الصحية والصيدليات، إلى التغيرات التي طرأت على تركيبة الفيروس المسبب للأنفلونزا الموسمية، موضحا بأن لا دواء لمعالجة المرضى  سوى اللقاح الذي تم تكييفه بحسب تطور الفيروس، الذي تسبب السنة الماضية في وفاة 26 شخصا، من بينهم نساء حوامل تأخروا عن موعد التلقيح، مضيفا بأن خطورة الزكام الذي يظهر في البداية على انه مرض عادي تكمن في عدم ظهور الأعراض على المصاب خلال الثلاثة أيام الأولى، وهي الفترة المناسبة التي تنتقل فيها العدوى من حامل الفيروس إلى الأفراد المحيطين به، لتظهر المضاعفات على شكل ضيق في التنفس نتيجة الالتهاب الذي يصيب جهاز التنفس.
وأفاد الدكتور فورار بأن التلقيح لا يشمل كافة الأفراد، بل يخص فئة معينة من السكان، وهم المسنين الذين يتجاوز سنهم 65 عاما، وكذا النساء الحوامل والمرضى المزمنين المصابين بأمراض القلب وأمراض الرئة المزمنة السمنة والسكري والكلى وغيرها، فضلا عن الحجاج ومهني قطاع الصحة، لذلك تم استيراد 2.5 مليون جرعة على غرار السنة الماضية لضمان التغطية الصحية للشرائح المعنية باللقاح، إذ تم توزيع 1.3 مليون جرعة على الوحدات الصحية العمومية، والباقي على القطاع الخاص، علما أن المسنين يستفيدون من مجانية اللقاح، كما يمكنهم الاستفادة من التعويض لدى صناديق الضمان الاجتماعي في حال إجراء التلقيح لدى الخواص.
وأفاد من جهته البروفيسور فوزي درار مختص في علم الفيروسات بمعهد باستور، أن 51 بالمائة من المصابين بالزكام الموسمي السنة الماضية استدعى الأمر نقلهم إلى المستشفيات لتلقي العلاج، مؤكدا بدوره أن اللقاح يقلص خطر الوفاة بنسبة 80 بالمائة لدى المسنين، وأن قطاع الصحة يطمح على الأقل لضمان التغطية الصحية عبر اللقاح المضاد للأنفلونزا الموسمية لفائدة 80 بالمائة من الشرائح الهشة التي يهددها المرض.
وطمأن في ذات المناسبة مدير الوقاية في تصريح للنصر بخصوص الجرعات المستوردة، علما أن معهد باستور اضطر السنة الماضية لاستيراد 40 الف جرعة إضافية بعد أن ارتفع الطلب على اللقاح من قبل عديد المواطنين، بسبب المضاعفات الخطيرة التي تعرض لها بعض المصابين بالفيروس المسبب للزكام، علما أن هذا المرض يتسبب في وفاة 650 ألف شخص عبر العالم سنويا، وما بين 3 ملايين  إلى 5  ملايين حالات خطيرة، أما بالجزائر فقد نجم عن المرض تعقيدات خطيرة العام الماضي، حيث تم إحصاء 251 حالة خطيرة، و26 وفاة، 13 بالمائة من بينها نساء حوامل و42 بالمائة مرضى مزمنين.
علما أن إجراء اللقاح يدوم ما بين شهري أكتوبر وفيفري، الذي يشهد عادة ارتفاع حالات الإصابة، ويمكن أن تستمر العملية خلال شهري مارس وأفريل، في حين تدوم فعاليته على مدى سته أشهر إلى عام كامل، ويذكر أيضا أن وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات وضعت جهازا للرقابة يستند على شبكة الترصد الوطنية للأنفلونزا الموسمية بموجب أمر وزاري، التي تنسق بدورها مع وحدة مراقبة الأمراض المتنقلة للمعهد الوطني للصحة العمومية. 

    لطيفة/ب 

الرجوع إلى الأعلى