الملاكمة تسري في عروق عائلتي وجدي أول من أهدى الجزائر ميدالية ذهبية

يتداول العرب منذ القدم مثل «من شابه أباه فما ظلم»، في إشارة لتشابه سلوكيات ومسارات أبناء يكررون ما قام به آباؤهم، وهو ما ينطبق على البطل الجزائري إسلام عليان الذي لم يكتف بمحاكاة مشوار والده في عالم الملاكمة، بل سار على درب والده وجده البطل صاحب شرف أول ميدالية ذهبية جزائرية في عالم الفن النبيل، وقال إسلام في حوار للنصر، أن تحوّله لعالم الاحتراف رغم سنه الصغيرة مرده رغبته الكبيرة في تدوين اسمه ضمن قائمة كبار الفن النبيل، على غرار مثله الأعلى الامريكي مايويذر، معرجا على حلمه بالنجاح في التحضير جيدا لأولمبياد طوكيو، الذي يراه محطة مهمة للتألق ، ولم لا إهداء الجزائر ميدالية أخرى في هذا المحفل العالمي.

هل لك أن تقدم نفسك للجمهور الرياضي الجزائري ؟
عليان محمد إسلام ملاكم جزائري، يبلغ من العمر 20 سنة، وسبق لي التتويج بعديد الألقاب المحلية و الدولية ، على غرار لقب البطولة الوطنية للملاكمة ، قبل أن أتحول للاحتراف وأتوج بلقب عالمي، بعد حصولي على المرتبة الأولى وفوزي بحزام “مونتانا”، خلال المنازلة الاحترافية الدولية المسماة “فرانس أفريك “، والتي جرت فعالياتها بالعاصمة الفرنسية باريس.

الرياضات الفردية
 شرّفت الجزائر لكنها
 تظل مهمّشة

 لماذا اخترت الملاكمة دون غيرها من الرياضات الأخرى ؟
منذ نعومة أظافري لم أعرف رياضة أخرى غير الملاكمة، باعتبار أن عائلتي بأكملها كانت تمارسها، والبداية بجدي، الذي يعد أول من أهدى الجزائر ميدالية ذهبية خارجية بعد الاستقلال، كما عمل كمدرب للمنتخب الوطني، وكذا رئيس للاتحادية الجزائرية للملاكمة، دون نسيان والدي، الذي كان ضمن كتيبة المنتخب الوطني العسكري للملاكمة، وكلها أمور حمستني لاختيار رياضة الفن النبيل، التي حلمت فيها بالسير على خطى عائلتي، ولم لا أكون أحد الأبطال الذين يشرفون الجزائر.
متى أيقنت بأنك قد تتحوّل إلى رياضي محترف ؟
في بداية مشواري لاحظ الجميع، بأنني أمتلك الموهبة والطموح في هذا المجال، ومع مرور الوقت، تأكدوا بأنني مشروع ملاكم متميز، وهو ما أثبته فيما بعد، خاصة عند مواجهتي لأبطال إفريقيين وعالميين، حيث فزت عليهم عن جدارة و استحقاق، وكذا عند تواجدي رفقة المنتخب الأردني، أين انبهروا لإمكاناتي، خاصة الأسماء التي شاركت في الأولمبياد الأخير ، حيث أثنت علي ، وطالبتني بمضاعفة المجهودات، لأنني قادر أن أكون أحد الأبطال الذين سيهدون الجزائر عديد الميداليات.

الملاكمون الجزائريون
 لا يتحمّلون مسؤولية
 الخيبة في «ريو»

ما هي الألقاب المحلية التي تمتلكها ؟
كما تعلمون أحوز على عديد الألقاب إلى حد الآن، حيث فزت بالبطولة الجزائرية المحترفة، وحصدت الذهب في مناسبتين خارجيا، مع ظفري بحزام «مونتانا»، ودفاعي عن ألوان المنتخب الوطني ، الذي يعد بمثابة شرف لي و لعائلتي ، التي قدمت الكثير للقفاز الجزائري، بداية بجدي ومرورا بأبي ووصولا إلي.


هل شاركت في بطولات خارجية، وكيف تقيّم مستواك إلى حد الآن ؟
بطبيعة الحال، خضت عديد التجارب الخارجية الناجحة، حيث أنهيت إحدى البطولات التي أقيمت بدولة بلجيكا في المرتبة الأولى ، كما توجت بالذهب في البطولة الاستعراضية التي نظمت في فرنسا، وتم اختياري آنذاك من الفيدرالية الفرنسية لتمثيل فئة ذوي الاحتياجات الخاصة، هذا ويعتبر لقب «مونتانا» الأغلى إلى قلبي، كوني فزت بالحزام عن جدارة و استحقاق ، متفوقا على أسماء عالمية شاركت في تلك الدورة، التي لم تمح من مخيلتي وسأظل أتذكرها دوما، وبخصوص مستواي الحالي، فأنا متفائل بمقدرتي على رفع الراية الوطنية عاليا، خاصة وأنني لا أزال في مقتبل العمر، حيث لم أتجاوز ال20 ربيعا، ولكن شريطة الحصول على الدعم الكافي، على اعتبار أن الملاكم بحاجة إلى التربصات الخارجية، من أجل النجاح في تطوير إمكاناته، كما أن الرياضي يجب أن نحيطه بالرعاية والاهتمام حتى ينجح في التألق.
ماذا استفدت من المشاركة في دورة باريس ؟
كما قلت لكم تلك الدورة تعني لي الكثير، حيث تلقيت دعما منقطع النظير من الجماهير الجزائرية التي غصت بها قاعة الملاكمة، وهو ما رفع معنوياتي، وجعلني أقدم كل ما أملك، دون نسيان احتكاكي بملاكمين فرنسيين متميزين، ما أكسبني الخبرة وجعلني أكثر نضجا، ليقوم بعدها الاتحاد الفرنسي للملاكمة باختياري ممثلا عن فئة ذوي الاحتياجات الخاصة.
ماهي أهدافك المستقبلية ؟
أهدافي واضحة، وهي السيطرة على فعاليات البطولة الوطنية، مع النجاح في تقديم أوراق اعتمادي خلال البطولات الخارجية، والبداية بالبطولة الإفريقية المقبلة، حيث سأكون على موعد للدفاع عن الألوان الوطنية، وكل رغبة في إهداء بلدي الجزائر إحدى الميداليات الذهبية، لدي الثقة في مؤهلاتي، ولكنني مطالب بالتحضير الجيد لهذه المنافسة، التي ستضم ملاكمين متميزين، واعتلاء منصة التتويج لن يكون سهلا، وسيتطلب الكثير من التضحيات طيلة الدورة.
لماذا تراجع القفاز الجزائري، وما تعليقك على خيبة ريو دي جانيرو ؟
صحيح أن نتائج الملاكمة الجزائرية في أولمبياد «ريو دي جانيرو» لم ترق إلى مستوى التطلعات، ولكنني لن أصف المشاركة الماضية بالمخيبة، على اعتبار أننا لم نحضر بالشكل المطلوب لهذا الموعد الهام، وبالتالي لا يمكن تحميل الملاكمين الجزائريين المسؤولية، فبطولات من هذا الحجم تبدأ التحضيرات لها قبل سنة أو سنتين، ولكن في الجزائر للأسف اكتفينا بتحضير أبطالنا قبل شهر واحد من انطلاق البطولة، وهو ما انعكس بالسلب على النتائج المحققة، علينا أن نراجع حساباتنا سريعا، إذا ما أردنا أن نهدي شيئا لبلدنا مستقبلا، وهنا أتمنى انطلاق الاستعدادات لأولمبياد طوكيو مبكرا، من أجل منح الفرصة للملاكمين بالتحضير الجيد.

الفيدرالية الفرنسية للملاكمة اختارتني لتمثيل ذوي الاحتياجات الخاصة

هل شرعت بالتحضير لأولمبياد طوكيو 2020 ؟
أجل، لقد باشرت الاستعدادات لهذا المحفل الدولي العالمي مبكرا، حيث خضت تربصا مغلقا قبل شهر من الآن مع المنتخب الوطني الأردني، وكانت لي فرصة الاحتكاك بملاكمين خاضوا الأولمبياد الماضية بريو دي جانيرو، أنا أعمل بجد وتفان، من أجل التأهل إلى الأولمبياد المقبلة، ولما لا أنجح في إهداء الجزائر إحدى الميداليات، خاصة وأن بلدنا تعودت على التألق في رياضة الفن النبيل، ونحن مطالبون بإعادة الأمجاد الضائعة.
هل تحظى بالدعم الكافي من قبل السلطات ؟
لكي أكون صريحا معكم، لست الرياضي الوحيد الذي يعاني التهميش، فالغالبية المطلقة ممن يمارسون الرياضات الفردية في الجزائر يفتقدون للدعم المالي المطلوب، وليس لدينا أي تفسيرات بخصوص الأسباب، التي جعلت القائمين على شؤون الرياضة لا يولوننا أي اهتمام لهذا الجانب، رغم إدراكهم أن الرياضات الفردية لطالما شرفت الجزائر، وأهدتها الألقاب في المحافل القارية والعالمية، أنا أتمنى أن نحظى بالمساعدة، خاصة وأننا نريد التحضير الجيد للمواعيد المقبلة، لقد أصبحت غير قادر على الإنفاق من مالي، كما كان الحال في الأشهر الماضية، التي دفعت فيها الأموال من جيبي الخاص، من أجل خوض بعض التربصات الخارجية المفيدة.

هل يعقل التحضير لمنافسة بحجم الأولمبياد في ظرف شهر واحد !

ما هي رسالتك للقائمين على شؤون الرياضة في الجزائر ؟
أتمنى من المسؤولين أن يأخذوا مطالبنا بعين الاعتبار، خاصة وأن غالبية الملاكمين الجزائريين يفتقدون لعقود «السبونسور»، كما أن جلهم بطالون ، وليس لديه أي مصدر رزق، وهو ما يشوش على تحضيراتهم، ويتسبب في فقدانهم للتركيز خلال البطولات والمنافسات الدولية.


من هو مثلك الأعلى في الملاكمة العالمية والمحلية ؟
قدوتي في الملاكمة العالمية الأمريكي «فلويد مايويذر»، وكذا الأسطورة محمد علي كلاي رحمه الله، ومحليا مثلي الأعلى كان ولا يزال جدي، الذي علمني أبجديات الفن النبيل رفقة والدي العزيز، دون نسيان المتميز حماني الذي قدم الكثير من الألقاب للقفاز الجزائري.
اذا تقول للملاكمين الجزائريين ؟
في الجزائر هناك الكثير من أعداء النجاح، وعلينا أن لا نلتفت إليهم، إذا ما أردنا الوصول إلى أحلامنا، علينا بالعمل والعمل فقط، وبحول الله سننجح في إعادة الاعتبار للقفاز الجزائري، الذي لطالما شرف الرياضة الجزائر في المحافل الدولية، وفي مقدمتها الألعاب الأولمبية.
حظيت بتكريم خاص من سلطات البليدة،
ما تعليقك ؟
أشكر سلطات ولاية البليدة على التكريم الذي خصوني به، وأعدهم بأنني لن أدخر أي جهد في تشريف ولايتي والجزائر ككل، أنا لا أزال في بداية مشواري، وأمتلك طموحا كبيرا من أجل التألق، ورفع الراية الجزائرية عاليا، كما كان الحال مع أبطال سابقين لطالما أدخلوا إلى قلوبنا البهجة والسرور بإنجازاتهم المتميزة.                  

حاوره: مروان. ب

الرجوع إلى الأعلى