أدوية حيوية مفقودة بمستشفيات قسنطينة
تعرف المستشفيات والمرافق الصحية العمومية بقسنطينة اضطرابا في تزويد صيدلياتها بالعديد من الأدوية الحيوية، كما سجلت، منذ أزيد من ستة أشهر، ندرةً في الأدوية المضادة للصّرع وحمّى الأطفال والالتهابات الميكروبية، وهو ما أصبح يشكّل خطرا على المرضى، فيما يؤكد صيادلة خواص أن قائمة الندرة تتوسع من أسبوع إلى آخر.
وأكدت مصادر طبية ومسيرو مؤسسات استشفائية عمومية للنصر، أن الاضطراب في توزيع العديد من الأدوية الحيوية، يسجل من حين إلى آخر في الصيدليات المركزية للمستشفيات، لاسيما تلك المتعلقة بأمراض السرطان، لكن سرعان ما يتم اللجوء إلى أدوية تعويضية أخرى، كما أشار مدراء مؤسسات إلى أن تخفيض الميزانيات المخصصة للأدوية قد تسبب في حدوث ندرة في العديد من الأحيان وانعكس سلبا على عمليات اقتنائها.
وتابع محدثونا بأن الخطر الأكبر الذي بات يهدد الصحة العمومية، هو ندرة الأدوية المضادة للصرع  كما هو الحال بالنسبة للـ»فاليوم» ودواء «فينوباربيتال»، الذي يعد ضروريا في الحالات الاستعجالية لهذه الفئة، وفي حال عدم تلقى المريض لهذا العلاج، فإنه يصبح معرّضا لتلف في خلايا المخ والأعصاب، ما يؤدي إلى الموت بالنسبة للحالات المستعصية.
وذكرت ذات المصادر أن عقاري «غاردينال» و»ديازيبام» يعدان من الأدوية المفقودة، التي يعتمد عليها الأطباء بشكل أساسي ولا يمكن الاستغناء عنها في علاج الأطفال المصابين بالحمى، حيث أوضح طبيب أنه لابد أن يُحقن الطفل، الذي تصل درجة حرارته إلى 40 فما فوق بهذه الأدوية، وفي حال عدم تلقيه لهذا العلاج، فلا يوجد أي علاج سوى الطرق التقليدية الأخرى، والتي قد لا تجدي، بحسبه، نفعا في العديد من الحالات، وهو ما قد يتسبب في تدمير الخلايا والأعصاب للطفل، فضلا عن المصابين بأمراض مزمنة. ودعا نفس المصدر السلطات إلى توفير هذه الأدوية الحيوية، قبل حلول فصل الشتاء الذي يعرف تزايدا كبيرا للمصابين بالحمى والأنفلونزا.
وذكر طبيب أخصائي في أمراض الأطفال  أن حقنة  «كلافورو روفيسن» مفقودة منذ أشهر،  وتعتبر مضادا حيويا ضروريا في علاج الالتهابات الميكروبية  للأطفال،  حيث ذكر أن  فتاة أصيبت قبل أيام بميكروب في ساعدها الأيمن، ولم تتلق العلاج بهذا الدواء ما تسبب لها، مثلما أكد، في تسرب الميكروبات إلى العظم، وهو ما استدعى إجراء تدخل جراحي مستعجل لتنظيف المكان المصاب، مشيرا إلى تسجيل العديد من الحالات والتعقيدات الصحية.
وفي المقابل، أكد صيادلة خواص أن قائمة الأدوية المفقودة في توسع مستمر، حيث أصبح العثور عليها لدى الموزعين ضربا من المستحيل، في حين أن بعضها يوزع على نطاق ضيق جدا وبعدد محدود، مقدمين المثال ببعض المضادات الحيوية على غرار «فرادون جناتيسمين» وغيرها، فضلا عن أدوية أمراض القلب والربو وشرائح أجهزة قياس السكر للعديد من العلامات، التي فُقدت من المخازن. وأشار الصيادلة إلى أن المخزون يكاد ينفد وتم إبلاغ الجهات الوصية منذ أشهر بالوضع القائم لكن لم يتغير شيء، فيما أكد محدثونا أن الأدوية المفقودة ليست أدوية مستوردة فقط، بل توجد منها المصنوعة محليا أيضا، على غرار مضادات الالتهابات والمضادات الحيوية.
وأكد أطباء أن المرضى طالما يعودون إلى العيادات أو المستشفيات من أجل تغيير الأدوية التي وصفت لهم من طرف الممارسين، حيث يقومون بجولات ماراطونية  حول الصيدليات دون أن يعثروا عليها، فيما ذكروا أنهم يقومون في الكثير من الأحيان بتغيير الوصفة بشكل كلي، كما يجدون أنفسهم عاجزين في حالات أخرى عن وصف أدوية أخرى بديلة.
وأكدت أول أمس وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات أن حقن الصرع “فينوباربيتال 40 ملغ” ستكون متوفرة نهاية شهر ديسمبر، وعزت، في بيانها، الندرة في هذا الدواء إلى إجراءات التموين الدولية المتعلقة به، مشددة على أن المشكلة لا تقع على عاتق السلطات الجزائرية، وإنما تعود إلى متطلبات السلطات الصحية للبلد المصدر للدواء.     
لقمان/ق

الرجوع إلى الأعلى