بروتوكول مؤسساتي بين ثلاث وزارات لتمدرس أطفال التوحد
دعت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط أول أمس من وهران، إلى فتح أبواب المدارس للتلاميذ من ذوي الاحتياجات الخاصة و  بالأساس المصابين بطيف التوحد، لمساعدتهم على الاندماج في المجتمع، كاشفة عن سعي الوزارة للتعاون مع وزارتي التضامن الوطني و الصحة من أجل ضمان تمدرس وتكوين هذه الفئة من المجتمع، وفق بروتوكول مؤسساتي للتكفل بهم، منوهة بالدور الذي تقوم به الجمعيات الناشطة من أجل أطفال التوحد، خاصة الذين يتعذر عليهم الالتحاق بالمؤسسات التربوية.
حضرت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط أول أمس بوهران، جانبا من أشغال الورشة التكوينية التأهيلية لمؤطري أطفال التوحد في المؤسسات التربوية من أساتذة و مختصين نفسانيين وغيرهم، في إطار التجربة النموذجية التي شرعت فيها وهران قبل تعميمها على باقي مناطق الوطن، وهي التحضير البيداغوجي لأطفال طيف التوحد على مدار سنتين في مركز خاص، كي يدمجوا بعدها في أقسام عادية داخل المؤسسات التربوية.
و هنا جاءت إلزامية ضمان تكوين للأساتذة حول كيفية التعامل مع هذه الفئة من التلاميذ، دون إشعارهم بالفرق بينهم وبين نظرائهم من التلاميذ العاديين. و أكدت مستشارة التوجيه المدرسي خلال شرحها للمسار التكويني أمام وزيرة التربية، أنه بعد اكتشاف المدراء والأساتذة لاضطراب التلميذ، يتم إخضاعه لفحوصات إكلينيكية وأرطوفونية، وكذا تربوية لتشخيص الإصابة بالتوحد ودرجته، ويتم التنسيق مع العائلات وتوجيه الطفل للأقسام الخاصة لمتابعة التمدرس، وفق برنامج مكيف أساسه البرنامج الوطني للتربية، لكن التجربة النموذجية بوهران سمحت بالاجتهاد و استخراج برنامج مكيف، وفق قدرات هذه الفئة التي يتم تدريسها لمدة سنتين ثم يدمج طفل التوحد في الأقسام العادية.
من أجل ذلك يجري حاليا بوهران، تكوين أساتذة خاصة في الطور الابتدائي حول كيفية التعامل والتأقلم مع هؤلاء التلاميذ وعدم تمييزهم عن غيرهم،  وأوضح بعض المؤطرين أن الهدف من تمدرس طفل التوحد، هو تمكينه من الاستقلالية في قضاء حوائجه اليومية وتدبير أموره ، وكذا تكوينه، بما يضمن له امتلاك حرفة معينة تسمح له بالعمل مستقبلا.
وبالعودة للتجربة النموذجية بوهران، أوضح مدير النشاط الإجتماعي محمد فوضالة، أنه يوجد 29 قسما للتلاميذ المصابين بطيف التوحد،  منهم 6 أقسام  مفتوحة على مستوى مدرسة متخصصة، مضيفا أن عدد المتمدرسين  من  أطفال طيف التوحد بالولاية، هو 252 تلميذا من بين 287 تلميذا مسجلا ، أغلبهم ينتظرون  فتح أقسام جديدة لاستيعابهم.
علما أنه يوجد ثلاثة أصناف من الإصابة بالتوحد، أقلها تأثيرا على الطفل هي طيف التوحد والذي يسمح للمصاب بالتمدرس، ومحاولة التأقلم مع المحيط بتضافر جهود الجميع، أي الأسرة والمحيط ومؤسسات الدولة المختلفة.
أما النوع الثاني فهو اضطرابي ويمكن إخضاعه لمتابعة خاصة على مستوى مراكز أو جمعيات، حتى يتم التقليل من حدة الاضطراب ومساعدته على التأقلم مع المحيط، ليبقى الصنف الثالث وهو الأكثر حدة في الاضطرابات ولا يمكن إدماجه في المدرسة أو التكوين.
أما بخصوص التلاميذ الذين يعانون من مشكل عسر الكتابة والقراءة «ديسليكسيا»، فقد تم فتح قسمين على مستوى الولاية، وفق مدير النشاط الإجتماعي.
   بن ودان خيرة

الرجوع إلى الأعلى