كشفت نتائج حملة تحسيسية نظمتها أول أمس، المنظمة الوطنية لحماية و إرشاد المستهلك بقسنطينة، بأن العامل البشري يشكل نسبة كبيرة من أسباب ارتفاع حوادث الاختناق بالغاز هذه السنة في الولاية، إذ بيّن استطلاع شمل 30 منزلا على مستوى الوحدة الجوارية 19 بالمدينة الجديدة علي منجلي، عن استهتار  المواطنين و لا مبالاتهم بخطر هذا القاتل الصامت.
الحملة تمت بالتنسيق مع مصالح مؤسسة توزيع الكهرباء و الغاز للشرق «سونلغاز»،  بمشاركة مصالح الحماية المدنية و الجمعية الوطنية للمرصصين الجزائريين، وتم الوقوف خلالها على غياب شبه تام للوعي بمخاطر غاز أحادي أكسيد الكربون في أوساط المواطنين، خصوصا على مستوى أحياء المرحلين الجدد.
أغلب الشقق لا تتوفر على شروط السلامة
لقد سجلت عديد التجاوزات يعد العمل البشري المتسبب الأول فيها، و تتعلق عموما بتوصيل أجهزة التسخين و التدفئة، و كذا مراقبة هذه التجهيزات و التأكد من صلاحيتها، كما أكد فارس بن نعيجة رئيس المكتب الولائي للمنظمة الجزائرية لحماية و إرشاد المستهلك و محيطه، موضحا بأن النشاط التحسيسي و التوعوي الذي أشرفت عليه هيئته، أماط اللثام عن وضع كارثي، إذ أن 26 منزلا من أصل 30 ، تم جردها خلال العملية، لم تكن تستوفي شروط السلامة في ما يتعلق بتركيب أجهزة التدفئة والتسخين، وقد تم الوقوف على أخطاء عديدة تتعلق بالتركيب و التوصيل، بالاعتماد على هواة ودخلاء على مهنة الترصيص، بالإضافة إلى رصد أخطاء تخص مطابقة زجاج المدفئة للمعايير المطلوبة، و انتهاء مدة صلاحية أنبوب قارورة الغاز الذي تجاوز عمره في كثير من الحالات ثلاث سنوات، فضلا عن إغفال جانب تهوية المنزل و تركيب سخانات الماء في أماكن مغلقة، و استخدام مداخن لينة سريعة التلف، فضلا عن إجراء تعديلات فوضوية على هندسة السكنات، دون الاهتمام بشق إعادة ضبط توصيلات الغاز ما يؤدي إلى غلق المداخن، و بالتالي التسبب في حوادث اختناق سببها الأول هو الاستهتار.
جهاز كشف التسرب أداة وقاية في متناول الجميع
أضاف المتحدث، بأن الاستطلاع الذي شمل عددا كبيرا من سكان الوحدة الجوارية، كشف عن جهل غالبية المواطنين بوجود جهاز كشف تسرب الغاز، بالمقابل أكد آخرون بأنهم يتجنبون شراء الجهاز ، بسبب سعره المرتفع، وهي مغالطة كبيرة، كما قال، خصوصا في ظل توفر السوق على أنواع عديدة متفاوتة السعر، موضحا بأن الجمعية بمعية باقي المؤسسات و الأطراف المشاركة في الحملة، ركزت على تقديم توجيهات دقيقة تخص كيفية تركيب أجهزة التدفئة و مراقبتها، وذلك خلال تجمع حضره سكان الحي و تلاميذ المدارس  و ممثلون عن جمعية أوليائهم، في محاولة لإرساء ثقافة الوقاية عند جميع الفئات العمرية في المجتمع.و يتوقع ممثل المنظمة الوطنية لحماية و إرشاد المستهلك، أن تستمر عملية التحسيس طيلة فصل الشتاء، لتشمل في مراحل مقبلة عديد الأحياء على مستوى قسنطينة، بداية بالوحدة الجوارية 16، كمحطة ثانية.
 هدى طابي

الرجوع إلى الأعلى