إشكالية عدم تقبل النقد تطغى على النقاش في اليوم الأول
طغت إشكالية الأنساق المضمرة و دلالاتها النسقية في الخطاب الروائي، على محور النقاش في اليوم الأول من الملتقى الدولي عبد الحميد بن هدوقة،  كما تطرقت إحدى المتدخلات إلى إشكالية عدم تقبل النقد من قبل بعض الكتاب، و نظرتهم الاستعلائية لهذا العامل رغم أهميته في تقويم العمل الأدبي و الروائي.
و عرف الملتقى الذي افتتح يوم أمس، بجامعة البشر الابراهيمي ببرج بوعريريج، حضور وزير الثقافة عزالدين ميهوبي و وجوه أدبية وأكاديمية وكتاب و باحثين، حيث تداول على منصة المحاضرات العديد من الكتاب و النقاد من الجزائر و دول عربية و أوربية، تقدمتهم يولاندا غواردي أستاذة بقسم العلوم الإنسانية و اللغات و الفنون و الفلسفة بجامعة ماشيرتا الايطالية، التي اشتغلت على دراسة الرواية الجزائرية المعاصرة باللغة العربية، و تطرقت في مداخلتها الافتتاحية إلى تجربتها في مجال الترجمة من الإيطالية إلى العربية، منبهة إلى أن الرواية الجزائرية تمكنت من الوصول إلى العالم، كونها رواية مكتملة البنية من الناحية الشكلية و من ناحية الموضوع و الفكرة، ما جعلها محل اهتمام خارج الجزائر من خلال ترجمة العديد من الأعمال الروائية و الأدبية، لكن يبقى مجال ترجمة الأعمال الأدبية الجزائرية إلى اللغة الإيطالية بحاجة إلى الدعم، مشيرة إلى ترجمة 15 رواية عربية خلال السنة الفارطة إلى الإيطالية، أخذت فيها حصة الأسد مصر و لبنان،  في حين لم يترجم أي عمل روائي جزائري.
من جانبها ذكرت، الأستاذة آمنة بلعلى، في مداخلتها الافتتاحية المعنونة بتدفق الرواية و أهمية التصنيف، بالأهمية البالغة للنقد في المجال الأدبي،  مبرزة بعض التصرفات و السلوكات الصادرة عن الكتاب و حتى النقاد في الجزائر، أين ينظر بعض الكتاب و بالخصوص المبتدئين و الكتاب الشباب منهم للنقد، على أنه غير بريء المقاصد، في نظرة شخصية ضيقة كان من المفروض أن يتجرد منها الكاتب، باعتبار أن النقد يساهم في تصويب الأخطاء و يعمل علىتطوير مستوى الكتابة الأدبية و الروائية.
وتمحورت اشكالية الملتقى، حول الرواية والأنساق الثقافية، حيث تم التركيز في محور اليوم الأول على موضوع  الأنساق المضمرة و دلالتها الثقافية  في النسق الروائي، في مداخلات لأساتذة  و كتاب من الجزائر و بلدان عربية أين تم إلقاء محاضرة تصب في موضوع الاشكالية، التي تمحورت حول نشأة الأنساق المضمرة تحت ايقاعات التاريخ  و السياقات الحضارية، في مقاربات النقد الثقافي، من خلال مقاربة الخطاب بأدوات النقد الثقافي، ليتسنى للمتلقي فرصة الكشف عن الطرق الثقافية و سبلها في ترسيخ أنساقها داخل النص الروائي.              
ع/ بوعبدالله

وزير الثقافة عز الدين ميهوبي
نسعى لإنشاء هيئة لترجمة الأعمال الأدبية الجزائرية
كشف، يوم أمس، عز الدين ميهوبي، عن سعي وزارة الثقافة إلى انشاء هيئة للترجمة، من خلال جهود جمع المترجمين الجزائريين في هذه الهيئة،لتسويق المنتوج الثقافي و الأدبي نحو الخارج، مبديا تزايد الاهتمام بالأدب الجزائري بترجمة عديد الكتب إلى اللغة الإسبانية مؤخرا، فضلا عن بروز اهتمام جاد من الصينين لترجمة الروايات و الكتابات الأدبية.
و قال وزير الثقافة، أن ما يعنينا هو نقل الثقافة و الأدب الجزائري، إلى العالم من خلال الترجمة التي لا تشتغل عليها الوزارة فقط، بل فرضها تفوق الكتاب الجزائريين ممن وضعوا بصماتهم في الساحة الدولية و العربية، ما جعلهم محل أنظار دور النشر العالمية لترجمة اعمالهم إلى عديد اللغات، مستدلا بكوكبة من الكتاب، على غرار الكاتب واسيني الأعرج الذي أصبح كما أضاف مرجعا في الأدب الجزائري و العربي عالميا، بالإضافة إلى كتاب أخرين على غرار أحلام مستغانمي و الحبيب السائح، و أمين زاوي و غيرهم.
كما أشاد وزير الثقافة بتفوق كتاب جزائريين من الجيل الصاعد، مشيرا إلى أنهم أصبحوا يسيطرون على كبرى الجوائز و المسابقات العربية، مثل مسابقة الطيب صالح بالسودان و جائزة كتارا و مسابقات ابن خلدون و مسابقة أسيا جبار للرواية و مسابقة بن هدوقة، و غيرها من المسابقات العربية، مشيرا إلى أن هذا الجيل من الكتاب الشباب يعد بالكثير.
و جدد وزير الثقافة، تأكيده على المساهمة في انجاح مثل هذه الملتقيات الثقافية و الفكرية و الأدبية، على غرار ملتقى بن هدوقة للرواية، باعتباره حدثا ثقافيا سنويا، مشيدا برصيد الكاتب بن هدوقة، باعتباره مناضلا و مجاهدا و مثقفا و فاعلا في الثقافة الجزائرية بعد الاستقلال، مبرزا دور هذا الكاتب في ارساء القيم الوطنيةالأصيلة،وتنوعه في الكتابة الإعلامية و التوثيق و الكتابة الأدبية.
ع/ بوعبدالله

رئيس الملتقى سعيد بوطاجين
كتاب الملتقى أصبح مرجعا للباحثين العرب و بلغ صداه أوروبا
قال، السعيد بوطاجين رئيس ملتقى بن هدوقة، في تصريح خاص به النصر، أن اللجنة العلمية تسعى دائما إلى إضافة أنساق جديدة للملتقى من ناحية المواضيع و النشاطات، مشيرا إلى أن الطبعة الحالية ما هي إلا امتداد للطبعات السابقة، التي حققت انتشارا على الصعيدين العربي و العالمي،مضيفا أن كتاب الملتقى بلغ صداه إلى ايطاليا و روسيا، و أصبح مرجع الباحثين العرب في الجامعات.
وأشار إلى تميز هذه الطبعة، بإضافة بعض الأنشطة الجانبية المتعلقة بالمسرح و الأمسيات الفنية و الشعرية، لتضاف إلى للمحاضرات و الورشات المفتوحة لمناقشة و دراسة الموضوع المعالج في الملتقى وهو الأنساق الثقافية في الرواية، باعتباره موضوعا مواز و متمم لمناهج المقاربات النقدية الجديدة في أوروبا و في الوطن العربي، مبرزا سعي اللجنة العلمية إلى تغيير الموضوعات، في انتظار استحداث محور جديد سيكون مفاجأة الملتقى في الطبعة القادمة من خلال إضافة انساق جديدة من الناحية النقدية .
زيادة على هذا كشف رئيس الملتقى، أن كتاب هذه الطبعة سيحمل رقم ايداع دولي حتى يكون مقبولا في البحوث الأكاديمية، مضيفا أن  هذا لا يقلل من أهمية الكتب الصادرة في الطبعات  السابقة للملتقى، التي تحولت إلى مرجع في الكثير من البلدان العربية، و تحدثت عنها الصحافة العربية و الأجنبية في إيطاليا و موسكو و سوريا و العراق، كما انها استعملت كمراجع في رسائل الماجيستر و الدكتوراه من قبل الباحثين العرب.
ع/ بوعبدالله

رواية أنين السنين لكاتبها علي زيتوني تفوز بجائزة الملتقى
عادت الجائزة الأولى لملتقى بن هدوقة للرواية، في طبعته 16، إلى الكاتب الشاب علي زيتوني من ولاية سطيف، عن روايته المعنونة بأنين السنين، فيما عادت الجائزة الثانية للكاتبة أسماء بن الربيع من ولاية البرج، عن رواية ذاكرة ذي ورد، و الجائزة الثالثة لرواية تجاعيد الروح  لمحمد تريبات من المسيلة.
و أشادت لجنة التحكيم، بمستوى الأعمال المشاركة في هذه المسابقة، مشيرة إلى صعوبة الاختيار و الفصل في الأعمال المتوجة، التي كان الفارق بينها بسيطا ما جعل جزئيات بسيطة ترجح كفة رواية عن أخرى في الترتيب النهائي من قبل لجنة التحكيم، التي ارتأت أن تمنح الجائزة الأولىللكاتب الشاب علي زيتوني، عن روايته لعنة السنين التي حققت خصائص السرد، و تركيز كاتبها على عاملي المغامرة و التشويق ما يجعل المتلقي مشدودا يتعرج بين الحاضر و الماضي متطلعا للمستقبل، في نسق سردها المتصاعد دون أن تهمل الجوانب الإنسانية، لتنتهي بالدعوة إلى التسامح بين البشر على اختلاف أجناسهم و عقائدهم.                        
ع/بوعبدالله

 

الرجوع إلى الأعلى