شيّع مساء أول أمس الخميس، العشرات من المواطنين وأفراد الجيش والشرطة جثمان الطيار بوماليط مولاي نذير حسني الذي استشهد في تحطم مقاتلة عسكرية في تيارت ليلة الأربعاء الماضي.
وجرى تشييع جثمان الشهيد في أجواء مهيبة، حيث انطلقت جنازته من منزل أسرته بمعهد تكوين الأساتذة مريم بوعتورة في باب القنطرة، ثم نقل جثمانه إلى مسجد الاستقلال بوسط المدينة للصلاة عليه، قبل أن يُحمل على أكتاف مجموعة من الجنود يتبعهم العشرات من المواطنين مكبرين إلى غاية المقبرة المركزية. وقد حضر الجنازة والي قسنطينة وممثلو السلطات العسكرية وأسلاك الأمن بالولاية، بالإضافة إلى الممثلين المحليين لبعض الأحزاب السياسية وأفراد عائلة شهيد الواجب وجيرانه بوسط المدينة وزملائه من سلاح الطيران الذين لم تغادر الدموع عيونهم متأثرين برحيل النقيب مولاي بوماليط المعروف بأخلاقه الجيدة وحسن تعامله، مثلما أكدوا عليه.  
مولاي كان يتمنى دائما أن يموت في الطائرة
وتمت قراءة الفاتحة على روح الفقيد، قبل أن يوضع في القبر ويهال عليه التراب في الجهة العليا من المقبرة المركزية، ليقف والده لتلقي التعازي من عدد كبير من المواطنين ورفقاء الشهيد واستمر الأمر لحوالي نصف ساعة. وبدت على والد المرحوم علامات تأثر بالغ ، بالإضافة إلى أفراد العائلة وأصدقائه الذين كانوا يذرفون الدموع أيضا. وتحدثنا إلى بعض من أصدقاء مولاي الذي رحل عن عمر 33 سنة، حيث أكد لنا صديقه اسكندر أن معرفتهم بالفقيد تتعدى الصداقة إلى الأخوة، مؤكدا لنا أن الابتسامة لم تفارق وجهه، كما سرد لنا بحزن لقاءه الأخير به مع مجموعة من الأصدقاء، حيث دعاهم إلى تناول العشاء وأخبرهم أنه ينوي الزواج خلال فصل الصيف القادم.
وأضاف محدثنا أنه كان من المرتقب أن تتم ترقية مولاي من رتبة نقيب إلى رائد خلال الصائفة القادمة، لكن الموت كان أسرع في الوصول إليه، في حين قال أنه كان ينوي أن يزور قسنطينة خلال عطلة الأسبوع الجاري. أما صديقه بلال فلم يستطع كبح دموعه وهو يحدثنا عن صديقه مولاي، حيث قال «إن مولاي كان الأعزب الوحيد بين مجموعة أصدقائه الممثلة فينا نحن، وكنا جميعا نتحضر لحفل زفافه».
وأخبرنا صديق آخر أن مولاي كان يردد دائما بأنه يتمنى أن يموت في الطائرة، مضيفا «أنه تمكن من الهبوط بالطائرة في إحدى المرات، رغم أنها كان يفترض أن تقع ويقذف بنفسه خارجها» وختم كلامه يقول بأسف «إن الحظ لم يحالفه هذه المرة». وأجمع أصدقاء المرحوم على أن الجزائر قد خسرت واحدا من خيرة أبنائها، كما أنه قدم الكثير لها. وقد علمنا من محيط العائلة أن مولاي هو الابن الوحيد لوالديه وسط بنتين، في حين ردد والده بأنه لم ير يوما ما يسوءه من ابنه مولاي.
سامي .ح

الرجوع إلى الأعلى