العلاج بأسماك المياه العذبة يطرح كبديل لعلاج الصدفية و الإكزيما
أكد مختصون في الأمراض الجلدية و العلاج بالمياه المعدنية الحارة شاركوا في فعاليات ملتقى متخصص بالقرية السياحية حمام أولاد علي بقالمة مطلع الأسبوع، بأن المنطقة تتوفر على كل المؤهلات لتكون قطبا وطنيا في مجال العلاج بأسماك المياه العذبة، مشيرين إلى أن هذه التقنية مازالت غير  معروفة بالشكل الكافي في الجزائر، لكن الاهتمام بها في تطور مستمر يدفع للتفاؤل بإمكانية تحيق نتائج إيجابية خلال السنوات القليلة القادمة.    
و تعد المياه المعدنية الحارة بقالمة ملائمة جدا لتربية هذا النوع من الأسماك و استخدامه في مراكز العلاج و الرفاهية، لأنه قادر حسب المتدخلين في أشغال الملتقى، على العيش وسط درجة حرارة مرتفعة قد تصل إلى 40 درجة، خصوصا وأن مناج المنطقة كما قالوا، ساعد على تكاثر و نمو السمك الطبيب كما يسميه المهتمون بهذه التقنية الطبيعية ذات الفوائد العلاجية و السياحية الكبيرة.  
و لا يملك السمك الطبيب أسنانا تؤذي متلقي العلاج، و هو يتغذى على الجلد الميت و الميكروبات المتواجدة على سطحه، و تعد الصدفية في مقدمة الأمراض التي تستجيب للعلاج بأسماك المياه العذبة، بالإضافة إلى أمراض جلدية أخرى بينها الإيكزيما و الحساسية، حيث أجرى المشاركون في اللقاء تجارب حية وسط أحواض زجاجية صغيرة مليئة بالسمك الطبيب و تابعوا كيف يلتصق السمك بالأقدام و يتغذى على بقع الجلد المصابة بمختلف الأمراض الجلدية، وحسب  منيرة سريدي، رئيسية جمعية الكوكب الأزرق المشاركة في تنظيم الملتقى، فإن تقنية العلاج بسمك المياه العذبة مازالت غير معروفة في لجزائر، فالمركز الوحيد الذي يعتمدها متواجد بدالي إبراهيم بالعاصمة وهو متخصص فقط في الرفاهية و لا ستخدم الأسماك الموجودة لديه في العلاج، مضيفة، بأن تركيا هي الدولة الوحيدة الرائدة في هذا النوع من العلاج، في وقت تعمل  الجزائر على إدخال هذا التخصص الطبي الطبيعي في قطاع السياحة العلاجية بالنظر إلى الإمكانات الطبيعية الكبيرة التي تتوفر عليها، و تعد قالمة واحدة من الأقطاب الحموية المؤهلة لإدخال هذه التقنية في مجال العلاج الطبيعي كما أشارت.   
و قد دعا المشاركون في الملتقى، إلى إنشاء مراكز وطنية للبحث في هذا المجال، و فتح تخصصات بالجامعة لتكوين الكوادر الطبية المؤهلة، و وضع تشريع قانوني ينظم هذا النوع من النشاط، و فتح مجال التكوين القاعدي للمهتمين به، و خاصة أصحاب المركبات الحموية الوطنية و الفنادق العمومية و الخاصة، كما شددوا على أهمية تحفيز المستثمرين للمشاركة الفعالة في بعث مشاريع لتربية السمك الطبيب، و بناء مراكز متخصصة في العلاج و الرفاهية، و الانفتاح على تجارب الدولة الرائدة و الاستفادة من خبرتها في العلاج بأسماك المياه العذبة، و إدراج هذا النشاط في قطاع التجارة الوطنية.  
تجدر الإشارة، إلى أن العلاج بالعوالق المائية الصغيرة معروف منذ القدم بولاية قالمة، حيث توجد منابع مائية طبيعية يقصدها المرضى في فصلي الربيع و الصيف من كل مكان لعلاج الدوالي و الأمراض الجلدية، حيث يعتقد الناس هنا بأن الأسماك الصغيرة و العوالق الأخرى المتواجدة بهذه المنابع مفيدة لهذه الأمراض.  
و يعد منبع طريق عين العربي شرقي قالمة واحد من المواقع التي يقصدها المرضى من داخل الولاية و من خارجها، أملا في العلاج و التخفيف من الآلام الناجمة عن هذه الأمراض.                فريد.غ     
                                                                                                       

الرجوع إلى الأعلى