التركيز على الجمال بدل الموهبة أفرز فنا دون المستوى
وصفت الممثلة المسرحية و التلفزيونية حورية بهلول المعروفة بـ»فيفي» الفن في الجزائر بـ»المارشي» او السوق ، تعبيرا منها عن تدني المستوى الذي أرجعته إلى الاهتمام بالصورة دون التركيز على المضمون، مضيفة بأنها ليست ضد الطاقات الشبانية الجديدة، بل تدعوها للتكوين الجيد و صقل الموهبة قبل المطالبة بالحصول على بطاقة الفنان، التي قالت بأنها ورقة باتت تسلم لكل من هب و دب، في تعليقها على ما آل إليه واقع الفن و الفنان الجزائري.
النصر: لطالما ارتبط اسمك بالمسرح، حدثينا عن انتقالك بينه و بين الشاشة الصغيرة؟
حورية بهلول : بدأت المسرح كهاوية سنة 1999 أنشط في إطار جمعية أطفال المسرح و الموسيقى لولاية باتنة إلى غاية 2007، و منها انتقلت إلى عالم الاحتراف بمسرح بجاية، و قد كنا نقوم بدورات عبر مختلف المسارح الجهوية، و في رصيدنا أكثر من 20 عمل مسرحي، أبرزها «من حقي نحلم» التي توجت بفضلها بجائزة أفضل دور نسائي في المسرح المحترف سنة 2015، مع ذلك انتقلت للشاشة بداية من سنة 2009 بحثا عن تطوير الذات، ثم  عدت إلى المسرح، قبل أن أعود إليها مجددا في *تيك توك* مع الفكاهي حكيم دكار و مسلسل درامي تاريخي مع المخرج الأردني بسام المصري نظرا لمستوى هذه الأعمال.
ـ  بين الدراما و الكوميديا، أين تجدين نفسك أكثر؟
ـ في المسرح، تقمصت جميع الأدوار، كنت فكاهية و لعبت أدوارا درامية درامية كذلك، غير أني أحترم ما يراني فيه المخرج، ربما أحب الدراما كثيرا خاصة في مجال السينما التي أتمنى أن تسنح لي الفرصة لأمثل لألجها مستقبلا.
ـ  مشاركتك في سلسلة «ميسي» رمضان الفارط ماذا أضاف لمسيرتك الفنية ؟
ـ مسلسل «ميسي» تجربة جميلة جدا أعتز بها، تركيز الكاتب على المرأة و محاولة تشكيله لفسيفساء من المجتمع داخل مخبر للطعام، أبهرني كثيرا و شخصية خديجة الفتاة البسيطة التي تجاوزت سن الـ30 و التي تعمل من أجل إعالة أفراد أسرتها دون أن تغفل بحثها الدائم عن عريس، كانت تقارب شخصيتي تلك الفتاة المكافحة و المثابرة، و هو دور جديد بالنسبة لي.
ـ   وجهت عدة انتقادات لأعمال  رمضانية   السبب في رأيك؟
ـ بعض الأعمال كانت جميلة الموسم الفارط، أما بالنسبة للرداءة التي طبعت بعضها الآخر، فمردها بالدرجة الأولى إلى طريقة انتقاء الممثلين خلال الكاستينج، ما  وقع فعلا هو تركيز بعض المنتجين و المخرجين على الجمال دون الاهتمام بما يحمله الأشخاص من خبرة و تكوين، و هذا ما ينقصنا حقا، فالكاميرا ليست صورة جميلة فحسب بل موهبة و تكوين، أقول هذا مع التأكيد على احترامي لكل الفنانين و الفنانات، أنا لست ضد الطاقات الشبانية، بل أريدهم أن يكونوا في المستوى فقط.
ـ ص كيف  ترين واقع الفن في بلادنا ؟

ـ الفن في الجزائر تحول إلى «مارشي» أو سوق للأسف، و حتى شروط الانتقاء لا تتم مراعاتها كليا من أجل تقديم أعمال في المستوى، فهنالك أسباب ترسخ للرداءة و تحاول استغباء المشاهد، المسؤولون عن هذا المنتج الرديء نسوا بأن الجمهور الجزائري ذواق  و ليس غبيا ، كما لا يمكن أن ننسى تأثير  تهميش العديد من الأسماء الكبيرة بشكل كلي أو جزئي و منح البعض أدوارا ثانوية أو تافهة لا تليق بهم، و هو ما أفقد الكثير من الإنتاجات قيمتها،  في اعتقادي التجديد مطلوب لكن القامات الفنية تعد إضافة لكل نوعية في عمل،ولا أفهم، هل تقزيمها يدخل في إطار سياسة التهميش أم في تحطيم ثقافة أمة بأكملها.
ـ  فصلي في هذه النقطة أكثر أين يكمن الخلل؟
ـ الخلل يكمن في غياب نظام خاص و قانون خاص يحمي الفنان الحقيقي، لابد من التدقيق في موهبة الشخص قبل منحه بطاقة الفنان، حتى لا تتحول إلى مجرد ورقة يحملها كل من هب و دب مثلما هو حاصل اليوم مع العديد من الأشخاص.
 و هنا أود أن أشير إلى أن الإعلام لعب دورا في الترويج للدخلاء على المهنة، خاصة بعض القنوات التي للأسف ترسخ للرداءة بشكل كبير.
ـ  ما جديدك هذه السنة، أو ماذا تحضرين للشهر الكريم؟
ـ أنهيت مؤخرا تصوير سلسلة فكاهية من 30 حلقة بعنوان «عام الباك»، و هو عمل يسلط الضوء على حياة الشباب بين سنوات 16 إلى 20 سنة، للمخرج نزيم قايدي، ألعب فيه دورا جديدا و شخصية جديدة، سيكتشفها الجمهور عبر شاشة «كانال آلجيري» ، و أكتفي بهذا حتى لا أفسد جانب التشويق من العمل الذي أتمنى له النجاح و لباقي الأعمال التي سيراها المشاهد، و التي أرجوا أن تكون في مستوى وعي و ثقافة الجمهور الجزائري الذواق.
إ.زياري

الرجوع إلى الأعلى