سأنتقل من الأفلام الثورية إلى الشبابية

يرى محافظ المهرجان الثقافي الوطني للفيلم الأمازيغي و المخرج عمار تريباش، أن السينما الجزائرية الأمازيغية تطورت كثيرا خلال السنوات الأخيرة، بالرغم من قلة الإمكانيات و نقص التكوين، بفضل المخرجين و كتاب السيناريو و الممثلين الشباب الذين برزوا بقوة، وتمكنوا من تقديم أعمال جادة ذات نوعية جيدة.
في انتظار ضوء أخضر لعمل عن العشرية السوداء
و أكد تريباش في لقائه بالنصر، أنه تم عرض خلال  الطبعة 17 للمهرجان التي اختتمت أول أمس الاثنين، عدة أعمال احترافية ، لكن  يجب التفكير، حسبه، في إنشاء مدارس عالمية لتكوين و تأهيل كل المشتغلين في صناعة السينما و الارتقاء بالفن السابع إلى أبعد الحدود.
أضاف المخرج بأن الجمهور أصبح يهتم بالسينما و يعرف قيمتها والدليل على ذلك حضوره القوي إلى قاعات العرض لمشاهدة الأفلام المشاركة في المهرجان، كما أنه يتمتع بمستوى راق ، و يناقش المخرجين حول أعمالهم بشكل متحضر.  
وعن تقييمه للطبعة 17 لمهرجان الفيلم الأمازيغي الذي احتضنته عاصمة جرجرة طيلة 5 أيام،  قال المتحدث «اكتشفت عالما آخر خلال هذه الطبعة، هناك عمل متكامل و تنسيق كبير بين المنظمين والساهرين على تأطير المهرجان، إضافة إلى أعضاء لجنة التحكيم التي تتكون من محترفين في السينما لهم حضور بارز في المشهد السينمائي، سواء المخرجين أو كتاب السيناريو أو النقاد السينمائيين أو الصحافيين،  وهو ما أعطى للمهرجان دفعا قويا لجلب الجمهور و نجاحه على جميع المستويات»، وأضاف تريباش « أستطيع القول أن مهرجان الفيلم الأمازيغي لهذه السنة تطور كثيرا، مقارنة بالطبعات السابقة وبإمكانه أن يتوسع أكثر في المستقبل».
بالنسبة للأعمال المتنافسة على الزيتونة الذهبية ، قال تريباش أنها تتمتع بمستوى عال، سواء من ناحية السيناريو أو الإخراج، أو أداء الممثلين الذين أبدعوا في تقمص الأدوار، مشيرا إلى أنه انبهر بأدائهم وكفاءتهم، كما أنه اكتشف ممثلين موهوبين من فئة الأطفال تقمصوا أدوارهم، كما ينبغي، حسبه، وقال بهذا الخصوص « أدهشني كثيرا مستوى الأطفال الصغار ، علينا أن نشجعهم لأنهم يمثلون مستقبل السينما في الجزائر، ويمكن الاعتماد عليهم في تطويرها  و ترقيتها» .
في ما يتعلق بكتاب السيناريو الشباب، ذكر بأن أغلبهم يعملون من أجل المهرجان وهذا راجع لغياب قاعات السينما و الفضاءات الثقافية التي من المفروض أن يتكونوا فيها، موضحا أنه رافع من أجل انجاز مدرسة عالمية يسيرها خبراء في السينما، لتكوين وتأهيل المشتغلين في صناعة السينما، سواء الممثلين أو كتاب السيناريو أو المخرجين وحتى التقنيين، لكي نرتقي بالفن السابع في بلادنا.

وأضاف محافظ المهرجان، بأن الأفلام المتنافسة على نيل الزيتونة الذهبية  احترافية ، عكس أفلام الطبعات السابقة التي كانت نوعا ما أفلام هواة ، مؤكدا أن المخرجين قدموا أفلاما منجزة بعناية في الجزائر، ولم يحضروها من الخارج ، وأرجع احتراف الممثلين والمخرجين إلى التكنولوجيا الحديثة التي غزت العالم، فرغم أنهم لم يتلقوا تكوينا في الميدان،  إلا أنهم تعلموا مختلف التقنيات الخاصة بالإخراج السينمائي والكتابة والتمثيل وغيرها من الإنترنت التي ساعدتهم على تطوير معارفهم ، لأنهم يحبون عملهم ويمارسونه بكل صدق.
يجب إنشاء مدارس عالمية للتكوين السينمائي
كشف المخرج من جهة أخرى، بأن هناك عملين جديدين في الأفق، حيث قام بإيداع السيناريوهين الخاصين بهما لدى لجنة القراءة على مستوى وزارة الثقافة، وينتظر الضوء الأخضر ليقوم بإنجازهما.
و قال المتحدث بأن العمل الأول عبارة عن فيلم كوميدي موسيقي ترفيهي موجه لفئة الشباب يحمل عنوان» اللحن الأبدي»، موضحا «أسعى للانتقال من الأفلام الدرامية الاجتماعية و أفلام الثورة ، إلى أفلام الشباب للترويح عنهم».
 أما العمل الثاني فيتطرق إلى العشرية السوداء و كيفية تحول الشخص العادي إلى إرهابي، و سيتم تصوير لقطات منه في غابة إيعكوران وبعض قرى ولاية تيزي وزو و الأحياء التي عاث فيها الإرهاب فسادا بالجزائر العاصمة، مثل حي بن طلحة، إذا حصل على الضوء الأخضر لإخراجه.
 سامية إخليف

الرجوع إلى الأعلى