إنتاج 3 ملايين لتر من حليب الأبقار شهريا
وصل إنتاج حليب الأبقار بولاية قسنطينة خلال الفترة الجارية إلى 3 ملايين لتر شهريا، بحسب ما تؤكده جمعية بائعي وجامعي الحليب، في وقت عزف فيه كثيرون منهم عن البسترة على مستوى ملبنة «نوميديا» العمومية، كما أكّد رئيس الاتحاد الولائي للفلاحين أن الكميات تراجعت في الأعوام الأخيرة.
وأفاد رؤوف بن فاضل، رئيس جمعية جامعي وبائعي حليب الأبقار، التي أنشئت منذ أشهر قليلة بعد قرار مديرية المصالح الفِلاحيّة القاضي بضرورة البسترة قبل البيع على إثر اكتشاف بؤرة للحمى المالطية، أن الكمية اليومية من حليب الأبقار المجمّعة على مستوى ولاية قسنطينة تصل إلى مائة ألف لتر، في حين أوضح أن الجمعية التي يرأسها تضم في الوقت الحالي 244 منخرطا، بينهم أكثر من ثمانين جامع حليب. ونبّه نفس المصدر أن إنتاج حليب الأبقار يبلغ ذروته خلال الفترة الربيعية، حيث تُوجّه أغلب هذه الكميات إلى الملبنات العمومية والخاصة وتستغّل في صناعة مشتقات الحليب مثل الجبن والياغورت وغيرها من المنتجات.
وأشار نفس المصدر إلى أن بعض الملبنات تقتني من الجامعين والمربين كميات تصل إلى 30 ألف لتر يوميا، موضحا أن حليب الأبقار الذي يتم إنتاجه بقسنطينة، يستعمل من طرف وحدات إنتاج من خارج الولاية أيضا، في حين تحدث عن انعدام مصانع لتحويل الحليب إلى مسحوق لتطوير الإنتاج ومضاعفة حجم استغلاله اقتصاديّا.
من جهة أخرى، أكد لنا مدير ملبنة «نوميديا»، حليمي رشيد، أن جامعي وبائعي الحليب يعزفون عن بسترة الكميات التي يجمعونها في القسم المخصص لهم على مستوى الملبنة، التي هيّأت حيزا خاصا، بحسب نفس المصدر، ووضعت تجهيزات كلفتها حوالي مائتي مليون سنتيم، كما أضاف أن مجموعة منهم كانت تقصد الملبنة للبسترة في الفترة الأولى من صدور التعليمة لكنّهم عزفوا بعد ذلك ولا يلتزم منهم حاليا إلا عدد قليل، ما جعله يطرح الأمر على مديرية المصالح الفلاحيّة.
ونفى رئيس جمعية جامعي و بائعي الحليب أن يكون المعنيون قد عزفوا عن البسترة، حيث أوضح لنا أن الكثيرين منهم يوجهون الكميات إلى ملبنة العثمانية ويقومون بالعملية على مستواها، في حين مازال آخرون يقصدون ملبنة «نوميديا»، فالقضية تتعلق بقرب المسافة واختصار الوقت فقط، مثلما قال.
وأشار نفس المصدر إلى أن «نوميديا» قد وضعت جميع التسهيلات لممارسي هذه المهنة، فضلا عن أنها تقتني من الجامعين جزءا معتبرا من الحليب الذي يجمعونه، مشددا على أن المعنيين يحوزون الوصول التي تثبت أنهم مازالوا يقومون بالبسترة.
أما رئيس الاتحاد الولائي للفلاحين، عوان سليمان، فقد أكد في اتصال بنا، أن إنتاج حليب الأبقار في ولاية قسنطينة قد تراجع بنسبة 60 بالمائة خلال الأعوام الأخيرة، موضحا الأمر بكون العديد من المربين قد تخلوا عن هذا النشاط بسبب عدة عراقيل، على غرار ارتفاع أسعار الكلأ والأدوية الخاصة بالأبقار، كما قال إنّه ينبغي مراعاة طبيعة المُناخ في فصيلة الأبقار التي تتمّ تربيتها، مشيرا إلى ضرورة إنشاء مزارع خاصة لتربية أصناف تتماشى مع الظروف المناخية للجزائر، عوضا عن استيراد سلالات من أوروبا لا يمكنها، بحسبه، أن تعطي الكثير إذا لم تُوفّر لها الشروط الملائمة، حيث ضرب المثال بفصيلة نعاج منطقة أولاد جلال المتداولة على المستوى الوطني، والتي تغني الجزائر عن الاستيراد.
سامي.ح 

الرجوع إلى الأعلى