قالت الأستاذة الجامعية فاطمة الزهراء مكاوي، صاحبة الستين عاما، بأن مشاركتها في المسيرات المطالبة بالتغيير، جاءت استجابة للواجب الوطني، وذلك وعيا منها بأهمية الكينونة كعنصر فاعل في المجتمع، بعيدا عن التمييز على أساس الجندر و الفئة العمرية، لأن القضية تتعلق بشعب بأكمله، ولا تنحصر في تيار سياسي أو تكتل مهني، لذلك لابد من الحفاظ، حسبها، على سلمية الحراك و وحدة المواقف والابتعاد عن مسعى التأطير الذي قد يؤدي إلى الانشقاق.
محدثتنا أوضحت بأنها تجندت للمشاركة في الحراك الشعبي بداية من ثاني مواعيده، وذلك بعدما تفاعلت مع نداءات التعبئة الشعبية التي تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصا وأن الدعوة للمشاركة في الحراك، كانت شاملة و بعيدة عن كل الأطر الحزبية، كما أن المطالب موحدة و غير متطرفة، فالجميع، حسبها، معنيون بالفقر و بالفساد و بالبطالة و بالإصلاح على كافة المستويات، و المسيرات تهدف  إلى تصحيح هذا الوضع، و إحداث التغيير الجذري و الشامل في المنظومة السياسية و إرساء أولى معالم الجمهورية الثانية.
و ترى الأستاذة مكاوي، بأن السر وراء التفاف الشعب حول الدعوة إلى التظاهر، هو  كونها دعوة عفوية و لا تخدم أجندة سياسية أو إيديولوجية،  الأمر الذي لعب دورا كبيرا في نجاحها إلى غاية الآن، علما أنه لا يمكن، حسبها، إغفال الدور الكبير والبارز الذي لعبه الشباب في هذه المرحلة، خصوصا بعدما أثبتوا أنهم يتمتعون بوعي سياسي و اجتماعي كبير، هو في رأيها نتاج تراكمات عديدة عاشوها خلال مرحل متعددة.
و أضافت بأن هذا الوعي و النضج الذي ظهر به الجيل الحالي لم يفاجئها، وذلك نظرا لاحتكاكها الدائم مع فئة الشباب بوصفها أستاذة جامعية، فهي، كما عبرت، تتفهم جيدا بعض ردود الأفعال التي تنجر عن الخيبة الاجتماعية، لكنها تدرك أيضا أن هذه السلوكيات لا تلغي فكرة أن شباب اليوم واعون و مندمجون بشكل عميق في المجتمع، كما أنهم أكثر انفتاحا و قدرة على التأقلم مع المتغيرات، بدليل تعاملهم الراقي مع النساء اللائي خرجن إلى الشارع للدفاع عن الديمقراطية و مبادئ الجمهورية.
المتحدثة أشارت إلى أن المرحلة الحالية تتطلب تلاحم كل الأطراف و الأطياف و انصهارها ضمن بوتقة مطالب موحدة، أساسها التأكيد على إلزامية تقبل السلطة لرسالة الشعب و التجاوب معها بشكل مباشر، و ذلك لتجنب الدخول في المتاهات السياسية، موضحة بأن هذا المطلب لن يتأتى إلا إذا استمر الحراك الشعبي في نسقه الموحد، بعيدا عن كل دعوات التأطير  و الوصاية العقيمة، التي أكد الشعب في وقفته بأنه لم يعد بحاجة إليها، فالحديث عن الوصاية غير عملي و سابق لأوانه، والأحسن، حسبها، أن نترك الأمور تسير بسلاسة دون استباق المراحل.                 
هدى طابي

 

الرجوع إلى الأعلى