كانت ميساء ميلاط، 28سنة، ممثلة مسرحية من قسنطينة، من بين النساء الأوائل اللائي خرجن في المسيرات الشعبية التي عرفتها الولاية، إذ شاركت في تجمع يوم 8 مارس، لتعبر، كما قالت، عن حبها لوطنها وعن رفضها للفكرة الشائعة عن الجزائريات اللائي يتهمن بالتحيز للرئيس، لأنه منحهن امتيازات كثيرة خلال فترة حكمه، وكان دائما داعما لهن، موضحة بأن المرأة لا تتحيز سوى للوطن، و بأنها لا تقل وطنية عن الرجل، كما أن تعاملها مع قضايا الأمة ليس أقل جدية.
وقالت المتحدثة، بأنها اختارت الخروج يوم 8 مارس، لتثبت حبها لوطنها و لتؤكد أن المرأة هي فرد في المجتمع، و لا يمكن أن تعيش بمعزل عما يحدث فيه، ولذلك فقد كان قرار المشاركة في المسيرات، قرارا فرديا باركته عائلتها ، وثمنه محيطها المهني، مضيفة بأنها معنية بصفة مباشرة بمصير البلاد، لأن ذلك مرتبط بمصيرها كمواطنة وكفنانة شاركت في الحراك، لكي تطالب بطي صفحة قديمة وفتح أخرى جديدة من الحكم، يكون شعارها التغيير.
وأشارت إلى أن الإصلاحات المستقبلية لابد أن تشمل كل جوانب الحياة بما في ذلك الجانب الثقافي، مؤكدة بأنها رددت خلال مشاركتها في مسيرات الجمعة الثانية من الحراك، مطالب مهنية  تتعلق بأهمية تحرير قطاع الثقافة و فتح المجال للتعبير و الإبداع و النهوض بالمسرح الذي همش كثيرا خلال السنوات الماضية، حسبها.
من جهة ثانية، لم تخف ميساء تأثرها بالدور الذي لعبته وسائط التواصل الاجتماعي في تحريك بوصلة الشارع، مشيرة إلى أنها لا تنكر أن فايسبوك كان وراء رفع وعيها السياسي وإدماجها في الأحداث بصفة مباشرة، كما ساهم في اكتشافها لوجوه سياسية وصفتها بالمقنعة على غرار  زبيدة عسول التي قالت عنها بأنها «رمز للمرأة المناضلة».
حسب محدثتنا فإن مشاركتها في المسيرات، أضافت إليها الكثير على الصعيد الشخصي، لأنها جعلتها تحس بأنها قادرة على أن تقدم لوطنها القليل، ولو من خلال قول كلمة الحق، خصوصا وأنها كانت من أوائل النساء اللائي خرجن إلى الشارع ومهدن الطريق للكثيرات، كما أنها تعتبر نفسها صوت النساء اللائي يعجزن عن الخروج للتعبير عن آرائهن وإثبات مواقفهن.
 ميساء قالت أيضا، بأن مشاركتها في المسيرات، جعلتها تكتشف وجها مختلفا للمجتمع الجزائري، و تغير نظرتها إليه، فقد صدمت، كما عبرت، لمستوى الرقي والحضارية التي تميز بهما الحراك، لدرجة أنها بكت من شدة التأثر، كما أضافت، خصوصا بعدما لمست الروح الوطنية العالية لدى أبناء المجتمع الواحد، و أحست بأنها طرف في قضية مصيرية، الأمر الذي أعاد ثقتها في المجتمع و عزز لديها الشعور بالانتماء إلى الجماعة و إلى وطن ظلت تحس بالاغتراب تجاهه لسنوات.
هدى طابي 

الرجوع إلى الأعلى