إن تعمير الأرض من الوظائف الضرورية الجبلية التي يقوم بها الإنسان في هذه الحياة مصداق قوله تعالى: ((هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ  إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ ))؛ ويتخذ التعمير صورتين أساسيتين؛ أولهما تشييد العمران بشتى اضربه وأنواعه، والثاني: المحافظة على الثروات الطبيعية والنباتية والحيوانية وتنميتها، سواء بالتكاثر أو الغرس والزرع، ولذلك نجد في نصوص الشريعة ترغيبا كبيرا في غرس الأشجار وتعهدها؛ لاسيما إذا كانت أشجارا مثمرة.
ففي حديث أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة، فإن استطاع ألا تَقوم حتى يَغرِسَها، فليَغرِسْها) ولغرس الأشجار والمحافظة عليها فوائد كثيرة وحكم جمة؛ منه: (أولا) الثواب العظيم لأنها صدقة جارية ففي حديث مسلم عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ( ما من مسلمٍ يغرسُ غرساً أو يَزْرَعُ زَرْعاً فيأكلُ منه طيرٌ أو إنسانٌ أو بهيمةٌ إلاَّ كان له به صدقة)، فبمجرد غرسها ينال الغارس فضل عمله سواء من خلال ثمرتها التي يتغذى عليها البشر والطير وسائر مخلوقات الله تعالى أو من خلال ظلها الذي تشكله، فما من عابر سبيل يستظل بظلها إلا كان لصاحبها أجر على ذلك، و(ثانيها): تنمية روح العمل في الناس لأن عملية الغرس تعلم الإنسان أن كسبه قوت يومه يكون بعمل يده وجهه وعرقه، وفي الحديث (وقال - صلى الله عليه وسلم -: " ما أكل أحدٌ طعاما قط خيرا من أن يأكل من عمل يده وإنّ نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده)، و(ثالثها) أن في غرس الأشجار غرسا للتفاؤل في النفوس لأن الغارس إنما يغرس وعينه على المستقبل حيث يرى فيه نتاج غرس وثمرة شجره، وهذا ما سينعكس بعدئذ على حياة الناس العملية حيث يقدمون على العمل بإخلاص وتفاؤل وأعينهم على المستقبل المشرق، و(رابعها) تنمية النفسية الايجابية في الناس من خلال تقديم القيمة المضافة والسعي بدل انتظار ما ينتجه الغير والركون إلى الدعة، و(خامسها)؛ تحقيق الاكتفاء الذاتي للأمة حيث تأكل مما تنتج وهو ما يحميها من أفات الدهر وعواقبه، ويجعها مستقلة أمنة، وقد قيل (ويل لأمة تأكل مما ينتج غيرها)، و(سادسها) المحافظة على البيئة وتربتها من أي انجراف قد يعتريها أو تصحر يزحف عليها، و(سابعها) إضفاء مسحة من الجمال والحسن على المحيط الطبيعي والعمراني للناس؛ لأن الأشجار الطبيعية لها من الأشكال البديعة والألوان الزاهية ما يجعل منظرها بديعا على شكل بانوراما تجذب السواح وتسر الناظرين، لهذا وذاك حري بالمسلم المبادرة إلى غرس الأشجار  في كل مكان بالجبال والبوادي والمدن، فهي عمل يتم بأبسط جهد لكن ثوابه عند الله تعالى عظيم، وفوائده على عباد الله وخلقه لا تعد ولا تحصى، فهي من الطبيعة وإلى الطبيعة تعود.
 ع/خ

 

رعاية المواهب من خلال السنة


إن المتتبع لسنة النبي صلى الله عليه وسلم كمنهج عام دقها وجلها يلحظ اهتمامها بفئة الموهوبين وكيف وجهتهم السنة ونمت مواهبهم ولا يسعنا هنا إلا أن نحدث أنفسنا عن موهبة صقلها النبي صلى الله عليه وسلم وأولاها اهتماما، عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما، فقد برهنت الدلالات تفوقه وبروزه حيث فاقت قدرته أقرانه حتى أنه فاق الأكابر قبل الأصاغر يروي لنا ابن عباس كان عمر رضي الله عنه يدخلني مع أشياخ بدر، فكأن بعضهم وجد في نفسه فقال: لم يدخل هذا معنا ولنا أبناء مثله ؟ فقال عمر: إنه من حيث علمتم ! فدعاني ذات يوم فأدخلني معهم، فما رأيت أنه دعاني يومئذ إلا ليريهم قال: ما تقولون في قول الله تعالى: {إذا جاء نصر الله والفتح} فقال بعضهم: أمرنا نحمد الله ونستغفره إذا نصرنا وفتح علينا .وسكت بعضهم فلم يقل شيئاً فقال لي: أكذلك تقول يا ابن عباس؟ فقلت: لا .قال فما تقول ؟ قلت: هو أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم، أعلمه له قال: {إذا جاء نصر الله والفتح} وذلك علامة أجلك {فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان تواباً} فقال عمر رضي الله عنه: ما أعلم منها إلا ما تقول .رواه البخاري .
وقد اختصر أهم وسائل رعاية النبي صلى الله عليه وسلم للجوانب العقلية لموهبة ابن عباس حيث تعتبر أهم وسيلة إعطاءه الفرصة لإظهار موهبته قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم من آخر الليل فصليت خلفه فأخذ بيدي فجرني فجعلني حذاءه، فلما أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم على صلاته خنست، فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما انصرف قال لي: ما شأني أجعلك حذائي فتخنس فقلت: يا رسول الله أو ينبغي لأحد أن يصلي حذاءك وأنت رسول الله الذي أعطاك الله؟ قال: فأعجبته فدعا الله لي أن يزيدني علماً .."رواه أحمد،  فقد أطلق العنان للغلام في التعبير عن ذاته ولم يكبت جوابه بل كافأه بالدعاء له ومثال ذلك يقول ابن عباس دخلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أنا وخالد بن الوليد على ميمونة فجاءتنا  بإناء من لبن فشرب رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا على يمينه وخالد على شماله، فقال لي: «الشربة لك، فإن شئت آثرت بها خالد»، فقلت: ما كنت أوثر على سؤرك أحدا ،فهو يستأذن الغلام في شرب خالد لأنه أكبر منه سنا ولم يقمعه ولا عنفه بل أقره ، وكلف بحل المشكلات قال -صلى الله عليه وسلم- لابن عباس، غداة النحر وهو عليه السلام على راحلته: "هات القط لي"، فلقط حصيات مثل حصى الخذف، فلما وضعهن في يده قال: "بأمثال هؤلاء، وإياكم والغلو في الدين، فإنما هلك من كان قبلكم بالغلو في الدين".فقد أبدع ابن عباس في اختيار الحصيات حيث أقر بها النبي ومن الوسائل رعاية الموهبة إثراءها بالمعلومة  كفعله صلى الله عليه وسلم عن ابن عباس أنه ركب خلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يومًا، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يا غلام، إني معلِّمك كلماتٍ، احفظ الله يحفظْك.... الحديث و أختم بوسيلة التقدير والاحترام كاحترام النبي لقدرات ابن عباس في أكثر من مناسبة والدعاء له "اللهم فقه في الدين" غير متناسين العطف والحنان المتمثل في التودد " يا غلام" والقدوة الحسنة .

 

أربعة مساجد تعرضت لأضرار في مدينة برمنغهام ببريطانيا


أعلنت الشرطة البريطانية يوم الخميس، أن أربعة مساجد في مدينة برمنغهام تعرضت لأضرار ليلة الأربعاء.
وقالت شرطة ويست ميدلاندز، حسب وكالة يونا إن المحققين ورجال شرطة مكافحة الإرهاب يحققون بشأن تحطم نوافذ في أربعة مساجد في برمنغهام. وأضافت في بيان " منذ وقوع الأحداث المأساوية في كرايستشيرش بنيوزيلندا، يعمل رجال الشرطة مع شركائهم في أنحاء المنطقة لتقديم الدعم للمساجد والكنائس وأماكن العبادة". وقالت الشرطة "في الوقت الحالي نحن لا نعلم الدافع وراء هجمات أمس"، موضحة في الأوقات الصعبة مثل هذه، من المهم للغاية أن يتحد الجميع أمام من يريدون إحداث اضطرابات وزرع الخوف في مجتمعاتنا.

 

آخر نقطة من الجزائر تغرب عنها الشمس


تعد منارة مسجد عبد الرحمن بن صخر بمدينة تندوف أخر نقطة من الجزائر تغرب عنها الشمس، وهو يقع في أقصى حدود المدينة، وقد اكتسب هذه الصفة بسبب ارتفاعه وقربه من الحدود الجزائرية الغربية، حيث ترسل الشمس أخر شعاعها فوق منارته وهي تغرب في الأفق.

فتاوى

هل يزكى البيت المعد للتأجير؟ مع العلم أن صاحبه يقبض الأجرة دفعة واحدة؟
الزكاة واجبة في المال إن بلغ النصاب وحال عليه الحول، أما قبل ذلك فلا زكاة فيه، إذ يضم المؤجر مبلغ الإيجار إلى ما يملك من مال ويخرج ربع عشره ( 5، 2 %).
اشترى أخي قطعة أرض وقسمها بيننا وسجلت كل قطعة باسم صاحبها، إلا أن ماله اكتسبه من حرام،  فما حكم امتلاكي لهذا العقار؟
 إن القطعة الأرضية التي تملكونها مال، والمال شيء محترم لا يصح تضييعه، وقد انتقلت إليكم بمقتضى هبة من أخيكم، ومعلوم أن الهبة من وسائل الملكية، وبالتالي فإن ملكيتكم للأرض صحيحة، وأخوكم هو الذي يتحمل مسؤولية المال الذي كسبه.
 حكم الانتفاع بفائدة المال المسروق؟
إن الفعل الذي ورد في السؤال محرم ولا خلاف في ذلك. وإعادة قيمة المسروقات إلى صاحبها أقل ما يجب أن يفعل، ويبقى حكم الأرباح الناتجة عن ذلك المال المسروق، حيث ينبغي أن يعرض الأمر على صاحب المال الأصلي المسروق، فإن اكتفى بحقه فقط وسمح في تلك الأرباح فلا إشكال، وإن طالب بحقه فينبغي أن يعطى له حقه لأن أصل الأرباح نابع من ماله
 ما حكم جعل رنات الهاتف أنغاما موسيقية أو آذانا؟.
    وما حكم جعل رنات الهاتف النقال سورة  أو آية قرآنية أو آذانا كما قد يرن الهاتف وصاحبه في بيت الخلاء…؟
حكم استخدام النغمات الموسيقية واتخاذ الأغاني في رنات الهاتف النقال من حكم نفس هذه الأغاني والرنات والأناشيد وقد يرن الهاتف وحامله في الصلاة فيشوش عليه وعلى من حوله من المصلين فيلحقه النهي الوارد في السنة الشريفة، فقد نهى النبي – صلى الله عليه وسلم – عن التشويش على الغير في قوله لأصحابه رضي الله عنهم وهم يصلون ويجهرون بالقراءة :" يا أيها الناس كلكم يناجي ربه فلا يجهر بعضكم على بعض في القراءة"، فإن كان – صلى الله عليه وسلم – قد نهى المصلي أن يجهر على المصلي فكيف بغيره؟
أما جعل رنات الهاتف آيات قرآنية أو أذانا فالظاهر ترك ذلك لما فيه من الاستخفاف والامتهان لآيات الله تعالى قال سبحانه وتعالى :" إنه لقـول فصل وما هو بالهزل". وقولـه" لو أنزلنا هذا القرآن على جبـل لرأيتـه خاشعـا متصدعًا من خشية الله " سورة الحشر الآية 21

الرجوع إلى الأعلى