انطلق مؤخرا المخرج سلطان جبايلي في تصوير شريط حول الشخصية العالمية “الأب دونا النقريني”، بمرافقة ومساعدة علاء الدين قطيش ، رئيس الديوان المحلي للسياحة بنقرين، ولاية تبسة ،  باعتباره  باحثا مختصا في التراث.
 قال الباحث قطيش للنصر، أن هذه الالتفاتة تعتبر خطوة أولى لنفض الغبار عن شخصية مميزة ، و لدت في القرن الثالث بمنطقة نقرين “150 كلم جنوب ولاية تبسة”، و أطلق على الأب دونا النقريني اسم القديس الثائر،  لأنه ثار على روما الكاثوليكية، و أنشأ مذهبا مسيحيا سمي باسمه “المذهب الدوناتي”، والذي انتشر لاحقا في كل شمال إفريقيا،  و في العديد من بقاع العالم،   وتميز برفضه لفكرة التثليث في المسيحية الكاثوليكية، و توحيد الله،  و اعتبار المسيح نبيا مرسلا.
 قاوم الأب دونا و أتباعه الاستعمار الروماني و الإقطاعيين، الذين نهبوا خيرات و أراضي المنطقة، رغم محاولة الرومان إغراءه و رشوته، لكن دون جدوى،  إلى أن ألقي عليه القبض و سجن إلى أن وافته المنية في السجون الرومانية بإسبانيا  سنة 355 ميلادي.
و أضاف المتحدث أن هذه اللمحة عن حياة القديس الثائر، تعتبر حجر أساس للانطلاق في تصوير عمل متكامل عن الأب دونا النقريني، بالتنسيق مع جمعية الديوان المحلي للسياحة نقرين عن قريب.       
  وقد سبق للدكتور والدبلوماسي المعروف عثمان سعدي  وأن انتقد التمجيد المبالغ فيه للقديس أوغستين، الذي لا يستحقه،حسبه،  في حين تم التنكر للأب “ دونا النقريني”،
مشيرا إلى أن الأب دونا، “شخصية دينية مسيحية أمازيغية جزائرية مغاربية، مات دفاعا عن الشعب الأمازيغي في مواجهة الاستعمار الروماني، في سجون روما بإسبانيا سنة 355 م، و ولد في قرية نڤرين، جنوب ولاية تبسة”، لهذا يسمى “دونا النڤريني”.
واستشهد الباحث عثمان سعدي برسم المؤرخ الفرنسي “ش. أ جوليان”، الذي قدم شخصية الأب دونا بوصفها شخصية تتجمع فيها سائر عناصر القائد والمنظم الأصيل والمستقيم، والعقائدي، والخطيب المفوّه والكاتب الصلب، والمدرب والمكون للرجال، فكان قاسيا على نفسه مثلما هو قاس على الآخرين، كان أنوفا شرس الطبع، و كان يفرض آراءه على أساقفته، فأسس أتباعه بعد وفاته، المذهب الدوناتي، الذي كان يختلف عن المذهب الكاثوليكي، الذي يتبعه الاستعمار الروماني، وكان يؤمن بالطبيعة الواحدة للمسيح.
و كان الدوناتيون يصلّون في كنائسهم باللغة الكنعانية، بينما يصلي أوغستين والكاثوليك باللاتينية، وأوضح الباحث أن الدوناتيين قادوا كفاحا ضاريا ضد الاستعمار الروماني، الذين كانوا ينهبون أراضي الفلاحين الأمازيغ، ويملكونها  لإقطاعيين رومان في مزارع تسمى اللّوتيفوندا، مطبقين ما يعرف بالثورة الدائرية، و كان الدوناتيون يطالبون بتصفيتها وعودة الأرض للفلاحين، وقد برزت هذه الثورة منذ سنة 340 م، و هي مرتبطة بتاريخ بروز الحركة الدينية المغاربية.
ع.نصيب

الرجوع إلى الأعلى