خرج أمس ممثلون عن كنفدرالية النقابات الجزائرية من بينهم الأساتذة في مسيرة وطنية حاشدة بالعاصمة، احتجاجا على عدم تلبية مطالب الحراك الشعبي، في مقدمتها رحيل كافة رموز النظام، وتجمع المتظاهرون بالبريد المركزي، مرددين هتافات تدعو إلى التغيير الشامل، وعدم الالتفاف على مطالب الحراك.
استجاب عمال قطاعات عدة، من بينها قطاع التربية الوطنية للإضراب الوطني الذي دعت  إليه أمس كنفدرالية النقابات الجزائرية التي تضم 13 منظمة، من ضمنها 6 نقابات ممثلة لعمال التربية، الذي سجل نسبة استجابة واسعة بلغت 95 بالمائة وفق مصادر نقابية، فقد شل الإضراب الوطني معظم المؤسسات التعليمية، خاصة في الطور الابتدائي، مما أدى إلى توقفت الدراسة بأغلب الولايات، في حين خرج المئات من الأساتذة و التلاميذ ونقابيين من قطاعات مختلفة، من بينها البنوك والبياطرة والأئمة والبريد في مسيرة وطنية حاشدة بالعاصمة، للمطالبة بالتغيير الشامل والفعلي، ورحيل كافة رموز النظام.
 وتم تسجيل توقف نشاط عدة  مصالح تابعة للقطاعات منضوية تحت لواء كنفدرالية النقابات الجزائرية، من بينها الصحة والبلديات، إلا أن الشلل كان واضحا في قطاع التربية، الذي يمثل النسبة الأكبر ضمن تشكيلة الكنفدرالية، وتجمع الأساتذة المضربون إلى جانب ممثلين عن كنفدرالية النقابات الجزائرية الذين جاءوا من مختلف الولايات، بساحة البريد المركزي بالعاصمة، بعد تنظيم مسيرة انطلقت من ساحة أول ماي، تخللتها عدة حواجز أمنية، تمكن المتظاهرون من تخطيها رغم استعمال القنابل المسيلة للدموع وكذا القنابل الصوتية من قبل عناصر الأمن، ليصل المحتجون أغلبهم من عمال التربية إلى البريد المركزي رافعين شعارات تدعو إلى رحيل الباءات الثلاثة، واستبدال الوزير الأول نور الدين بدوي بشخصية وطنية، للذهاب إلى انتخابات حرة ونزيهة تشرف عليها هيئة مستقلة.
وبحسب ما أكده «للنصر» الناطق باسم كنفدرالية النقابات الجزائرية صادق دزيري، فإن الاستجابة للإضراب الوطني كانت جد واسعة، دون أن يقدم حصيلة مضبوطة، بحجة أن الجميع كان منشغلا بالمسيرة، مؤكدا تمسك الكنفدرالية بمطالب الحراك الشعبي، إلى غاية تلبيتها جميعا، لا سيما رحيل رموز النظام الذين عادوا إلى الواجهة مؤخرا، وقاموا بالإدلاء بتصريحات إعلامية عقب انسحاب مؤقت من المشهد السياسي، ما أضحى حسبه يثير مخاوف حقيقية من الثورة المضادة، وعلى مصير الحراك الشعبي، معتقدا بأن ما تم اتخاذه من الإجراءات لحد الآن لا يلبي تطلعات الحراك، الذي ما يزال متمسكا بالتغيير الشامل والفعلي.
وتوسعت الحركة الاحتجاجية لكنفدرالية النقابات الجزائرية إلى مناطق عدة، من بينها تيزي وزو التي توقفت بها الدراسة ونشاط مصالح عدة، من ضمنها البنوك ومكاتب البريد، ونظم موظفو القطاعات المعنية بالإضراب مسيرة بوسط المدينة، وعاشت ولاية قسنطينة أيضا على وقع الإضراب الذي شل عديد المؤسسات التربوية، بلغت نسبته وفق مديرية التربية 51.56 في المائة، وخرج المئات من التلاميذ إلى الشارع، وسار عدد كبير منهم إلى وسط المدينة مع الوقوف بساحة الشهداء، رافعين العلم الوطني وهاتفين بشعارات رافضة لتنصيب عبد القادر بن صالح رئيسا للدولة، قبل أن يتفرقوا في شكل مجموعات صغيرة.
وبولاية عنابة لم يلتحق التلاميذ بالأقسام مند صبيحة أمس، وخرج المئات منهم إلى ساحة الثورة، تعبيرا عن رفضهم لتعيين بن صالح رئيسا للجمهورية لإدارة المرحلة الانتقالية، وبلغت نسبة الإضراب نحو 90 بالمئة في قطاع التربية، كما شلّ العاملون بمختلف القطاعات والمصالح الإدارية والخدماتية منها البريد المركزي نشاطهم، مع تنظيم وقفات احتجاجية من قبل عمال البريد المركزي وكذا مديريات المصالح المالية، وقطاعات أخرى في الوظيف العمومي، رافعين شعارات منددة بعدم الاستجابة لمطالب الشعب، مع الدعوة إلى رحيل الحكومة والرئيس المؤقت ورئيس المجلس الدستوري، والوجوه المحسوبة على الرئيس السابق، كما سار موظفون في مسيرة باتجاه ساعة الثورة، فيما بقيت المحلات التجارية مفتوحة تقدم خدماتها بشكل عادي.
واستجاب عمال التربية بقالمة للإضراب الوطني الذي دعت إليه الكنفدرالية، بنسبة بلغت 100 بالمائة ببعض المؤسسات، وتراوحت ما بين 70 و 80 بالمائة بمؤسسات أخرى، في حين قدرت مديرية التربية النسبة ب 50 بالمائة، كما شن عمال وموظفو عدة قطاعات بينها الجامعة، والتجارة، والفلاحة والتكوين المهني وأملاك الدولة والبنوك إضرابا شل نشاط الخدمات بشكل كبير، وخرج المضربون، من بينهم عمال التربية، في مسيرات حاشدة جابت الشوارع الرئيسية لمدينة قالمة، مطالبين بتلبية مطالب الحراك، ورفض القرارات المتخذة على مستوى الرئاسة والحكومة، داعين إلى إحداث تغيير يستجيب لمطالب الحراك المتواصل منذ نحو 50 يوما، علما أن المسيرات كانت سلمية، ولم تسجل أية حوادث تذكر.
وسجلت ولاية برج بوعريريج، نسبة استجابة شبه كلية لنداء الاضراب عبر جميع المؤسسات التربوية، ودخل موظفو مديرية التربية في اضراب عن العمل، ونظم عمال العديد من المديريات والمؤسسات وقفات تضامنية داعمة لمطالب الحراك الشعبي، على غرار مديرية السكن، مديرية البيئة وصندوق التقاعد وعمال مؤسسة نفطال ومديرية الشؤون الدينية، الأشغال العمومية، التكوين والتعليم المهنيين واتصالات الجزائر و البلديات، بالإضافة إلى عمال وأساتذة و طلبة جامعة محمد البشير الابراهيمي، كما شهدت، مدينة برج بوعريريج مسيرة حاشدة، اعتراضا على تنصيب بن صالح رئيسا للدولة، شارك فيها حشود من المواطنين، و تلاميذ المؤسسات التربوية، والطلبة والأساتذة الجامعيين.
وقدرت نقابات التربية  بولاية ميلة نسبة الإضراب ب 95 بالمائة، أما مديرية التربية فأعلنت عن نسبة 38,7 بالمائة فقط، فيما لم نسجل توقف عن العمل في القطاعات الأخرى جرى العمل عندها بصورة عادية.
وشهدت ولاية الوادي أيضا استجابة واسعة للإضراب ، بنسبة فاقت 77 في الأطوار الثلاث لقطع التربية الوطنية، وبنسبة أكبر في الطورين الأول والثاني، حيث وصلت إلى 100 في بعض المؤسسات، كما تنقل عدد من ممثلي الولاية للمشاركة في الوقفة الاحتجاجية بالعاصمة.
في حين لم يحقق الإضراب استجابة كبيرة بولاية وهران، إذ عرف مشاركة حوالي 7500 نقابي فقط  من مجموع أزيد من 22 ألف نقابي بالولاية، أغلبهم في قطاع التربية الوطنية، وواصلت عدة مؤسسات تعليمية عملها بشكل عادي، في حين توقفت الدراسة بعديد المعاهد الجامعية، دون أن تبلغ النسبة المتوقعة من طرف النقابات، وخرج التلاميذ والطلبة ونقابيون في مسيرة وسط المدينة للمطالبة بتحقيق مطالب الحراك.
المراسلون/لطيفة/ب

نظموا مسيرات عبر عدد من الولايات
استمرار احتجاج طلبة الجامعات ضد رئاسة بن صالح
تواصل أمس احتجاج طلبة الجامعات الذين خرجوا في مسيرات عبر عدد من الولايات تعبيرا عن رفض تعيين بن صالح رئيسا للجمهورية، مصرين بدورهم على رحيل رموز النظام.
 وخرج طلبة جامعة قسنطينة 1 أمس في مسيرة مساندة للحراك الشعبي، انطلاقا من حرم الجامعة وإلى غاية وسط المدينة عبر مسار الترامواي، ثم حي خميستي فعبان رمضان وصولا إلى ساحة الشهداء، قبل العودة عبر شارع بلوزداد، ورفع الطلبة الراية الوطنية وطالبوا باستقالة رئيس الدولة عبد القادر بن صالح والوزير الأول نور الدين بدوي وكل وجوه النظام السابق، مع المطالبة بمجلس تأسيسي انتقالي.
ونظمت الأسرة الجامعية بجيجل، مسيرة سلمية، جابت شوارع عاصمة الولاية، مطالبين برحيل بن صالح، وانطلقت المسيرة من القطب المركزي، ورفع المشاركون في المظاهرة عدة شعارات، تطالب بتجسيد مطالب الشعب، منها رحيل جميع أوجه النظام، على غرار رئيس الدولة بن صالح، وتجسيد المادتين 07 و 08 و التي يعود عبرهما القرار إلى الشعب، وعرفت المسيرة مشاركة الطلبة من القطبين الجامعيين، الذين رددوا عبارة « جيش شعب، خاوة خاوة»، مطالبين بمعاقبة الفاسدين.
وخرج عدد من طلبة جامعة الشهيد حمة لخضر بالوادي في مسيرة احتجاجية مساندة للحراك الشعبي، رافعين شعارات ترفض تعيين عبد القادر بن صالح رئيسا للدولة لمدة 90 يوما، وجاء في الشعارات « لا 90 يوم لا 90 دقيقة ترحل يا بن صالح مثل ما رحل بوتفليقة»، كما طالبوا الجيش بحماية حراكهم من الالتفاف عليه من طرف افراد العصابة، والتعجيل بتطبيق المادتين 07و 08التي تعيد السلطة للشعب.
وواصل بدورهم طلبة وأساتذة الجامعات بباتنة التظاهر في مسيرة حاشدة ضد تعيين عبد القادر بن صالح رئيسا للدولة، وجابت المسيرة شوارع وسط المدينة رفع خلالها المتظاهرون الراية الوطنية ولافتات منددة باستمرار تواجد رموز نظام بوتفليقة في السلطة مطالبين برحيل كل من الوزير الأول ورئيس المجلي الدستوري ورئيس مجلس الأمة المعين رئيسا مؤقتا للدولة ودعا الطلبة والأستاذة إلى مواصلة التظاهر إلى غاية تحقيق المطالب الشعبية.            
مراسلون

الرجوع إلى الأعلى