الحراك الشعبي والإشاعات يحدثان ركودا في سوق السيارات

يشهد سوق السيارات المستعملة بقسنطينة، ركودا كبيرا يرجعه المتابعون إلى تأثيرات الحراك الشعبي على عمليات البيع و الشراء، إلى جانب الإشاعات التي يُروّج لها حول «انخفاض وشيك» للأسعار، بالمقابل سجلت الوكالات ارتفاعا نسبيا في الطلب على المركبات الجديدة خلال الشهر الحالي ، بعدما أغرت تخفيضات وصلت قيمتها إلى 30 مليون سنتيم، العديد من الزبائن.
استطلاع: حاتم بن كحول
النصر قامت باستطلاع في السوق الأسبوعي للسيارات المستعملة بحامة بوزيان، ورغم سوء الأحوال الجوية يوم الجمعة الماضي، إلا أن عدد المركبات كان معتبرا ، إضافة إلى أن مرتادي السوق كانوا متواجدين بكثرة ، ما أوحى في البداية بأن السوق يعرف حركية تجارية كبيرة بإتمام العديد من عمليات البيع والشراء.
لكن بمجرد توغلنا بالمكان لاحظنا أن وجوه أصحاب السيارات كانت عابسة، لنتأكد  بعد تبادل أطراف الحديث مع الباعة و الزبائن، من أن عمليات الشراء كانت شبه منعدمة، حيث بيع عدد قليل من المركبات من بين الآلاف المعروضة، ففي مدة ساعتين التي تواجدنا خلالهما بالمكان، لم نشهد على أية عملية، إذ يكتفي الزبون بالنظر إلى السيارة، فيما يضطر البائع إلى البقاء داخلها في انتظار مبلغ يطمح إليه.
من تحدثنا إليهم خلال جولتنا أخبرونا أنهم لن يتلقوا أي مقترح يخص ثمن البيع، كما أن قليلون من  تفاوضوا مع الراغبين في شراء المركبات ، و قد كانت عبارة «السوق حابس» الأكثر ترديدا ، فيما ذكر أحدهم أن هناك من هم مجبرون على بيع سياراتهم بسبب الحاجة الماسة للمال،  فيما يفضل آخرون الإنتظار.
وحسب سماسرة السيارات، فإن السبب الحقيقي الذي أدى إلى ركود السوق، هو انتشار الإشاعات التي تتحدث عن انخفاض الأسعار في كل مرة و ذلك منذ أكثر من 18 شهرا، وقال أحدهم إن الحديث عن منح الدولة الضوء الأخضر لجلب السيارات التي يقل عمرها عن 3 سنوات ، ساهم بشكل كبير في تردد البعض في الشراء.
واصلنا جولتنا في سوق المركبات الأشهر بقسنطينة ، لعلنا نقف على حركية  تعطينا صورة عن الأسعار ، ولكن التعاملات كانت باردة تماما كطقس الجمعة الماضي، وكما هو معلوم فإن كل عملية بيع يصاحبها غلق المرآة العاكسة للسيارة وهي رسالة للمشتري أن المركبة قد بيعت، وهو ما لم نجده هذه المرة.
«بيجو 207» بـ 115 مليونا و«إيبيزا» مقابل 165 مليونا

وأثناء تجولنا داخل السوق، حضرنا بعض عمليات اقتراح الأسعار، حيث بلغ ثمن سيارة «بيجو 207» ذات ترقيم سنة 2012، 115 مليون سنتيم، فيما تم عرض مبلغ 161 مليونا مقابل «إيبيزا فولي» لعام 2015 بمحرك بنزين 1.4، حيث أكد صاحبها أنه مستعد لبيعها مقابل 165 مليون سنتيم، فيما تراوحت قيمة سيارة «بولو لايف» مرقمة في 2014، ما بين 150 إلى 165 مليونا.
ووصل ثمن «سامبول» سنة 2015، ما بين 128 إلى 130 مليونا، بينما تراوحت أسعار نفس العلامة بترقيم عام 2012 من الطراز القديم، ما بين 100 إلى 118 مليونا، وهي نفس أثمان سيارة «هيونداي أكسنت» من ذات السنة، فيما بلغت قيمة سيارة «كليو جيتي لاين» بترقيم السنة الماضية، ما بين 220 إلى 225 مليونا، أما «إيبيزا» 2018 ذات محرك 1.6 بنزين فكان سعرها بين 210 إلى 230 مليون سنتيم.
 تسليم فوري لسيارات جديدة بزيادة 10 ملايين
وتعرف أسعار السيارات الجديدة التي وجدناها معروضة في السوق، ارتفاعا وصل إلى 10 ملايين سنتيم مقارنة بثمن شرائها من الوكالات، فالنسبة لـ «سانديرو ستيبواي» ذات محرك 1.5 ديازال لسنة 2018، تجاوز الثمن عتبة 180 مليون سنتيم، فيما يطالب أصحاب نفس نوع السيارة ولكان بترقيم 2019 بأكثر من 200 مليون، رغم أن قيمتها في مختلف وكالات «رونو» لا تتجاوز 190 مليونا، في حين وصل سعر «كيا بيكانتو» ذات ترقيم عام 2019 في السوق، إلى 155 مليونا، بينما لا يتعدى ثمنها في الوكالة 144 مليونا.
وتراوح ثمن «رونو سامبول» لسنة 2019 ذات محرك 1.6 بنزين في السوق، ما بين 165 إلى 170 مليونا، فيما قدر في الوكالة بـ 161 مليونا، أما سيارة «كليو 4 ليمتيد» 2019 بمحرك «ديازال»، فبلغت قيمتها في سوق الحامة ما بين 210 إلى 220 مليونا، أما في وكالة «رونو» فعرضت للبيع مقابل 214 مليونا.  
وأكد أحد السماسرة الذين قابلناهم في السوق أن نسبة المبيعات تراجعت بأكثر من 60 بالمئة، مقارنة بالسنة الماضية، الأمر الذي يعبر عن حالة من الركود في القطاع، و المسجلة منذ بداية السنة الماضية، وهو ما أدى إلى تكدس الكثير من السيارات المستعملة في السوق.
لا أثر للسيارات الفخمة
كما شد انتباهنا خلال تواجدنا في السوق الأسبوعي أن السيارات الفارهة أو التي تتجاوز قيمتها المادية 300 مليون على غرار «ليون» و«غولف» و«بسات» و «تيغوان»، غير مطروحة إطلاقا للبيع، ويعود السبب حسب بعض السماسرة، لرفض أصحابها بيعها بسبب تدنى الأسعار مقارنة بقيمتها الفعلية.
كما  يفضل العديد من الراغبين في شراء سيارات فارهة، الانتظار لغاية اتضاح الرؤية أكثر . ورغم أن عملية البيع والشراء تعرف ركودا كبيرا، إلا أن ذلك لم يساهم في انخفاض الأسعار، لدرجة أن مبلغ 100 مليون سنتيم لن يكون كافيا لشراء سيارة «مقبولة»، فيما قد يضطر البعض لشراء مركبة صغيرة لقاء هذا المبلغ، و قد تكون من السيارات الصغيرة على غرار «ماروتي» و«أتوس» أو من الطراز القديم على غرار «بيجو 406» و«رنو لاقونا» و«ميغان» المرقمة بين سنتي 1998 و 2002.
قروض دون فوائد لشراء «غولف 7»
النصر أجرت أيضا استطلاعا في مختلف وكالات السيارات الواقعة بقسنطينة، أين سجلنا إقبالا معتبرا من طرف الزبائن، خاصة وأن شهر أفريل عرف العديد من العروض المغرية من خلال التخفيضات التي تلجأ إليها بعض العلامات على غرار «رونو» و»سوفاك»، والتي تتراوح ما بين 5 إلى 30 مليونا.
ولعب مسؤولو البيع لسيارة فولكسفاغن على ورقة التخفيضات من أجل إغراء الزبائن، حيث أن أول تنزيل ، مس سيارة «غولف 7 ستار»، حيث يمكن الشراء بالتقسيط و بقروض دون فوائد، بينما يبلغ سعرها 330 مليون سنتيم، فيما يدفع الزبون 230 مليونا ليسدد بقية المبلغ المقدر بـ 100 مليون على 5 سنوات، وهو إجراء يخص أصحاب الأجور التي تفوق 6 ملايين سنتيم.
و استفادت الأنواع الأخرى من سيارة «غولف» من تخفيضات تتراوح ما بين 10 إلى 20 مليونا، على غرار «جوان» و«آر لاين»، وجيتيدي»، وكذلك صنف «بولو» المتواجد بثلاثة أنواع مختلفة وذلك حسب المزايا، حيث تتراوح أسعارها ما بين 229.9 إلى 294.9 مليون سنتيم، وكلها بمحرك بنزين 1.6  بقوة 90 حصانا.
وتراوحت التخفيضات على صنف «كادي» ما بين 10 إلى 30 مليونا ، حيث وصل سعر «كادي كوليكسيون» إلى 330 مليونا أي بتخفيض 10 ملايين، و نزل ثمن «كادي كارا» بـ20 مليونا ليصل إلى 370 مليون سنتيم، أما «كادي إديسيون 35» فخفضت بقيمة 30 مليونا  ليتراجع ثمنها بين 410 إلى 380 مليونا، وكذلك «كادي ألطاراك» التي أصبح سعرها 400 مليون عوض 430 مليون سنتيم.
التسليم خلال أسبوع

وقال بوكرزازة آدم مسؤول المبيعات في فولكسفاغن بوكالة المنطقة الصناعية بالما، أن الوكالة شهدت إقبالا لا بأس به من طرف الزبائن في الأيام الأخيرة، خاصة وأن جل أنواع السيارات متوفرة والزبون لن يكون مضطرا للانتظار طويلا، حيث يمكن تسلّم المركبة خلال أسبوع واحد، وأحيانا تسلم السيارة في نفس يوم الطلبية ، مضيفا للنصر أن «بولو بيتز» تعتبر الأكثر طلبا، نظرا لما تتوفر عليه من مزايا إضافة إلى سعرها الذي لا يتجاوز 275 مليون سنتيم.
ولم يختلف الأمر بالنسبة لوكالة «سيات» الواقعة بمحاذاة حي بوجنانة، حيث تعرف إقبالا جيدا على منتجاتها حسب مندوب المبيعات، والذي أكد أن تسليم السيارة يكون في مدة تتراوح ما بين 10 إلى 30 يوما، كما أوضح أن العلامة أطلقت عدة تخفيضات خاصة بالشهر الحالي.
وعرفت سيارة «إيبيزا إيديسيون بيافيا» ذات محرك بنزين 1.6 وبقوة 110 أحصنة انخفاضا في السعر بقيمة 12 مليونا، لتعرض بـ 242 مليونا، أما «إيبيزا آف آر بيفيام» فشهدت تنزيلات وصلت إلى 10 ملايين  ليقدر ثمنها بـ 239.9 مليون سنتيم، كما هو الحال مع «إيبيزا بيفيا» التي أصبح سعرها 269 مليونا.
كما تم تخفيض ثمن بيع «سيات أرونا» بقيمة تتراوح ما بين 10 إلى 20 مليون وذلك حسب الصنف حيث بلغ سعر «آرونا سيتي» 239.9 مليون سنتيم أي بتخفيض 10 ملايين، و»آرونا إكسيلانس» عرفت تنزيلا بقيمة 20 مليونا وسعرها حاليا 285.9 مليون، كما أطلقت تخفيضات على سيارة «آرونا آف آر» تقدر بـ20 مليونا و بـ 10 ملايين بالنسبة لنوع «آرونا بيفيا»، فيما كان التخفيض الوحيد لسيارة «ليون» في صنف «كوبرا» وذلك بقيمة 20 مليونا حيث بلغ ثمنها 449.9 مليون سنتيم.
وأشعلت وكالة رونو المنافسة مع بقية العلامات الأخرى، بعد أن قامت بإطلاق تخفيضات جديدة على سيارة «كليو 4» بمختلف أنواعها، حيث تراوحت ما بين 5 إلى 10 ملايين، واستفادت «كليو 4 تيسيو» من تنزيل بقيمة 5 ملايين، ليصل سعرها حاليا لـ195 مليون سنتيم، فيما تقلص ثمن نفس السيارة بمحرك ديازال بـ 6 ملايين لتباع بـ 214 مليونا.
«بيكانتو» الجديدة لن تكون متوفرة قبل جويلية
وعرفت «جيتي لاين» تخفيضات وصلت إلى 10 ملايين ليصل سعرها إلى 236 مليونا، فيما بلغ ثمن «ستيبواي» البنزين 170 مليونا، أما المشتغلة بالديازال فتباع مقابل 190 مليونا، بينما تباع «السامبول» ذات محرك 1.2 بنزين مقابل 155 مليونا، و بـ 161 مليونا بالنسبة لذات المحرك 1.6 بنزين و مقابل 176 مليونا بالنسبة للتي تحتوي على محرك «ديازال ديسيي»، وقال مصطفى آيت حمودة مندوب المبيعات بالوكالة، إن الإقبال زاد من طرف الزبائن بعد الإعلان عن التخفيضات الجديدة، فيما أكد أن مدة التسليم تتراوح ما بين 15 إلى 20 يوما.
و أثناء تواجدنا في وكالة البيع «كيا موتورز» بالمنطقة الصناعية «بالما»، وجدناها شبه فارغة، مع عرض 4 سيارات من أنواع مختلفة، وبالحديث مع مندوبة المبيعات، أكدت أن الإقبال على علامة «كيا» كان كبيرا، وخاصة على سيارة «بيكانتو» الجديدة، حيث أوضحت أن مجموعة من السيارات كانت بمحرك 1.0 بنزين وسعرها كان 133 مليون سنتيم، ولكن بطلب من الزبائن تقرر تغيير المحرك إلى 1.2 مع زيادة في السعر ليصل إلى 143.9 مليون.
وأضافت المتحدثة أن كل السيارات بعلامة «كيا» لن تكون متوفرة إلا بعد شهر جويلية القادم، والصنف الوحيد المتاح هو «سبورتيج» التي تتراوح أسعارها ما بين 375.5 إلى 497 مليون سنتيم، فيما تراوحت أثمان «ريو» الجديدة ما بين 179 إلى 253 مليونا وذلك حسب المزايا المتوفرة في المركبة، أما «بيكانتو جيتي لاين» متعددة المزايا فوصل ثمنها إلى 197 مليونا، فيما قدرت أسعار «سورينتو» ما بين 459 إلى 645 مليون سنتيم.
ح/ب

الرجوع إلى الأعلى